شخصيةٌ معروفة لدى أهالي "حمص"، مصوّرٌ محترف، وعازف كمانٍ متمكّن، وصحفيٌ مثابرٌ على الرغم من تقدم العمر، بصم صوره ونشاطه الصحفي بلقب "أبو أسامة الحمصي".

مدونة وطن "eSyria" التقت "فايز العباس" بتاريخ 23 كانون الأول 2018، فتحدَّث عن مسيرة حياته واهتماماته، وقال: «ولدت في أحد أحياء "حمص" الشعبية، وتلقيت تعليمي بمختلف المراحل فيها، وكانت دراستي الثانوية بالاختصاص المهني، وبعدها حصلت على شهادة معهد باختصاص ميكانيك، لكن حبي للعلم دفعني إلى متابعة الدراسة، فحصلت على الشهادة الثانوية مرتين بالفرعين العلمي والأدبي، وبسبب حبي للموسيقا تعلمت العزف على اّلة الكمان في بداية شبابي، وأنشأت مع أصدقائي من العازفين المعروفين مثل "زيد حسن آغا" و"موريس متري" وآخرين، فرقة موسيقية أسميناها "فرقة حمص" عام 1979، وكان عملنا يقتصر على الحفلات الخاصة في "سورية" وخارجها».

التصوير الفوتوغرافي فنٌّ بحدِّ ذاته، و"أبو أسامة الحمصي" برع بأسلوب مميز في هذا الفن، وكان إبداعه واضحاً من خلال نشاطه الصحفي، ومثابرته في نقل الفعاليات المختلفة، ولقبه الجميل جاء تأكيداً لهذا التعب والجهد الذي قدمه للجمهور، فالصورة عنده تتحدث بطريقة الخبر الصحفي ومن دون شرحٍ مرافق، وبرأيي فقد ترك بصمةً ذات أثرٍ طويلٍ بين مصوري "حمص" وصحفييها، وفي ذاكرة أهلها

وعن الكاميرا والصورة ومدى تأثر حياة "فايز العباس" بهما أضاف قائلاً: «حبُّ التصوير عندي كان منذ الطفولة، حتى إنَّ أول كاميرا اشتريتها في حياتي كانت عام 1966، وقد جمعت ثمنها لعدة أشهر من مصروفي القليل؛ وكان ليرتين سوريتين، وكانت من نوع DYANA، فالصورة بالنسبة لي دفتر مذكراتي اليومية، وأحياناً ألتقط آلاف الصور في اليوم الواحد، لأنني أنقل الهموم والمعاناة لدى الناس من خلالها، كما أنَّ كل لقطة جميلة هي ذكرى يجب توثيقها، فالكاميرا عيني الثالثة خارج وجهي، ولا يمكن أن أتخيل نفسي من دونها. أمَّا مهنياً، فأول محل تصوير افتتحته كان عام 1974، بمساعدة شقيقتي الكبرى، التي كانت تعرف عشقي للتصوير وتدعمني دوماً، لكن تاريخ 3 أيار 2018، هو الأغلى في حياتي، حيث تسلّمت الهدية الأثمن من السيدة الأولى؛ وهي عبارة عن كاميرا احترافية من نوع "NIKON"، إضافة إلى هدية أعزُّ هي العدسة الخاصة بالسيد الرئيس "بشار الأسد"؛ تقديراً منهما لعملي الصحفي وخاصة في سنوات الأزمة الماضية، وهو أعظم تكريم نلته في حياتي على الرغم من وجود عدَّة تكريمات سابقة، وسيبقى التاريخ الذي لن أنساه».

