إصابَتُها بقذيفةٍ صاروخيةٍ أثناء الحرب لم تمنعها من إكمال دراستها، لا بل كانت دافعاً لحصولها على وظيفة وشهادة قيادة للسيارة، لتثبتَ أنّ النقصَ هو نقصٌ بالعقل وليس بالجسد.

مدونةُ وطن "eSyria" بتاريخ 15 تموز 2019 تواصلت مع "هلا الحوراني" لتتحدث حول نجاحها في تخطي الإصابة فقالت: «تعرضت لإصابة إثر سقوط قذيفة صاروخية على منزلي أدت لفقداني يدي اليمنى، كان الموضوع في البداية صعباً جداً، إلا أنّني استطعت تجاوزَ الإصابة بتصميم وإرادة بسبب دعم أهلي وتشجيعهم لي، وخاصةً شقيقتي التوءم "حلا" حيث وقفت بجانبي دائماً، لم أشعر بنقصِ شيءٍ بوجودها فقد عَمِلت دوماً على تعويضي عن يدي، وشكلت لديّ دافعاً للاستمرار وتخطي العقبة، قررت بعدها أن أتبعَ دورةً لتعليم قيادة السيارة لأتحدى ذاتي فلم يكن العلم هو وجهتي بل النجاح والحصول على الشهادة لأثبت أنّني قادرةٌ على فعل أيّ شيء، وبالفعل تغلبت على العقبة وشعرت بأنّ الموضوعَ سهلٌ جداً وبإمكاني إنجازُ أمورٍ أصعب، كما ترددت في إكمال تعليمي بالجامعة ولكن بفضل دعم أمي وأختي عدتُ للجامعة واستطعت متابعة تعليمي ومواجهة الناس والحياة بوجهٍ مبتسم، ثم تقدمت لوظيفة في مؤسسة المياه في مدينة "حمص" ونجحتُ في الحصول عليها لأثبت أنّ النقص هو نقص في العقل وليس بالجسد ولأقوم بتقديم الخدمة للناس والقيام بواجبي على أكمل وجه ضِمنَ عملي».

تتميز "هلا" بأنّها قوية ومثالية فقد استطاعت تخطي الإصابة بصبرها وبقوة إيمانها بالقضاء والقدر، وعملت على التأقلم مع الإصابة رغم ألمها الجسدي والنفسي، كان الأمرُ صعباً بدايةً إلا أنّني وقفت بجانبها وكنت معها لإكمال دراستها ومواجهة الظروف بيدها اليسرى، فنجحت بذلك واستطاعت الحصول على شهادة قيادة سيارة ووظيفة في مؤسسة المياه

بدورها "حلا الحوراني" شقيقتها التوءم تحدثت عنها فقالت: «تتميز "هلا" بأنّها قوية ومثالية فقد استطاعت تخطي الإصابة بصبرها وبقوة إيمانها بالقضاء والقدر، وعملت على التأقلم مع الإصابة رغم ألمها الجسدي والنفسي، كان الأمرُ صعباً بدايةً إلا أنّني وقفت بجانبها وكنت معها لإكمال دراستها ومواجهة الظروف بيدها اليسرى، فنجحت بذلك واستطاعت الحصول على شهادة قيادة سيارة ووظيفة في مؤسسة المياه».

حلا الحوراني

"محمود جنيدي" الناشط في مجال العمل الإنساني وصديق "هلا" تحدث عن معرفته بها فقال: «استطاعت "هلا" تجاوز الإصابة بإرادة كبيرة بمساعدة أهلها وشقيقتها التوءم "حلا" التي عملت على تعويضها عن يدها، فكانت ملهمتها وبوصلتها في تخطي العقبات التي كانت تواجهها، كانت "هلا" مترددة في إكمال دراستها في الجامعة وبدعمٍ مني ومن أهلها وأصدقائها نجحت في تجاوز العقبة واجتازت امتحاناتها، ولم يقف الأمر عند ذلك فنجحت في اجتياز امتحان قيادة السيارة والحصول على الشهادة، كما استطاعت أن تنجحَ في الحصول على عمل لتثبت أنّ بإمكانها تقديم الخدمات كأيّ شخصٍ آخر».

من الجدير بالذكر أنّ "هلا الحوراني" من مواليد مدينة "حمص" عام 1999، طالبة في كلية التربية باختصاص معلم صف في جامعة "البعث".