أصيب بطلقٍ ناريّ أثناء تأديته واجبه الوطني، أدت إلى شلل ثلاثي الأطراف، إلا أنّ ذلك لم يمنعه من افتتاح مشروعه الخاص في التسويق وتعلّم العزف على الغيتار والحصول على منحةٍ دراسية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 16 آب 2019 مع "حسن الخضور" ليتحدث عن نجاحه في تخطي الإصابة فقال: «أثناء تأديتي لواجبي في الخدمة العسكرية في منطقة "خان طومان" بمدينة "حلب" عام 2015 أصبت بطلقٍ ناريّ من قناصة، اخترق كتفي الأيمن وخرج من الجهة اليسرى في الرقبة فأدى إلى شللٍ ثلاثي الأطراف.

قام أحد الأصدقاء الجرحى بإخباري عن منحة جامعة "الحواش الخاصة" للجرحى لكلّ الأعمار، تقدمتُ للمنحة عبر الإنترنت ورتبت رغباتي بين الإعلام ،الحقوق، التغذية والعناية بالبشرة، ونجحت بالاختبار فحصلت على منحة لدراسة الحقوق وأنا أتحضر حالياً لبدء عام دراسي جديد

في البداية كان تقبل الأمر صعباً جداً، حيث بقيت مدة خمسة أشهر في المشفى العسكري بمدينة "دمشق" لتلقي العلاج، وبعد المعالجة الفيزيائية استطعت تدريجياً استعادة حركة يدي اليمنى ومن ثم اليسرى وصولاً لمنطقة الكتف، كنت مصراً على العودة كالسابق وكنت ملتزماً بالعلاج الفيزيائي والتمارين الرياضية، واستطعت بإرادة كبيرة تجاوز الكثير من المواقف الصعبة التي تعرضت لها، بعد إصابتي بقيت مدة سنةٍ كاملة في المنزل وأردت الخروج والاختلاط مع العالم، حيث قام معالجي الفيزيائي بتعريفي على مرشدة نفسية وفوجئت حينها بمقدراتي ومعنوياتي العالية، وعرضت عليّ الانضمام لفريق كورال "دير المخلص"، وتدربت مدة 9 أشهر على العزف على الغيتار، واجهت بعض الصعوبة بالبداية إلّا أنّي استطعت تخطي الأمر بممارسة التمارين الرياضية، فيما بعد شاركت مع الفريق في إحدى الاحتفاليات».

حسن وشقيقته إيمان

ويتابع قائلاً: «منذ سنة بدأت بالتخطيط لمشروع السوق الإلكتروني، بدأت العمل عليه واستطعت جذب عروض من شركاتٍ كبيرة ومعروفة، كما حصدت الصفحة خلال شهرٍ واحد 60000 متابع، كان المشروع سهلاً بالنسبة لي لأنّه بإمكاني العمل على اللابتوب، كما عمل صديقي "علي" على مساعدتي بتصميم الصفحة وإضافة بعض البصمات الضرورية لها، وكنت سعيداً جداً بالكم الكبير المتعاون من الناس في دعم وشهرة الصفحة، وشكّلت التجربة لدي حافزاً إيجابياً كبيراً».

مشروع التسويق لم يكن المشروع الأول الذي عمل به ويحدثنا عن ذلك بقوله: «في عام 2018 اتبعت دورة تدريبية لإعادة تدوير المشاريع المتوقفة بدعم من السيدة الأولى، وبعد تبادل الأفكار والأحاديث قررت افتتاح صالة ألعاب بلايستيشن، فوصلتني التجهيزات كاملة وقمت باستئجار محل وعملت بهِ مدة خمسة أشهر، ولكن وضعي الصحي بدأ بالتراجع خصوصاً في فصل الشتاء بسبب الإصابة العصبية فقمت بإغلاق المشروع، إلا أنّه كان تجربة محفزة استطعت خلالها الاختلاط بالناس بشكل يومي».

علي محمد

أما عن المنحة الدراسية التي حصل عليها يحدثنا عنها فيقول: «قام أحد الأصدقاء الجرحى بإخباري عن منحة جامعة "الحواش الخاصة" للجرحى لكلّ الأعمار، تقدمتُ للمنحة عبر الإنترنت ورتبت رغباتي بين الإعلام ،الحقوق، التغذية والعناية بالبشرة، ونجحت بالاختبار فحصلت على منحة لدراسة الحقوق وأنا أتحضر حالياً لبدء عام دراسي جديد».

"علي المحمد" صديقه تحدث عن معرفته به فقال: «تعرفت على "حسن" منذ سنة ونصف السنة عن طريق صالة البلايستيشن عند حضوري للمباريات في الصالة، إرادته القوية دفعتني للتقرب والتعلم منه، فقد استطاع التأقلم مع الإصابة بروحه المرحة وصبره وابتسامته الدائمة، كما شجعني دائماً على إكمال تعليمي وتخطي جميع العوائق».

"إيمان الخضور" شقيقة "حسن" حدثتنا عن قوة إرادته فقالت: «رغم إصابته في أول شبابه إلا أنّ ذلك لم يمنعه من إكمال حياته بشكلٍ طبيعي، فهو مصدر القوة والأمل لكلّ من يعرفه، عدا عن حنانه وصبره، فأنا أقرب شخصٍ إليه، وأعلم أنّه استطاع خلال فترة زمنية قصيرة نسبية تخطي الإصابة ووضع أهدافه الخاصة واستطاع تحقيق قسم كبير منها».

من الجدير بالذكر أنّ "حسن الخضور" من مواليد محافظة "حمص" عام 1995.