في ظلِّ خطر انتشار جائحة "كورونا"، استطاع ثلاثةٌ من الشباب السوريين ابتكار جهازٍ للتنفس الاصطناعي، وتصنيعه محلِّياً بميزاتٍ تماهي المعايير العالمية، مساهمةً منهم في دعم الكوادر الطبِية العاملة على تقديم العون للمرضى في المشافي.

تنفرد مدوّنةُ وطن "eSyria" في الإعلان عن تصنيع جهاز التنفس الاصطناعي الذي صمَّمه وصنَّعه مجموعة من الشباب السوريين بمبادرةٍ ذاتية منهم، وفي هذا الصدد تواصلت بتاريخ 11 أيار 2020 مع المهندس "نجوان أبو الخير" أحد شركاء فكرة الاختراع ليتحدث عن هذا الإنجاز فقال: «بسبب ما شهده العالم عموماً من خسائر بشريةٍ كبيرةٍ بسبب الإصابة بفيروس "كورونا"، ومعرفتنا بالإمكانات المحدودة في قطاعنا الصحي، كان لا بدّ لنا كشبابٍ سوريٍّ من المبادرة بما نملك من طاقاتٍ علمية والمساهمة في تقديم الدعم اللازم للتصدِّي لهذه الجائحة، الفكرة انطلقت في شهر نيسان الماضي، وكان الاتفاق على أن يكون جهازنا مضاهياً في تطوِّره لأعلى المعايير العالمية في هذه الأجهزة، وأن يقدِّم الفائدة لأكبر عددٍ من المرضى في آنٍ واحدٍ وهذا ما جرى، حيث توصلنا للتصميم النهائي لجهازنا الذي يستطيع أن يخدم في ذات الوقت أربعة أشخاص».

بسبب ما شهده العالم عموماً من خسائر بشريةٍ كبيرةٍ بسبب الإصابة بفيروس "كورونا"، ومعرفتنا بالإمكانات المحدودة في قطاعنا الصحي، كان لا بدّ لنا كشبابٍ سوريٍّ من المبادرة بما نملك من طاقاتٍ علمية والمساهمة في تقديم الدعم اللازم للتصدِّي لهذه الجائحة، الفكرة انطلقت في شهر نيسان الماضي، وكان الاتفاق على أن يكون جهازنا مضاهياً في تطوِّره لأعلى المعايير العالمية في هذه الأجهزة، وأن يقدِّم الفائدة لأكبر عددٍ من المرضى في آنٍ واحدٍ وهذا ما جرى، حيث توصلنا للتصميم النهائي لجهازنا الذي يستطيع أن يخدم في ذات الوقت أربعة أشخاص

عن مزايا الجهاز ودوره الخاص به يتابع المهندس "نجوان أبو الخير" قائلاً: «هناك العديد من المزايا الخاصَّة به ومن أهمها وجود مأخذ شهيق وزفير خاصين بكلِّ مريض على حدة، إضافةً لإمكانية برمجته حسب حالة الشخص المريض ليعمل تلقائياً دون وجود للعنصر البشري، وهنا تكون ميزة حماية الكوادر الطبية أكبر من حيث عدم ضرورة وجودهم على احتكاك مباشرٍ مع المرضى، حيث يمكن مراقبة حالته عن بعد وإعطاء تنبيهات فورية في حال حدوث تطورات على حالة المريض الموصول فيه، توليت مهمة وضع تصاميم (الهاردوير) الخاصة بالجهاز، إضافةً لتأمين القطع اللازمة والتي كانت محلِّية التصنيع مئة بالمئة، عدا عن مساهمتي في تأمين الدعم اللوجستي المتمثل بتأمين التجهيزات وتصاريح التنقُّل والحركة الضرورية لعملنا».

