قرأت لكبار الكتّاب والشعراء وتأثرت بهم، لها أسلوبها الخاص في كتابة قصيدة النثر التي تميزت بها، ومن خلالها استطاعت أن تكون شاعرة لا تشبه إلا نفسها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 تموز 2018، الشاعرة "فاطمة الحسن" لتحدثنا عن تجربتها في عالم الشعر منذ بدايتها، حيث قالت: «في البداية قرأت وتأثرت بالكثيرين من الأدباء والشعراء، على رأسهم الشاعر الكبير "محمود درويش" وهو الأقرب إلى قلبي، أيضاً "أدونيس" و"بدر شاكر السياب"، وشاعرنا الدمشقي "نزار قباني" الذي كانت له حصة فيما قرأت وأحببت، وغيرهم أدباء آخرون ممن تركوا بصمتهم المميزة في عالم الشعر والأدب، أذكر منهم الكاتب "حسن م يوسف" والأديبة "غادة السمان" و"عبد الرحمن منيف" و"حيدر حيدر". أما عن تجربتي الأولى في الكتابة، فقد كانت من خلال ديواني "تقاسيم وطن"، وهو الديوان الأول لي، لكنها كانت تجربة عفوية لم تكن بالمستوى الذي أطمح إليه، إلا أنها كانت خطوة مهمة تركت الأفق مفتوحاً لأعمال أنضج، وبوجهة نظر مختلفة كلياً عن السابق. أما ملهمي في الكتابة، فهو كل ما يحيط بي، وسندي دائماً أصدقائي الحقيقيون الذين أخذوا بيدي، فاستأنست بآرائهم ذات القيمة العالية بالنسبة إلي».

من بين الأجناس الأدبية اخترت قصيدة النثر، لأنها الأقرب إليّ، وهي من الأجناس الأدبية التي من خلالها يستطيع الشاعر أن يبحر في عالم الشعر من دون أي تكلف أو تصنع، فهناك الكثير من الحالات الإنسانية التي يقف الأدب حيالها عاجزاً تقيده القوافي والبحور، أما في قصيدة النثر، فنرى المسافات مفتوحة على أفق واسع

وتتابع: «من بين الأجناس الأدبية اخترت قصيدة النثر، لأنها الأقرب إليّ، وهي من الأجناس الأدبية التي من خلالها يستطيع الشاعر أن يبحر في عالم الشعر من دون أي تكلف أو تصنع، فهناك الكثير من الحالات الإنسانية التي يقف الأدب حيالها عاجزاً تقيده القوافي والبحور، أما في قصيدة النثر، فنرى المسافات مفتوحة على أفق واسع».

ديوان نسيم الروح

وفيما يخص إصداراتها ومشاركاتها، قالت: «أصدرت ديوانين شعريين؛ الأول حمل عنوان: "تقاسيم وطن"، أما ديواني الثاني، فقد أسميته "نسيم الروح"، وقد ترك هذا الديوان أثراً جميلاً في قلوب كل من قرأه، وكنت أيضاً من المحظوظين بإصدار ديواني الإلكتروني وعنوانه: "عقد الياسمين"، والديوان باللغة "الشاوية" الجزائرية. أما مشاركاتي، فهي متعددة، لكنها حالياً توصف بالخجولة إذا ما قيست بأمزجة المسارح الثقافية التي اتسمت بالبعد عن المهنية، ويؤسفني القول إن هؤلاء من نجدهم يتلقون الدعوات من قبل المراكز الثقافية هنا وهناك».

وتضيف: «في أيامنا هذه نلاحظ أن ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي قد حدّت من القيمة الجمالية لرونق القراءة في الكتاب الورقي، كما أن القراءة من خلال الوسائل الإلكترونية التي أصبحت متاحة بوجه كبير جداً وتكلفة أقل لا تعوض متعة وجمال القراءة ونحن نمسك بين أيدينا كتاباً ورقياً، فالقراءة الورقية برأيي لها عوالمها الخاصة التي لا توفرها أي وسيلة إلكترونية حديثة».

أما الشاعر "علي أسعد"، فقد قال عنها: «تعدّ الشاعرة "فاطمة" من الأقلام الجميلة والمهمة في الساحة الشعرية، وهي من الشعراء الذين يكتبون بروح عالية، فنراها تكتب قصيدتها كمن يعزف على وتر صنع من نور، أما حروفها، فهي مرآة روحها الشفيفة، تلك الحروف التي تسري بهدوء في زمن تملؤه الضجة الرهيبة، وكأن أصابعها جدول وكلماتها أسماك جميلة ملونة، وقد اختارت شاعرتنا المتألقة صاحبة الروح الراقية قصيدة النثر، التي تحتاج إلى مقومات محددة، وأظن أنها استطاعت من خلال هذا النوع الأدبي أن تخلق لنفسها مفردات خاصة بها وحدها ميزتها عن غيرها من الشعراء، فهي شاعرة لا تشبه إلا نفسها، ولطالما عرفت كيف تعزف بأناملها الرقيقة موسيقاها الداخلية على هيئة كلمات، وكيف تنثر عبيرها المتفرد في وسطها الشعري».

ومن أشعار اخترنا المقطع التالي:

«ويقاصصني ولا يعلم

ماذا يفعل بنا خريف الزمن

وما يمكن أن نبوح به

وما فائدة الجهر والعلن

حياة يتساوى فيها الصبح والعدم

أمشي على غير هدى

أصبّ على مفتاحي القديم

ألف آلة لأغيّر مجرى الألم

أنزع ألف سانحة من فم التذبذب والسأم

أقاوم روحي وأعلم أنّني منها على سقم

خذيني أمي.. فقد أوت كلّ الفراشات

والرياحين من طعوم الموت في نهم

والكلّ يثمل من نهر الأمل

ولا فراغ يُملأ ولا ترتشف جمل

والآه منّا في خمل والخطب

آه والعطب جلل».

يذكر أن الشاعرة "فاطمة الحسن" من مواليد مدينة "حمص" عام 1972، متخرجة في معهد الصناعات الغذائية، ومتزوجة.