بهدف تقديم خدمة صحية مستدامة، وخفض نسبة الأخطاء الطبية؛ تمكنت المخترعة "شهد الحايك" من اختراع جهاز تحاليل طبية محمول ومتنقل، لتفوز في مسابقة "الشباب العشرة الأكثر تميّزاً" عن فئة الابتكار والإبداع الطبي، على مستوى "سورية" عام 2019.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "شهد الحايك" بتاريخ 14 حزيران 2019، لتتحدث عن دوافعها للبحث العلمي، وتقول: «بدافع البحث والحصول على المعلومات التي لها قدرة على صنع الفرق في مسيرة الإنسان، ومن خلال متابعة التطورات التكنولوجية، وترك أثر عن طريق ربط الجانب التقني بالطبي، والمساهمة في تخفيض نسبة المخاطر الطبية وأثرها في الإنسان، وحلّ العديد من المشكلات التي تتعلق بغياب التقصيات الشخصية الفعالة لبناء قصة سريرية صحية يعتمد عليها الطبيب لتشخيص المرض، وعدم وجود أجهزة صحية تقوم بتحاليل مميزة للعناية بالحوامل والنساء والأطفال والكبار ومرضى السكري، إضافة إلى ظهور أجهزة متنقلة مختصة بجانب واحد تتأثر بالمتغيرات المحيطة، ولجوء المستخدمين إلى وسائل غير موثقة لقراءة التحاليل الطبية، كل ما سبق دفعني إلى اختراع جهاز تحاليل طبية شخصياً ومتنقلاً. يتألف الشكل المصغر له من متحكم صغري، ودارة مطبوعة، وكاميرا ذات حساسية عالية للألوان، وحساس جسماني، وذاكرة "إس دي"، وكرت "أي دي" لتغذية ونقل المعلومات».

يتميز الجهاز بآلية لا تتأثر بالمتغيرات الخارجية، وله مصدر طاقة دائم التغذية، ونظام تهيئة، يتوافق مع الحياة اليومية، من خلال التعليمات الوقائية، يمكن التعامل معه بأسلوب بسيط جداً، وهو قادر على قراءة جميع الشرائح المختصة بالتحاليل (نصف الكمية)، ويستطيع توصيف الخلائط والسوائل الحيوية، مع الاحتفاظ بالتقصيات وحفظها لإعطاء قصة سريرية متكاملة

وفيما يتعلق بهدف الاختراع وآلية عمله تقول: «أهدف من خلال الجهاز إلى خفض نسب الأخطاء الطبية، وتقديم خدمة صحية مستدامة، حيث تعدّ التحاليل الطبية والإجراءات الاشعاعية، وخبرة الطبيب ثلاثة عوامل أساسية لتشخيص الحالة المرضية، وأغلب الناس يتقاعسون عن إجراء الفحوص الروتينية في حال لم يشعروا بالألم، ومن هنا وجدت فكرة الاختراع الذي يهدف بوجه رئيس إلى متابعة تغيرات الجسم من قبل الأطباء عن بعد، وتسهيل التحاليل الطبية الاعتيادية والروتينية (الأسبوعية، الشهرية) التي يغفل عنها كثيرون، وعليه يسهل الجهاز إمكانية إجراء هذه الفحوص ببساطة، وهو عبارة عن جهاز تحاليل طبية شخصي ومتنقل يعمل بالاعتماد على الهواتف الذكية، ويقوم بالتعامل مع خلائط حيوية وسوائل الجسم لإجراء التحاليل الطبية، ويقوم بتحليل المعلومات والمداخلات اعتماداً على خوارزميات الذكاء الصنعي، ولا يتأثر بالمتغيرات التي تؤثر في آلية التحليل الضوئي؛ وهو ما يجعله سهل الاستخدام في أي مكان، حيث يرتبط مع تطبيق خاص به على الهاتف الذكي، ويقوم بإرشاد المستخدم وتوجيهه، وحفظ بياناته، ومطابقتها مع قاعدة البيانات الخاصة به، ويعتمد خوارزمية "الذكاء الصنعي" للتعامل مع المريض وتطوير قاعدة بياناته بأسلوب تراكمي وتحليلها، حيث نقوم بوصل الجهاز بالهاتف الذكي، وعند إدخال الشريحة ضمن الجهاز يبدأ تفعيله وبداية الإجراءات، ونخفف سوء الاستخدام من قبل المستخدم لضمان أعلى دقة، عن طريق ملامسة البروز في الشريحة الحساس الجسماني المنبه، تقوم الكاميرا بالتقاط درجة اللون، ومقارنة النتائج مع قاعدة البيانات».

شهادة "wipo"

وعن مميزاته تتابع قائلة: «يتميز الجهاز بآلية لا تتأثر بالمتغيرات الخارجية، وله مصدر طاقة دائم التغذية، ونظام تهيئة، يتوافق مع الحياة اليومية، من خلال التعليمات الوقائية، يمكن التعامل معه بأسلوب بسيط جداً، وهو قادر على قراءة جميع الشرائح المختصة بالتحاليل (نصف الكمية)، ويستطيع توصيف الخلائط والسوائل الحيوية، مع الاحتفاظ بالتقصيات وحفظها لإعطاء قصة سريرية متكاملة».

