إن لكل مدينة رمز تكنى به ويشار إليها من خلاله ولعل كثرة المعالم الأثرية والتاريخية في حمص جعل من هذه المدينة درة من درر بلاد الشام كما جاء في معظم كتابات المؤرخين والباحثين الذي مروا بها.

وإذا كانت حمص تسمى مدينة ابن الوليد نسبة للصحابي الجليل "خالد بن الوليد" الذي يرقد فيها فإن ساعة حمص أو (الساعة الجديدة) هي الأخرى معلم من معالم حمص الحديثة ومن النادر أن تجد حمصيا لا يحمل في داخله ذكرى جميلة في ساحة هذا الساعة أو بالطريق المحاذي لها حيث تتوسط الساعة التي يعود تاريخها لعام /1960/م حيث تبرعت بها المغتربة الحمصية "كرجية حداد" وبقيت كما هي حتى عصرنا هذا بارتفاع حوالي (11) متر.

إن مكان الساعة هو مركز المدينة حيث تتجمع هنا دور السينما والدوائر الحكومية والشارعين المقابلين لها هما من أهم الشوارع في حمص حيث أن الشارع الأول يشكل صلة بين طريق حماة ومركز المدينة والشارع الثاني شارع الدبلان حاليا وهو من أهم شوارع حمص حيث كان متنزها للعشاق والجوالين وأول ما يسأل عنه زائر حمص

وعن تاريخ الساعة والمنطقة المحيطة يقول الباحث التاريخي وعضو الجمعية التاريخية في حمص "محمد فيصل شيخاني": «إن الساعة القديمة هي أقدم من بحوالي (30) عاما من الجديدة حيث أنشأت في مكان يشكل عقدة جغرافية وشعبية في المدينة وأما الساعة الجديدة فجاءت على زمن الوحدة وتبرعت بها السيدة "كرجية حداد" وزوجها وتبرعا أيضا للجامعة السورية في دمشق وكانت تسمى الساعة أحيانا بساعة كرجية نسبة للمتبرعة التي ارتأت أن الساعة القديمة لا تليق بمقام حمص فتبرعت بمئات الألوف آنذاك لبناء الساعة وتعاون معها المحافظ ومجلس البلدية».

المؤرخ محمد فيصل شيخاني

وأضاف شيخاني «إن مكان الساعة هو مركز المدينة حيث تتجمع هنا دور السينما والدوائر الحكومية والشارعين المقابلين لها هما من أهم الشوارع في حمص حيث أن الشارع الأول يشكل صلة بين طريق حماة ومركز المدينة والشارع الثاني شارع الدبلان حاليا وهو من أهم شوارع حمص حيث كان متنزها للعشاق والجوالين وأول ما يسأل عنه زائر حمص».

وعن الأشخاص الذي بنوا الساعة يقول شيخاني: «بُنيت الساعة من قبل قسمين من العمال الأول عمال بناء والثاني اختصاصيي ساعات بعد أن درسوا كافة ساعات العالم الشهيرة واستغرق بناؤها حوالي التسعة أشهر أما الساحة التي بنيت بها فكانت تعرف بساحة شرطة السير ومن قبل ذلك كانت ثكنة فرنسية زمن العدوان على سورية (45/ 47) وكانت مربطا لخيول الجيش الفرنسي. أما فيما بعد فكانت مكانا للتظاهر من قبل السكان والحركات السياسية في الخمسينيات، ثم مرّ الجيش السوري بعد التحرير من هذه الساحة معلنا انتهاء الاحتلال الفرنسي على سورية».وعن شكل الساعة الجديدة شبه الأستاذ شيخاني جسمها بالمرأة السمينة المقتدرة خلافا لما كانت تعرف به الساعة القديمة أنها سيدة نحيلة وقصيرة.

بقي أن نشير أن ساعة حمص الجديدة بقيت على حالها منذ اليوم الأول لتدشينها وتصدر صوت الرنين عند رأس الساعة فهذا الصوت حُفرَ بذاكرة الحماصنة أينما رحلوا وأنى حلوا.