واصلت "آية ظفّور" صقل شخصيتها الفنيّة لتصل سلّم الاحتراف الأكاديمي، بدخولها معهد إعداد المدرسين قسم الرّسم، وأتقنت ببراعة النّحت والأشغال اليدوية، والرّسم الهندسي، والضّغط على النّحاس، والحرق على الخشب، فضلاً عن معرفتها السابقة بالخياطة وتصميم الأزياء والخطّ العربي والزخرفة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 2 آب 2020 مع "آية ظفّور"، لتروي حكايتها مع هذه الفنون، فقالت: «لربّما حلم الطفولة يختلف كلما كبرنا في العمر، ولكن الفن كان مصيري بعد دعم وتشجيع من والديّ وجميع من رأى حماسي لأي رسمة بسيطة أخطّها بألواني، فلا يمكن أن أنسى كيف كانت كتبي المدرسية ودفاتري تعجُّ بالرسومات والألوان، ما عرضني للتوبيخ مرات عديدة من المدرسين، فتحايلتُ برسومات بسيطة صغيرة على الهوامش والزّوايا، واستمريتُ دون حياد وهوان أرسم وأتعلم وأنتقل من مرحلة إلى أخرى في الفنّ، وأتعمق بهذا العالم الواسع غير المنتهي، فمن الخياطة وتصميم الأزياء الذي جعلني أرتدي ممّا أخيط وأتباهى أنه صنع يداي، إلى الزّخرفة والخطّ العربي، فبهما يكتمل الفنّ بنوع الرّسم في الكلمات والتعبير الإيحائي، والبورتريه والطّبيعة الصّامتة، وبهما تضج اللّوحات بما عجزت النّفس عن البوح به فيقرأان شخصية الفنان عند الرّسم، وعند دخولي معهد إعداد المدرّسين قسم الرّسم، لم أدخله لأن مجموعي في الثّانوية قادني إليه بل لأنتقل بفني إلى سلم الأكاديمية وأكون قريبة بشكل كبير بكل تفاصيل وحرفية الفنّ وعظمائه وأساطيره القديمة، حيث باتت لوحاتي تنتمي إلى المدرسة السّريالية والتعبيرية والواقعية مع ميولي الكبير للأخيرة».

التّسويق الإلكتروني والدّعايات لرسم الأشخاص بمقاس لوحات محددة مع السّعر، منتشر بكثرة في الآونة الأخيرة، ويكثر الخداع بذلك عبر الإنترنت، ووجود صدق في التّعامل خاصة في مجال الرّسم يعتمد على شخصية الفنان وأخلاقه، ولكن أسلوب "آية" في إعلان مشروعها كان مختلفاً، فتضع الصّورة الحقيقية بجانب رسمتها، ولا تخفي هوّية صاحبها، وهذا هو سبب شهرتها المحلية، وأتمنى أن تصل بها إلى أعلى المستويات، وأنا ممن رسمتهم "آية" بكلّ إتقان وحرفية

وختمت "ظفور" حديثها: «شاركتُ بعدّة معارض مدرسيّة وفي عام 2006 وجدتُ في المهرجان الثّقافي الفنّي في دار ثقافة "حمص"، وبذات السّنة معرضين للهواة أيضاً، وعند انتسابي لدار المعلمين نظّمت ورفاقي عدّة معارض بإشراف المدرسين المختصين، وأنا الآن بصدد إنجاز معرض خاصّ بي، بالإضافة إلى إعطائي دروس للأطفال الصّغار عن كيفية الرّسم الصّحيح وقراءة ملامح الشّخصية الواقعية، وخطّها برسومات جميلة وتوسيع مخيلتهم في الإبداع الحركيّ، فما الرّسم إلا ما لم نستطع البوح به لفظاً فنضعه رسماً ينبئ بالكثير، ليصبح الفنّ الذي حلمتُ به كثيراً مشروعاً رابحاً، أوسع نطاق شهرتي به، وأمارس هوايتي وأكسب مالاً في ظلّ الظّروف الصّعبة».

تعبير بالألوان الزيتية

"محبة ليون" مدرسة مادّة النّحت العملي بمعهد إعداد المدرسين قالت عنها: «أن يتقن طلاب المعهد تحويل الكلام النّظريّ إلى تطبيق عملي فهذا اجتهاد، لكن الأفضل إذا كان مصحوباً بحبّ الاطلاع وتكوين خلفية ثقافية يجب على كل من يريد الاستمرار بعالم الفنّ امتلاكها، والممارسة والإلمام بكامل جوانبه وحرفية فنّ السؤال في استقطاب المعلومة من المدرسين، فهنا يتمّ صقل شخصية فنية من الطّراز الأوّل قادرة على التنقل بين جميع أدوات الفنّ، سعيدةٌ أن "آية" من هذا النّوع فتُفاجئنا دوماً بأساليب جديدة معاصرة، وعند إقامة المعهد معارض سنوية لأكثر الأعمال تميّزاً كانت لها مشاركات جميلة، ومشاركات خارجية مع نقابة الفنانين، وعدّة فعاليات أخرى، وأتابع نشاطها وحماسها بفرح».

وبيّنت "مرح كيسين" أحد الأشخاص الذين رسمتهم "آية" بالقول: «التّسويق الإلكتروني والدّعايات لرسم الأشخاص بمقاس لوحات محددة مع السّعر، منتشر بكثرة في الآونة الأخيرة، ويكثر الخداع بذلك عبر الإنترنت، ووجود صدق في التّعامل خاصة في مجال الرّسم يعتمد على شخصية الفنان وأخلاقه، ولكن أسلوب "آية" في إعلان مشروعها كان مختلفاً، فتضع الصّورة الحقيقية بجانب رسمتها، ولا تخفي هوّية صاحبها، وهذا هو سبب شهرتها المحلية، وأتمنى أن تصل بها إلى أعلى المستويات، وأنا ممن رسمتهم "آية" بكلّ إتقان وحرفية».

بورتريه

الجّدير بالذكر أنّ "آية ظفّور" من مواليد "حمص" عام 1998.