وفيما يتعلق بالمسابقات والدورات التدريبية التي شاركت فيها، تقول: «إضافة إلى حصولي على المركز الأول في مسابقة "الشباب العشر الأكثر تميّزاً" لعام 2019 عن فئة الإبداع والابتكار الطبي التي تقيمها "jci"، شاركت عام 2011 في مسابقة "أولمبياد المعلوماتية" ضمن فريق مدينة "حمص" التابع لـ"الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية"، وتوجت على مستوى القطر، وشاركت بالمسابقة "الوطنية الرابعة عشرة للمعلوماتية" التي أقيمت في جامعة "البعث" عام 2010، وتوّجت بالمركز الأول عن فئة الهواة، ومنحت شهادة من قبل جمعية "المخترعون اللامعون"، إضافة إلى مشاركات في معرض "دمشق" الدولي، و"القرية العلمية الفلكية"، و"خيمة وطن"، ومعرض "الباسل للإبداع والاختراع"؛ حيث توجت بالمركز الأول لقسم الهواة.

حصولها على المركز الأول عام 2018 عن الاختراع

وفي عام 2009 شاركت بمسابقة رواد "الطلائع" وتوجت بالمركز الأول على مستوى القطر، إضافة إلى اتباعي عدة دورات تدريبية منذ عام 2008 حتى عام 2019 في "دمشق"، و"حمص" في تأهيل المخترعين، والمعلوماتية، والعلوم الحاسوبية، وغيرها».

من جهته الدكتور "ماجد العزاوي" طبيب الأسنان، مؤسس ورئيس منظمة "Bright Inventors"، وعضو في شبكة "sdsn" التابعة للأمم المتحدة، يقول: «تقدمت "شهد" للاشتراك في مبادرة "Bright Inventors" الأولى للابتكار والاختراع بمشروعها "جهاز تحاليل طبية شخصي ومتنقل"، وفي أثناء الورشات التدريبية تعرّفت إليها وشاهدت اختراعها، كما شمل ذلك التعامل مع بقية المخترعين، استمرت بالعمل المتواصل الدؤوب، وعملت على صياغة مشروعها وتقديم نموذج مصغر عنه، وترشحت بالفعل لمسابقة الاختراعات النهائية. في التقديم وشرح الفكرة كان لدى "شهد" شخصية مميزة جعلت من لجنة التحكيم المكونة من ستة أشخاص بين خبراء واستشاريين وأساتذة جامعات أن يقوموا بالإطراء عليها والإعجاب بها وبأدائها، فاستحقت أن تفوز بالمرتبة الأولى في المسابقة النهائية للمخترعين عن فئة الاختراعات الطبية، انضمت "شهد" بعد ذلك إلى "المخترعون اللامعون"؛ لأنها تؤمن بأن الأفكار تحتاج إلى منصة لتطويرها، وأن الاختراع هو المحرك الأساسي، ورأت بفريق المخترعين القدرة على صنع الفرق في مسيرة أي شخص مفكر، شاركت مع الدكتور "محمد ياسر حيدر" أحد خبراء الفريق بتقديم ورشة تدريبية عن الابتكار والاختراع في "حمص" بالتعاون مع "TEDx Mimas Street" عام 2018، وكان لافتاً جداً إخلاصها وأداؤها وجهدها الذي قدمته لترسيخ فكرة الاختراع وتبيسطيها لدى المتدربين، وهي اليوم الممثل العلمي للفريق في "سورية"، وشخص مميز جداً من حيث امتلاكها القدرة على التواصل الفعال بين زملائها والمحيط، إضافة إلى مهاراتها الريادية والقيادية واتخاذ القرار المناسب في الوقت الصحيح، مستوعبة جداً وواعية للمهمات الموكلة إليها، ذات مصداقية وثقة من حيث المسؤوليات، شخصياً أنا فخور جداً بها وبأنني أصبحت من البيئة المقربة منها، وعلى ثقة كبيرة بأن الفريق سيحقق نجاحات كبيرة بإدارتها وقيادتها وإشرافها العلمي».

صورة الاختراع

يذكر، أن المخترعة "شهد الحايك" من مواليد "حمص" عام 1998، طالبة في كلية الطب البشري، وهندسة المعلوماتية معاً، حاصلة على شهادة من "المنظمة العالمية للملكية الفكرية" عام 2010، ومدربة في ورشات "الإبداع والاختراع" ضمن فريق "المخترعون اللامعون"، وحاصلة على براءات اختراع عن جهاز لزيادة المردود الكهربائي بعنفات تحويل طاقة الرياح إلى طاقة كهربائية عام 2010، وآخر عبارة عن طابعة لإزالة الحبر عن الأوراق من دون إتلاف الورق عام 2011.