شهادة تكريم

هنا دخلنا في الحديث عن مهنة الصحافة في حياة "أبو أسامة الحمصي"، كيف بدأت، وعن الوظائف التي قام بها يقول: «حبي للصحافة رافقني منذ دراستي المرحلة الابتدائية، فبسبب عشقي لجمال الخط العربي وتميزي في استخدامه، كنت أقوم بإعداد مجلات الحائط في المدرسة بدافع شخصي في البداية، وكنت مهتماً بمتابعة الأخبار في كل مكان وكتابتها من تلقاء نفسي، زاد على هذا الأمر ممارستي لهواية التصوير و"تحميض" الصور، وكل ذلك كان على حسابي الشخصي ومن دون مهمة موكلة من أحد، ورويداً رويداً بدأت أتجه إلى مجال الصحافة من خلال إرسال المقالات والصور إلى الصحف المختلفة، وجاء عام 1984 لأضع قدمي في صحيفة "الثورة" وأصبحت مراسلاً شعبياً لها في مدينة "حمص" من دون أجر مادي، لكنني تابعت وكنت سعيداً بمهمتي الجديدة، واستمريت حتى عام 1996، حيث أصبحت مراسلاً ومحرراً لدى صحيفة "البعث"، واستمريت حتى تقاعدي عام 2017، وعملت كذلك مراسلاً ومصوراً في إذاعة "زنوبيا" عام 2015 لمدة سنتين، وحالياً أعمل محرراً ومصوراً في مجلة "بورصات وأسواق" ولدى موقع "سيريانديز" الإلكتروني».

لقب "أبو أسامة الحمصي" من أين جاء؟ وماذا أضاف إلى مسيرة حياته، عن ذلك يقول: «المصادفة أحياناً تلعب دورها في حياة الإنسان؛ وهذا ما حصل معي، فمع بداية انتشار "الفيسبوك" عام 2008، أنشأت حساباً خاصاً بي وأسميته "أبو أسامة الحمصي"، وكنت أنشر فيه مقالاتي والصور التي ألتقطها يومياً، وكنت أوقعها بهذا الاسم، وهنا نعود إلى عشق الكاميرا والصورة، إذ إنني كنت أخرج من منزلي عند سقوط القذائف وتفجير السيارات المفخخة، لأكون أول الواصلين كصحفيٍ وكمصور، وهذا ما جعلني أمتلك "أرشيفاً" كبيراً لتلك السنوات الصعبة، إضافة إلى نقل مجريات المعارك مع قوات الجيش في مناطق متعددة، ولأن حبي للصحافة لا حدود له، قمت بنقل كل الفعاليات التي كانت تقام في "حمص" عموماً وما زلت حتى اللحظة، كل هذا ساعد في انتشار لقبي الصحفي بين الناس، والطريف بالأمر أنه عندما أعرِّف عن اسمي الحقيقي في أيّ فعالية أنقلها، فإنَّ التجاوب يكون عادياً، لكن عند ذكر "أبو أسامة الحمصي"، أشعر بسعادة بسبب ترحيب الناس بي، ورغبتهم بأن يعرفوا من يكون صاحب هذا اللقب».

الصحفي محمد خير كيلاني

"محمد خير كيلاني" صحفيٌ وممثلٌ مسرحي، عن رأيه بشخصية "فايز العباس" يقول: «التصوير الفوتوغرافي فنٌّ بحدِّ ذاته، و"أبو أسامة الحمصي" برع بأسلوب مميز في هذا الفن، وكان إبداعه واضحاً من خلال نشاطه الصحفي، ومثابرته في نقل الفعاليات المختلفة، ولقبه الجميل جاء تأكيداً لهذا التعب والجهد الذي قدمه للجمهور، فالصورة عنده تتحدث بطريقة الخبر الصحفي ومن دون شرحٍ مرافق، وبرأيي فقد ترك بصمةً ذات أثرٍ طويلٍ بين مصوري "حمص" وصحفييها، وفي ذاكرة أهلها».

المصور المحترف "محمد الدالاتي" عن معرفته بأعمال "أبو أسامة الحمصي" وما يميزها، قال: «هو من زملائي المصورين والإعلاميين القدامى، وصاحب خبرةٍ طويلةٍ في مجال التصوير الصحفي، إن لم يكن من أقدم المصورين الصحفيين بحسب علمي، ولديه براعة من حيث اختيار لحظة التقاط الصورة وزاوية التصوير الدقيقة، والأهم عنده جمالية الكادر في الصورة، ناهيك عن شخصيته المتواضعة والمحبوبة عند الجميع، ونتيجة نشاطه الدؤوب أصبح مصدر ثقةٍ للخبر عند أهالي "حمص" المتابعين لعمله الصحفي، وأنا شخصياً أفتخر به كصديق وزميل مصور».

محمد الدالاتي إعلامي ومصور محترف

نذكر أخيراً، أنَّ "فايز العباس" من مواليد "حمص" عام 1957، متزوج ولديه أربعة أولاد.