بالأفكار الإبداعية المتطورة والهدف الإنساني النبيل، استطاعت الطالبتان "فاطمة السماعيل" و"ياسمين السماعيل" من كلية الهندسة الميكانيكية والكهرباء، قسم الحاسبات والتحكم الآلي، باستخدام المعلومات التي تلقتاها بالجامعة لتوظيفها بشيء يفيد المجتمع لعمل تطبيق عملي لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وتصميم "عصا ذكية للمكفوفين".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 23 تموز 2018، مع الطالبة "فاطمة السماعيل"، التي تحدثت عن المشروع بالقول: «فكرنا كثيراً حتى تبلورت الفكرة وأصبحت واضحة أمامنا، وحاولنا من خلال مشروعنا ربط المعرفة العلمية بما يخدم المجتمع، فبدأنا المشروع بهدف إنساني لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة المكفوفون لتجاوز العقبات التي يمكن أن تواجه الكفيف وتعترض طريقه أثناء السير، بهدف تخفيف العبء عنهم وعن الناس الموجودين معهم، حيث يتمكنون من السير بأمان من دون أن يقدم لهم أحد المعونة والمساعدة، وحاولنا الاستفادة من المعلومات التي تلقيناها بالجامعة خلال سنوات دراستنا، فالمشروع عبارة عن مواد برمجة ونظام تحكم آلي ومادة حساسات مضمّن في عصا ذكية، حيث يتم توجيه المكفوف إلى المسار المناسب والآمن وتنبيهه لتجنب المخاطر، مثل وجود العوائق أو برك المياه، وتأمين النزول الآمن على الدرج، وإنذار الآخرين من خلال ضوء إذا كان الطريق الذي يسلكه الكفيف مظلماً مع اهتزاز متقطع ليعلم الكفيف أنه في الظلام، مع إمكانية تأمين العثور على العصا في حال ضياعها من خلال جهاز تحكم يحمله الكفيف بيده».

خلال مراحل إنجاز مشروعنا واجهتنا صعوبات في برمجة نغمات مختلفة لتنبيه الكفيف بالعقبات التي تواجهه، حيث كان لكل تنبيه وظيفته الخاصة من خلال إيجاد حساس يتناسب مع المخاطر التي يمكن أن تعترضه أثناء سيره، إضافة إلى تصنيع حساس الماء يدوياً لعدم توفره

بدورها الطالبة "ياسمين السماعيل" تحدثت عن أقسام المشروع، قائلة: «تتألف العصا الذكية للمكفوفين من لوحة تطوير "الآردوينو أونو" للتحكم بالعصا، وحساس الأمواج فوق الصوتية والإضاءة، وحساس للماء، إضافة إلى دارة الإرسال والاستقبال اللا سلكي، وجهاز لإصدار صوت الإنذار الذي ينبه الكفيف بالخطر المحيط به، ومحرك التيار المستمر ومجموعة من أزرار الإضاءة "ليدات"، وقد تم العمل بيني وبين "فاطمة" من حيث البرمجة وتركيب الدارات حتى الوصول إلى الشكل النهائي للمشروع، وكل ذلك تحت إشراف وتوجيه الدكتورة "ألفت جولحة" التي أغنت مشروعنا بتجربتها الغنية ومعلوماتها القيمة، لكن بالنسبة لتصنيع حساس الماء وإجراء عملية اللحام للأجزاء الميكانيكية، فقد ساعدنا خالنا "محمد السماعيل" الذي يمتلك خبرة في عمليات اللحام، وعلى الرغم من أن المشروع أخذ منا الكثير من الوقت والجهد، إلا أن الفرحة بنجاحه كانت كبيرة، وخصوصاً أننا استطعنا من خلاله أن نوظف علمنا بعمل إنساني يخدم المجتمع ويساعد المعوقين الذين فقدوا بصرهم».

عصا المكفوفين الذكية

وتابعت: «خلال مراحل إنجاز مشروعنا واجهتنا صعوبات في برمجة نغمات مختلفة لتنبيه الكفيف بالعقبات التي تواجهه، حيث كان لكل تنبيه وظيفته الخاصة من خلال إيجاد حساس يتناسب مع المخاطر التي يمكن أن تعترضه أثناء سيره، إضافة إلى تصنيع حساس الماء يدوياً لعدم توفره».

الدكتورة "ألفت جولحة" المشرفة على المشروع، قالت: «دخل مفهوم الذكاء الصنعي الكثير من التطبيقات العملية، هذا المفهوم ساعد في تصميم تطبيقات مرنة تتميز بسهولة التعامل معها، ومع التركيز على حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة لكونهم شريحة تستحق الرعاية والاهتمام، فكانت فكرة "العصا الذكية للمكفوفين" من الأفكار المطروحة التي تم مناقشة آليات تنفيذها مع الطالبتين "فاطمة" و"ياسمين" وتوجيههما حول أنواع الحساسات التي يمكن استخدامها، حيث تقدم العصا الذكية المصممة ميزات مفيدة وجديدة لتسهيل حركة المكفوف وتحسس محيطه، وخصوصاً أن العصا العادية التقليدية لا تقدم معرفة كافية للمكفوف حول طريقه، فهو فقط يتحسس العقبات التي يمكن أن تواجهه عن قرب، أما العصا الذكية، فيميزها إضافة إلى تحسس العقبات الإنذار حول وجود العقبات أمام الكفيف، كما تتوافر إمكانية إصدار ضوء تلقائياً في الظلام لكي يتلافى المبصرون المكفوف، كما أن العصا تهتز بأوقات زمنية قصيرة لإعلام المكفوف أنه في مكان مظلم، وكذلك ألحقت العصا بجهاز تحكم عن بعد يمكن للمكفوف استخدامه ليكتشف اتجاه وجود العصا من خلال صوت يصدر منها، فمن خلال إشرافي على المشروع تم اختيار الفكرة بطرح ومناقشة العديد من الأفكار الحديثة وتوجيه الطالبتين لربط المعرفة العلمية واستخدامها بما يخدم الإنسانية، وقد بذلت الطالبتان جهداً كبيراً لإنجاز هذا المشروع، واستفادتا من كل الإرشادات والنصائح التي قدمتها لهما، فالطالبتان "فاطمة" و"ياسمين" أختان تشاركتا في إنجاز جميع مراحل المشروع، وكانت" فاطمة" بارعة في الشرح والنقاش خلال المراحل التي مرت في إنجاز المشروع، و"ياسمين" كانت تتابع بدقة المناقشات والتوجيهات من أجل العمل على تنفيذ كل شيء على أكمل وجه وإنجاز المشروع، وتجربته الناجحة كانت خير دليل على الوصول إلى الهدف المنشود، وهو "عصا ذكية للمكفوفين" يمكن استخدامها مباشرة، ويمكن طرح المنتج في السوق».

الملصق الإعلاني للمشروع

الجدير بالذكر، أن "فاطمة مصباح السماعيل" من مواليد "حمص" عام 1996، وأختها "ياسمين مصباح السماعيل" من مواليد عام 1997، وهما طالبتان في السنة الرابعة بكلية الهندسة الميكانيكية والكهرباء، قسم الحاسبات والتحكم الآلي" بجامعة "تشرين".