المهندس نجوان أبو الخير

"عبد الغني طنطا" الشريك الآخر في هذا الابتكار عن دوره يقول: «بدأنا العمل على وضع تصوُّر أولي للجهاز بعد شعورنا بالواجب من أجل فعل شيءٍ ما لبلدنا، في ظلِّ ما شاهدناه من خسائر ألمَّت بأكبر الدول المتقدمة، ولكي لا ننتظر وقتاً أطول من أجل استيراد هذه الأجهزة من الخارج، بتاريخ 5 نيسان 2020 اجتمعت مع شركائي المهندسين "نجوان أبو الخير" و"منال الحرح" ورسمنا الخطوط الأساسية لمبدأ عمل الجهاز المراد تصميمه وتصنيعه، بما يناسب الإمكانات المتوافرة في السوق المحلِّي، من حيث استطاعة المعالجات والمتحكمات الداخلة في أجزائه، اقتراحي كان الوصول لأكبر قدرٍ من الفائدة المرجوّة منه، وبالفعل وضعت تصوَّراً لوجود أربعة مخارج ضمنه، حيث بدأت برسم النموذج الأول للتصميم وإجراء الأبحاث اللازمة لمعرفة مدى تطابقه مع المتطلبات الطبية الواجب توافرها في هذا النوع من الأجهزة الداعمة لحياة المريض، التحدِّي الأكبر لنا كان تصنيع الصمامات الخاصَّة بالجهاز من درجة الصفر وبمواد محلِّية تماماً، إصرارنا على كسب الوقت كان يدفعنا للعمل ساعاتٍ طويلةٍ من أجل الانتهاء منه في أقصر زمنٍ ممكن».

المهندسة "منال الحرح" عن مشاركتها قالت: «دوري كان مقتصراً على برمجة الجهاز إلكترونياً من خلال استخدام دارة (الأوردينيو)، إضافة لوصل الحساسات الأساسية الخاصة بعمليات الضغط والأكسجة بهذه الدارة، وتجهيز الاتصال اللاسلكي بين اللوحة الموجودة على واجهة الجهاز الرئيسية والدارات الإلكترونية، التجارب استغرقت وقتاً وجهداً حتى وصلنا إلى التصميم النهائي الذي يتوافق مع المعايير المطلوب توافرها في أيِّ جهاز تنفُّسٍ اصطناعي، ما يميز هذا الجهاز هو قابلية تطويره لاحقاً من عدَّة نواحي، الجهاز يعمل بشكلٍ تلقائي بعد برمجته إلكترونياً من قبل الطبيب المختص بحيث يقوم بضبط الإعدادات وتحديد مجموعة البارامترات حسب الحالة الصحية لكلِّ مريضٍ مثل كمية تدفق الأوكسجين التي يحتاجها، وعدد الأنفاس اللازمة له في الدقيقة الواحدة، كما يتميز الجهاز بوجود ثلاثة أنظمة للتزويد بالأوكسجين، إن كان بشكلٍ مستمرٍ دون التحسس بعمليات الشهيق والزفير، والتحكُّم بعمليات الضغط اللازمة في عملية التنفس الاصطناعي، كذلك يمكنه التحكُّم بكمية تدفق الأوكسجين بدلاً من الضغط، وبعد إدخال الإعدادات يبدأ الجهاز بالعمل تلقائياً وقراءة كل البيانات عبر الشاشة الإلكترونية الموجودة على واجهته الرئيسية، مع رسم بياني لعملية التنفٌّس الخاصة بكلِّ مريضٍ وتخزينها للاستفادة منها لاحقاً في عملية المقارنة بحالته قبل وبعد العلاج ومدى استجابته له».

جهاز التنفس الاصطناعي المبتكر

نذكر نهايةً بأنَّ المهندس "نجوان أبو الخير" من مواليد مدينة "حمص" عام 1984 وحائز على شهادة الهندسة في نظم المعلومات سنة 2010، أما "عبد الغني طنطا" مواليد 1990، خريج ثانوية النقل الجويِّ باختصاص إلكترون طيران، و"منال الحرح" مواليد "دمشق" 1995، حائزة على بكالوريوس العلوم التطبيقية باختصاص تقنيات الحاسوب.