دخل عالم الابتكار والاختراع من باب المصادفة، لكن نبوغه كان كامناً لينطلق محققاً لقب أفضل مخترع عربي في سن الرابعة عشرة، مسخراً اختراعاته من أجل مساعدة الإنسان.

الملخص: دخل عالم الابتكار والاختراع من باب المصادفة، لكن نبوغه كان كامناً لينطلق محققاً لقب أفضل مخترع عربي في سن الرابعة عشرة، مسخراً اختراعاته من أجل مساعدة الإنسان.

من خلال معرفتي وعملي معه ضمن فريق "TEDx" وجدته إنساناً متميزاً في طريقة إبداعه الاختراعي، ولديه سرعة بديهة في إيجاد الحل لأي مشكلة أو عائق يواجهه، وطموحه لا حدود له، ولا يتراجع حتى ينجز ما يريد، وتنقصه الرعاية المادية لاختراعاته، والتطبيق العملي لها لتتم الاستفادة منها في تحسين حياة الإنسان وخدمة حاجاته، أتوقع له مستقبلاً متميزاً في مجال الاختراع والابتكار، وخاصة بالدمج بين التكنولوجيا والهندسة

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 كانون الثاني 2019، التقت "عبد الرحمن شاهين"، وعن طفولته وبداياته مع الاختراعات قال: «في طفولتي كنت كثير الحركة في المدرسة، بسبب طاقة كامنة كانت في داخلي لا أعرفها، لذلك أرادت عائلتي أن تضعني في دورة صيفية لتعلم الروبوت من باب التسلية، وكنت حينئذٍ في التاسعة من عمري، وكانت البداية عبارة عن تركيبات بسيطة تشبه أي لعبة للأطفال، ثم تطورت تدريجياً باستخدام وسائل ميكانيكية وكهربائية، وزاد تعلقي بذلك وبدأ تميزي يظهر بين زملائي، إلى أن جاء عام 2009، حيث شاركت ضمن فريق مدرستي "طلائع النور" في البطولة العربية للروبوت (FLL) التي أقيمت في "الأردن"، ولأنَّ عمري حينئذٍ كان دون السن المسموح به، فقد شاركت في المسابقة الفرعية المفتوحة لكل الأعمار، وقدَّمت اختراعي الأول، وهو عبارة عن آلة مؤتمتة لتصحيح أوراق الامتحانات، وحصلت على كأس المركز الأول لجائزة أفضل برمجة في الوطن العربي، وكنت أصغر مشارك، على الرغم من وجود مهندسين ذوي خبرة شاركوا معي في المسابقة، وهنا بدأت حكايتي مع الاختراعات».

شهادة منظمة wipo العالمية

وعن مشاركاته اللاحقة في مسابقات "الروبوت" والجوائز التي نالها، أضاف قائلاً: «استمرت مشاركاتي ضمن فريق المدرسة في الأعوام التالية، وفي عام 2010 جددنا المشاركة في ذات البطولة، وأحرزنا يومها المركز الأول على مستوى الوطن العربي، وتأهلنا إلى البطولة العالمية في "تركيا" وحصلنا على المركز 30 من أصل 90 فريقاً مشاركاً، لكن المشاركة الأهم لي كانت في معرض التكنولوجيا الأول الذي أقيم في جامعة "البعث"؛ وهو الأول من نوعه، حيث نلت المركز الأول بعد مراحل تصفية متتالية، وحصلت على شهادة "wipo" من قبل المنظمة العالمية للروبوت ومقرها "جينيف"، وهي أعلى شهادة في العالم، وكنت الشخص الأول في "سورية" الذي ينالها، وفيها حصلت على لقب مخترع عن اختراعي آلة تصحيح أوراق الامتحان المؤتمتة».

سألنا "عبد الرحمن شاهين" عن الهدف من ابتكاراته واختراعاته، وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع، فأجاب بالقول: «بالتأكيد إنَّ أيَّ ابتكار أو اختراع بالنسبة لي، يجب أن يكون نابعاً عن حاجة الإنسان إليه في جوانب حياته المختلفة، ويحقق الفائدة المرجوة منه بأقل تكلفة مهما كان نوعها، وبالنسبة لي كانت المواقف والأحداث التي وقعت أمامي وتأثرت بها الدافع الأقوى وخاصة في اختراعاتي الأخيرة، وهذا ما طبقته من خلال اختراع "روبوت" عبارة عن سيارة ذاتية القيادة ومزودة بملقط في مقدمتها، تستخدم في حالات إجلاء المصابين خلال الحروب، في ظل وجود عمليات قنص خطرة، وأيضاً أثناء عملي كمسعف في منظمة "الهلال الأحمر"، واجهتني مع زملائي عدة حالات حرجة تستوجب متابعة مستمرة وخاصة عند الأطفال الرضع، أحسست بأنني يجب أن أجد حلاً يساعد في ذلك، فكان اختراعي جهاز الإنعاش الرئوي الذاتي العمل، وهذا دليل على أنَّ الإنسان صاحب الهدف الأسمى من أي اختراع، وقد حصلت على المركز الثالث في معرض "الباسل" للإبداع عام 2018 عن ذلك الاختراع».

اختراعه جهاز الإنعاش الرئوي للأطفال الرضع مع كؤوس البطولات وشهادات تكريم

تواصلنا مع الدكتورة "لينا مراد" مديرة نادي "روبوت حمص"، وعن "عبد الرحمن شاهين" قالت: «واكبته منذ صغره عندما بدأ تعلّم الروبوت ولفت الأنظار إليه بتميزه من استيعابه السريع للمعلومات، وسرعة بديهته في ابتكار الحلول التي تطرح أمامه، وكان هدفه الدائم المشاركة مع الفرق في المنافسات العربية والعالمية، وترك بصمة مميزة فيها، وهو مثال للشاب الطموح الذي يعمل من أجل خدمة مجتمعه، وتحويل أفكاره إلى اختراعات تسهم في خدمة الحاجات الإنسانية، وعلى الرغم من انشغاله بدراسته الجامعية، لم يترك عالم الروبوت، بل أصبح مدرّباً للأجيال الجديدة أيضاً، وأتوقع له مستقبلاً مميزاً».

"معتز بالله حاكمي" مطور برمجيات وصديق "عبد الرحمن شاهين"، يقول: «من خلال معرفتي وعملي معه ضمن فريق "TEDx" وجدته إنساناً متميزاً في طريقة إبداعه الاختراعي، ولديه سرعة بديهة في إيجاد الحل لأي مشكلة أو عائق يواجهه، وطموحه لا حدود له، ولا يتراجع حتى ينجز ما يريد، وتنقصه الرعاية المادية لاختراعاته، والتطبيق العملي لها لتتم الاستفادة منها في تحسين حياة الإنسان وخدمة حاجاته، أتوقع له مستقبلاً متميزاً في مجال الاختراع والابتكار، وخاصة بالدمج بين التكنولوجيا والهندسة».

الدكتورة لينا مراد

نذكر أخيراً، أن "عبد الرحمن شاهين" من مواليد مدينة "حمص" عام 1996، وهو طالب سنة رابعة هندسة معمارية في جامعة "البعث".