بنت "زينة سلوم" نجاحها وتفوقها بالجدّ والاجتهاد، لتعتلي سلّم العلم في أهم الجامعات العالمية، وتكلّل نجاحها بمشاركتها في المؤتمر العلمي العالمي للعلماء الشباب 2019؛ ببحثها العملي الذي صنف من بين أفضل 3 أبحاث مشاركة من كافة أنحاء العالم.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 26 نيسان 2019، مع الطالبة "زينه سلوم" ماجستير سنة ثانية في علم الخلية والنسج - برنامج علم المناعة - في جامعة "سانت بيترسبورغ الحكومية"، لتحدثنا عن مسيرتها العلمية، فقالت: «رافقني التفوق منذ المرحلة الابتدائية وحتى الإعدادية، وصولاً إلى شهادة التعليم الأساسي؛ إذ كان مجموع علاماتي 306 من 310؛ وهو ما شجعني على التقدم إلى المركز الوطني للمتميزين، حيث نجحت باختبارات القبول بجدارة، وأعدّ انتسابي إلى المركز نقطة التحول الكبرى في حياتي العلمية، فالطرائق التعليمية التي تلقيتها بعمر صغير من تجارب علمية وأنظمة التعلّم الذاتي والجماعي التي قمنا بها، فتحت أمامي طرق البحث العلمي ووجهت تفكيري نحو الاكتشاف والبحث الذاتي عن المعلومة».

تخرّجت في المركز الوطني للمتميزين بتفوق، حيث أحرزت المرتبة الثانية بمعدل 94%، وتم تكريمي من قبل السيدة الأولى "أسماء الأسد"، ثم التحقت بأحد الاختصاصات الخاصة بخريجي المركز، وهو برنامج العلوم الطبية الحيوية أو الطب الحيوي الذي احتُضِن بكلية الصيدلة بجامعة "دمشق"، وتخرّجت أيضاً بتفوق، حيث حصلت على 4 شهادات "الباسل" للتفوق الجامعي، وأحرزت المركز الثاني بمعدل 90.34% في عام 2016، وتم تكريمي للمرة الثانية من قبل السيدة الأولى

وتابعت قائلة: «تخرّجت في المركز الوطني للمتميزين بتفوق، حيث أحرزت المرتبة الثانية بمعدل 94%، وتم تكريمي من قبل السيدة الأولى "أسماء الأسد"، ثم التحقت بأحد الاختصاصات الخاصة بخريجي المركز، وهو برنامج العلوم الطبية الحيوية أو الطب الحيوي الذي احتُضِن بكلية الصيدلة بجامعة "دمشق"، وتخرّجت أيضاً بتفوق، حيث حصلت على 4 شهادات "الباسل" للتفوق الجامعي، وأحرزت المركز الثاني بمعدل 90.34% في عام 2016، وتم تكريمي للمرة الثانية من قبل السيدة الأولى».

مشاركتها في المؤتمر العلمي العالمي للعلماء الشباب 2019

وعن خطواتها التي أهلتها لدخولها أعرق الجامعات قالت: «كان للمرحلة الجامعية الأثر الأكبر في مسيرتي العلمية؛ فقد أنهيت مشروع تخرجي في هيئة الطاقة الذرية بـ"دمشق"؛ وهو ما ساعدني كثيراً بالاطلاع على أسس البحث العلمي بأسلوب عمليّ، إضافة إلى مساعدة أساتذتي في الجامعة وتوجيههم الدائم لي وإعطائهم النصائح التي كان لها دور كبير بتجاوزي للكثير من العقبات التي اعترضتني، ولا يمكن أن أنسى دور الأهل وتشجيعهم المتواصل بكل الخطوات التي قمت بها، بدءاً من الانتساب إلى المركز وحتى السفر إلى الخارج لمتابعة دراستي، فأنا حالياً طالبة بأهم الجامعات في "روسيا"، التي تعدّ مقصداً للآلاف من الطلاب حول العالم».

اختارت "زينة" اختصاص المناعة بدراستها في المجال الطبي لما للجهاز المناعي من أهمية عظمى في محاربة جميع الأمراض، وبسبب ندرة هذا الاختصاص في "سورية"، علماً أن الدراسات الآن والأبحاث العلمية المنشورة في السنوات الأخيرة تتوجه نحو الأسباب والآليات المناعية للأمراض لمحاربتها.

