استطاعت تقديم المساعدة المهنية والعلمية بأسلوب خيري مختلف، ففقدانها لأخوين شهيدين في الثمانينات، جعلها تشعر بمعاناة ذوي الشهداء والجرحى، فقدمت لهم المساعدات الخيرية بأساليب مختلفة ضمن فعاليات ودورات مهنية وتعليمية بشتى المجالات؛ وهو ما جعلها تتميز بعملها الإنساني والتعليمي، فهي مدرّسة وناشطة اجتماعية في المجال الإنساني.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 آذار 2019، التقت "رؤى الأسعد" لتتحدث حول نشأتها وبداياتها الدراسية، فقالت: «نشأت في مدينة "حمص" ودرست جميع المراحل التعليمية في مدارسها، وتلقيت فيها كافة الخبرات المهنية والتثقيفية، وتخرّجت في جامعة "البعث" عام 2011 باختصاص اللغة الإنكليزية بمعدل عالٍ؛ وهو ما أتاح لي دراسة الماجستير والحصول عليه بمجال التأهيل والتخصص بتدريس اللغة الإنكليزية عام 2013 من جامعة "البعث".

نعمل في كل عام على حفل تخريج للطلاب الذين أنهو الدورات، ومع مرور السنوات أصبح عدد الطلاب كبيراً جداً في كل دفعة ليصل إلى 400 طالب وأكثر من مختلف المحافظات؛ وهو ما جذب انتباه الجهات المعنية بمراقبة عمل الجمعيات الخيرية بوجه عام، فتمت دعوتنا لمقابلة السيدة الأولى "أسماء الأسد" لتقف على أعمال الجمعية وتقدم المساعدات لها بما أمكن ضمن القوانين، وكان هذا اللقاء دعماً وتحفيزاً إيجابياً لإكمال أعمال الجمعية بأفضل الإمكانات

اهتماماتي باللغة الإنكليزية لم تكن هوايةً فقط، بل كانت شغفاً، فاستطعت في مرحلة الدراسة الابتدائية التفوق في جميع الفعاليات التي كانت تقيمها مدرستي من رواد ومسابقات في اللغة الإنكليزية آنذاك».

رؤى الأسعد مع طالباتها

وتكمل "رؤى" لتتحدث عن بدايات عملها بالقول: «بدأت مسيرتي المهنية عام 2008 بشركة "MTN" عملت لمدة أربع سنوات ضمن هذا المجال، فكانت مدة كافية لاكتساب الخبرة بالتعامل مع احتياجات الناس وكيفية تلبيتها، وفي عام 2015 عملت مع منظمة الأمم المتحدة "الأونروا"، فدخلت في خضم العمل الإنساني واكتسبت خبرة واسعة في هذا المجال، بعدها قمت بتأسيس معهد خاص لتدريس كافة اللغات من اللغة الإنكليزية وحتى العبرية، وكنت مهتمة بتدريس اللغة بأسلوب فردي أو ضمن مجموعات صغيرة لتصل المعلومة إلى الطالب بأفضل حالة اكتساب».

أما عن عملها في مجال التعليم والعمل الإنساني ودافعها للاستمرار فيه، فتحدثت بالقول: «خلال الحرب على "سورية" قمنا بفتح باب للدورات المجانية لتعليم اللغات لذوي الشهداء والجرحى والمهجرين الفقراء ضمن معهدي الخاص، ولكوني أختاً لشهيدين كان بإمكاني الشعور والإحساس بذوي الشهداء والجرحى، فأتت فكرة وضع هذا العمل التعليمي ضمن قالب قانوني منظم، فقمنا أنا ومجموعة من الأعضاء بتأسيس جمعية "دار السلام الخيرية" لتستطيع تقديم الإعانة التعلمية والمهنية لجميع أفراد المجتمع مجاناً وتقديم الدعم النفسي للمتضررين من مخلفات الحرب، قمنا بفتح العديد من الدورات في مجال الحاسوب وصيانة الإلكترونيات ودورات التجميل، كما عملنا على نشر حملات تعليمية لمراكز الإيواء ضمن "حمص"؛ كان منها مركز "محسن تركاوي"؛ عملنا خلالها على تعليم الأطفال وأمهاتهم، لكي تكون الأم بعد انتهاء الحملة قادرة على تعليم أبنائها، فكان هدفنا انتشار العلم؛ فلو قمنا بتقديم أي مساعدة مادية كانت ستزول مع الوقت، ومستمرون بالمسيرة منذ عام 2015 حتى الآن. تمويل جمعية "دار السلام الخيرية" تمويل ذاتي من دون أي دعم من منظمات دولية خارجية، فمنذ عام 2015 حتى 2017 بقيت الدورات مجانية للجميع، فأدى ذلك إلى عجز كبير في ميزانية الجمعية، فقمنا بإبقاء الدورات مجانية لذوي الشهداء والجرحى، أما باقي الأفراد، فتكون رسوم التسجيل رمزية؛ حيث تصل قيمة الدورة إلى ربع قيمتها في مراكز مهنية أخرى».

من لقاء السيدة الأولى

وعن دعوة السيدة الأولى "أسماء الأسد" وتكريمها لأعضاء الجمعية، تتحدث "رؤى" بالقول: «نعمل في كل عام على حفل تخريج للطلاب الذين أنهو الدورات، ومع مرور السنوات أصبح عدد الطلاب كبيراً جداً في كل دفعة ليصل إلى 400 طالب وأكثر من مختلف المحافظات؛ وهو ما جذب انتباه الجهات المعنية بمراقبة عمل الجمعيات الخيرية بوجه عام، فتمت دعوتنا لمقابلة السيدة الأولى "أسماء الأسد" لتقف على أعمال الجمعية وتقدم المساعدات لها بما أمكن ضمن القوانين، وكان هذا اللقاء دعماً وتحفيزاً إيجابياً لإكمال أعمال الجمعية بأفضل الإمكانات».

"سلاف العبود" إحدى المتطوعات في جمعية "دار السلام الخيرية" تحدثت عن معرفتها بـ"رؤى"، فقالت: «أتت معرفتي بها عن طريق موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، حيث كانت تقوم بنشر أعمال الجمعية وفعالياتها، فوجدت أفكارها قريبة مني وبدأت العمل ضمنها منذ سنتين ونصف السنة بمجال التوعية النفسية، كما عملت بالمجال التربوي والإعلامي، كان دافعي للاستمرار أفكار "رؤى" المميزة؛ فهي شخص طموح جداً وصاحبة أفكار لامعة وفريدة من نوعها، حيث تعمل على نشر العلم عن طريق تعليم الفرد ليكون قادراً على تعليم غيره، فكان لهذه الدورات صدى إيجابياً كبيراً، حيث استطاع عدد كبير من رواد هذه الدورات إيجاد عمل، كما كانت لديها فكرة لامعة جداً في المجال الطبي، وهي الفريق الطبي المتجول الذي يقوم بتعليم الجرحى وزوجاتهم أو أحد أفراد عائلاتهم على التعامل مع وضعه الصحي؛ ليستطيع الجريح الاعتناء بنفسه حتى يستعيد عافيته. العمل معها يبعث فينا الشغف والحماسة للاستمرار والتقدم وتقديم كل ما هو مميز وفريد».

سلاف العبود

يذكر أن "رؤى الأسعد" من مواليد "حمص" عام 1988.