شخصية مميزة في مجال الطب الشرعي، يعمل في مجال التوعية ضد العنف بجميع أساليبه، له بصمات واضحة في مجال العمل الإنساني؛ فهو طبيب وحقوقي وكاتب.

مدونة وطن "eSyria" التقت الدكتور "بسام يونس محمد" بتاريخ 9 شباط 2019، في مركز الطب الشرعي بمنطقة "الشماس"، ليحدثنا عن نشأته وبداياته الدراسية، فقال: «ولدت ونشأت في مدينة "حمص"، وتلقيت تلعيمي بجميع مراحله فيها، وأكملت المرحلة الثانوية في مدرسة "الفارابي"، ثم دخلت كلية الطب البشري، ودرست لمدة 6 سنوات في جامعة "تشرين"، كانت اهتماماتي حينئذٍ تتجه نحو الكتابة، وبوجه خاص كتابة القصة، حيث فزت بجائزة القصة القصيرة للأدباء الشباب التي أقامها اتحاد كتاب العرب في مدينة "اللاذقية" ثلاث مرات».

ولدت ونشأت في مدينة "حمص"، وتلقيت تلعيمي بجميع مراحله فيها، وأكملت المرحلة الثانوية في مدرسة "الفارابي"، ثم دخلت كلية الطب البشري، ودرست لمدة 6 سنوات في جامعة "تشرين"، كانت اهتماماتي حينئذٍ تتجه نحو الكتابة، وبوجه خاص كتابة القصة، حيث فزت بجائزة القصة القصيرة للأدباء الشباب التي أقامها اتحاد كتاب العرب في مدينة "اللاذقية" ثلاث مرات

وأكمل قائلاً: «خلال دراستي للطب العام، لفتت انتباهي مادة الطب الشرعي، ووجدتها قريبة مني، عندها لم يكن هناك وجود لذلك الاختصاص، وبعد تخرجي بثلاث سنوات، أضحى الاختصاص معروفاً، وبعد حصولي على شهادة الطب العام، أكملت اختصاص ماجستير في الطب الشرعي بجامعة "دمشق"، وتأتي أهمية الطب الشرعي من كونه اختصاصاً يقدم خدمات لوزارة "العدل"، فعلى الطبيب الشرعي أن يوظّف العلوم الطبية والصحية التي تعلمها لمساعدة القضاء والمساهمة في حل المشكلات المترتبة على التقارير التي تدرس الوضع الصحي للإنسان، وبعد تأديتي للخدمة الإلزامية في مجال عملي، بدأت العمل في مدينة "حمص"، على الرغم من متابعتي لبعض مراحل الدراسة خارج المدينة، ففي عام 2008 بدأت دراسة الحقوق في جامعة "البعث"، وحصلت على الإجازة عام 2012، في عام 2014 بدأت دراسة الدكتوراه في الطب الشرعي بجامعة "دمشق"، وفي عام 2018 حصلت على الدكتوراه، وعام 2004 كنت المدير المسؤول لمجلة "عالم الصحة"، كنت ولا أزال مدير تحرير لمجلة تخصصية تتعلق بعمل الطب الشرعي وتصدر عن اتحاد الأطباء الشرعيين العرب؛ وهي مجلة "الطب الشرعي والعلوم الجنائية"، وحالياً أنا رئيس مركز الطب الشرعي في مدينة "حمص" منذ عام 2011 وحتى الآن، وأمين سر لنقابة أطباء فرع "حمص" منذ عام 2009، وفي مجال المهنة، أشغل حالياً منصب نائب رئيس الرابطة السورية للطب الشرعي».

عهد السكري

أما عن طبيعة العمل الإنساني والثقافي ونظرته إليه وما قدمه "بسام"، فأضاف: «عندما بدأت الأزمة ومع وجود كل تلك الفوضى كان المجتمع بحاجة إلى وجود منظمات شعبية لتدعمه وتساعد الحكومة لتقوم بمهامها، ففي نهاية عام 2011 لاحظت أنني أملك الوقت الكافي، وبحكم عملي كطبيب كان بإمكاني تقديم بعض الخدمات الصحية، وفي عام 2012 ساهمت بإطلاق مؤسسة "الشهيد" في مدينة "حمص"، وبسبب وجود الأمانة العامة للمؤسسة في مدينة "حمص"، أصبحت مدير فرع "حمص" عام 2013، كانت المؤسسة تهتم بالجرحى والمعوقين؛ فهم بحاجة إلى مصادر مساعدة لإكمال مسيرتهم في الحياة، وتابعت العمل بالمؤسسة حتى عام 2015، ثم لم أعد أمتلك وقتاً كافياً وأصبحت بحاجة إلى التفرغ لدراسة الدكتوراه».

وفي مجال حملات التوعية ضد العنف كان للدكتور "بسام" بصمات واضحة، حدثنا عن ذلك بقوله: «بحكم عملي في الطب الشرعي واهتمامي بالنواحي القانونية، عملت بعدة مواضيع لها علاقة بحماية المجتمع، لأن الطب الشرعي اختصاص معني بذلك، عملنا بتشخيص حالات الطفل المضطهد التي كنا نسمع عنها بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي من مدة إلى أخرى، فقمنا بحملات تدريب للمدرّسات ضمن المدارس والممرضات والممرضين الذين هم على تمّاس دائم مع الأطفال، وذلك حتى تتولد لديهم القدرة على تشخيص حالات الأطفال الذين يتعرضون للضرب أو التعذيب من قبل الأشخاص القائمين على تربيتهم للحد من هذه الظاهرة، ومحاولة إيقاف الحالة قبل الوصول إلى حالة الطفل المميت».

وأضاف قائلاً: «أعمل أيضاً مدرب TOT بمجال التدريب السريري على حماية الناجين من العنف بكل أنواعه، ويتم التوجه في هذا النوع من التدريب إلى الأشخاص الذين هم على تماس دائم مع الضحايا، ومن الممكن أن يكونوا أطباء وطبيبات مختصين في مجال الأطفال والنسائية، أو في مجال الدعم النفسي، إضافة إلى كادر التمريض المتعامل مع تلك الحالات، لأن الأشخاص الذين يتعرضون للعنف بحاجة إلى دعم طبي ونفسي واجتماعي لمساعدتهم على تجاوز الأزمة التي مرّوا بها ومحاولة إعادة اندماجهم بالمجتمع ليعودوا أشخاصاً طبيعيين، لذلك من المهم جداً تدريب الأشخاص الذين يقدمون الرعاية الطبية بوجه أساسي حول كيفية إدارة هذه الحالات لتقديم خدمات بأكمل وجه للأشخاص الذين يتعرضون للعنف».

الدكتور "عهد السكري" حدثنا حول معرفته بالدكتور "بسام" قائلاً: «عملت مع الدكتور "بسام" من عام 2013 حتى عام 2015، حينئذٍ كنت أشغل منصب مدير تنفيذي لمؤسسة الشهيد فرع "حمص"، صاحب أخلاق مهنية عالية، وهي شعار عمله الأساسي، ويمتلك مهارات واسعة في الجانب الإبداعي، لديه المقدرة على استكشاف وتسليط الضوء على زوايا مميزة وخفية في أي عمل يقوم به، كما يتميز بمتابعته الحثيثة ومثابرته على العمل، وتركيزه على الجوانب الإنسانية في أي نشاط».

يذكر، أن الدكتور "بسام محمد" من مواليد "حمص" عام 1972، متزوج ولديه ثلاثة أولاد.