وأكملت الحديث عن مشاركتها بالمؤتمر العلمي العالمي للعلماء الشباب 2019 الذي انعقد في جامعة "موسكو" الحكومية واختيارها لمشروعها البحثي الذي حمل عنوان: "تأثير الإنترلوكين 18 والإنترلوكين 15 بالوظيفة السمية للخلايا القاتلة الطبيعية"، وقالت: «سبق أن شاركت في "روسيا" بمؤتمرين؛ أحدهما دولي، والآخر محلي بأبحاث مشتركة مع زملائي وأستاذي المشرف في "روسيا"، لكن هذه أول مشاركة لي ببحثي الخاص في المؤتمر العلمي العالمي للعلماء الشباب. وبناء على اختصاصي في مجال المناعة، تم اختيار مشروعي البحثي، وتحديداً في مجال المناعة الأولية أو "Innate Immunity"، فأنا أدرس التأثير السمي للخلايا القاتلة الطبيعية أو"natural killer cells"، وهي أحد أهم وأغرب مكونات المناعة الأولية؛ إذ تستطيع قتل الخلايا الغريبة في الجسم، مثل الخلايا السرطانية أو الخلايا المصابة بفيروسات، وغيرها، لقد شاركت في هذا المؤتمر بجزء من مشروعي، وتم تقييمه من أفضل 3 أبحاث مشاركة من كل أنحاء العالم، علماً أنه قد تقدم آلاف الباحثين الشباب من 50 دولة حول العالم للمشاركة، لكن تم قبول عدد قليل من الأبحاث لعرضها ومناقشتها ضمن المؤتمر. مشاركتي أضافت إليّ الكثير من الخبرات؛ فقد كانت مشاركتي باللغة الإنكليزية؛ وهو ما أعطاني خبرة أكبر في كيفية شرح الأفكار ومناقشتها ولو كان بلغة أخرى غير العربية والروسية، إضافة إلى تبادل الآراء مع مختصين من مختلف البيئات والمستويات العلمية. وبالتأكيد تكريمي بمؤتمر كهذا أعطاني ثقة ودافعاً أكبر للبحث والمتابعة، وأقول للشباب السوريين إن الإنسان بالتأكيد سيقطف ثمرة تعبه وجهده بالمثابرة والاجتهاد، ويستطيع أن يصنع تغييراً نحو الأفضل لمصلحة "سورية" أينما كان».

الدكتور "عامر محمد مارديني" الحاصل على درجة الدكتوراه في الصيدلة، اختصاص مراقبة دوائية، والمطلع على بحث الطالبة "زينة سلوم"، أعطانا رأيه قائلاً: «"زينة" وزملاؤها من خريجي المركز الوطني للمتميزين والبرامج الأكاديمية في هيئة "التميز والإبداع"، وهو جزء من منظومة البحث العلمي الأصيل والمعول عليه بالنهوض في مختلف المشاريع التنموية، وخاصة في قضايا إعادة الإعمار. بالتزامن مع إيفاد هؤلاء الخريجين، تم الإعداد لحاضنة العلاجات الخلوية في جامعة "دمشق" بمبادرة من هيئة "التميز والإبداع"، بالتعاون مع كل من جامعة "دمشق" وهيئة التقانة الحيوية لتستقبل هؤلاء الباحثين بعد عودتهم من الإيفاد وإجراء أبحاثهم في العلوم الطبية الحيوية. وهنا يأتي جزء من بحث "زينة سلوم" الذي تكمن أهميته في فهم الآلية السمية للخلايا القاتلة الطبيعية "natural killer cells" وكيفية تأثير "السايتوكينات" بالوظيفة السمية لهذه الخلايا، مع العلم أن الخلايا القاتلة الطبيعية تتواسط العديد من عمليات الدفاع ضد الخلايا السرطانية وغيرها من الخلايا المصابة في الجسم، وعليه فإنه من خلال فهم الوظيفة السمية لهذه الخلايا يمكن استخدامها في الكثير من التطبيقات السريرية في العديد من الحالات المرضية».

بدوره الدكتور "اسكندر منيف" مدير المركز الوطني للمتميزين سابقاً، أعطانا رأيه بالطالبة "سلوم"، فقال: «سبق أن زرت الجامعة التي تتابع فيها "سلوم" دراساتها العليا مع مدير البرامج الأكاديمية، والتقيناها، وكل من سمع باسمها أشاد لنا باجتهادها ومثابرتها وتميزها بالبحث العلمي، فهي من الدفعات الأولى التي خرجها المركز، وتم انتقاؤها ضمن برنامج تعليم نخبوي في "سورية" تم افتتاحه عام 2009 في "حمص"، وهو مشروع على مستوى "سورية" ويهتم بتعليم المتميزين وذوي القدرات العقلية العالية والموهوبين، وتم انتقاؤهم من آلاف الطلاب، وحضروا تحضيراً جيداً في المرحلة الثانوية، وتابعوا دراستهم ضمن البرامج الأكاديمية المخصصة لهم، وعليه ثمرة الإعداد المتميز بالمرحلة الجامعية والتحضير وقدرات الطالبة أدى إلى نتيجة رائعة، ونفخر بها وبمستوى طلابنا».

يذكر، أن "زينة سلوم" من مواليد "حمص"، عام 1995.