تعد قرية "عناز" أقدم قرى منطقة الوادي في "حمص" وأولها، وهي كلمة سريانية معناها القرية الكثيرة الينابيع، وتعتبر بوابة الوادي الجنوبية للمدينة وتتمتع بقيمة تاريخية وأثرية وزراعية.

مدونة وطن"eSyria" زارت قرية "عناز" بتاريخ 28/2/2013 والتقت السيد "ريمون زلعوم" أحد أهالي القرية والذي تحدث عن الطابع الاجتماعي الذي يسيطر على قريته ويميزها فقال: «لطالما احتفظ أهالي عناز بطبيعة أهالي الريف المتمثلة بطيبتهم ومحبتهم لبعضهم بعضاً ولهفتهم للمساعدة واعتنائهم بضيوفهم من الغرباء على المنطقة، خاصة أنها بوابة الوادي فهم أول من يحظى بفرصة استقبال الزوار».

لطالما احتفظ أهالي عناز بطبيعة أهالي الريف المتمثلة بطيبتهم ومحبتهم لبعضهم بعضاً ولهفتهم للمساعدة واعتنائهم بضيوفهم من الغرباء على المنطقة، خاصة أنها بوابة الوادي فهم أول من يحظى بفرصة استقبال الزوار

يشكل العمل الزراعي عصب القرية مع دخول الصناعات المتنوعة التي تعتمد على المنتجات الزراعية، وعن ذلك تحدث مختار القرية "الياس حوراني" فقال: «إن اتصال أراضي قرية "عناز" مع سهل "البقيعة" أضفى عليها صفة مميزة من الناحية الزراعية، إضافة لانخفاضها وتربتها الخصبة وكثرة مياهها، ما وفر فرصة عمل لمعظم أبنائها في القطاع الزراعي، فالمساحات الزراعية الواسعة مكنتهم من زراعة القمح والذرة وغيرها، ومد الأقنية المائية من سد "المزينة" عبر سهل "البقيعة"، كذلك مكنتهم من زراعة الخضراوات والمحاصيل المروية، إضافة لدخول البيوت البلاستيكية إليها بقوة ما جعلها سوقاً جيدة للمحاصيل الزراعية».

السيد نصر صوفان رئيس البلدية

السيد "نصر صوفان" تحدث فقال: «تجمع قرية "عناز" أنواعاً متعددة من الأعمال الصناعية والتجارية إضافة للزراعية، فنجد فيها معامل الرخام والبلوك ومستلزمات البناء بشكل عام وخاصة في ظل النهضة العمرانية الواسعة التي يشهدها "الوادي"، ومجموعة من معامل المواد الغذائية التي تغطي قسماً كبيراً من احتياجات أهل المنطقة».

وعن الناحية الإدارية والتنظيمية يضيف: «تقسم القرية إلى قسمين أحدهما قديم أثري والآخر معاصر وحديث، كما يوجد في القرية عدد من المراكز الإدارية التي تعنى بتقديم الخدمات لأهل القرية كالمركز الصحي ومدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية، ومقر للجمعية الفلاحية، ونادٍ رياضي يتبع له ملعب كرة قدم، ومبنى البلدية، وحالياً يتم إنشاء مركز استعلامات خاص لخدمة الزوار والسياح وتقديم كافة المعلومات عن منطقة "الوادي" لتسهيل تنقلهم، خاصة أن قرية "عناز" تحتوي على العديد من الأماكن الأثرية كمقام القديس "يوحنا"، وقبو قديم يعود إلى ما قبل العثمانيين، وكنيسة القرية الأثرية.

السيد ريمون زلعوم

وحافظ المخطط التنظيمي على طبيعة القرية الجغرافية بإدخال التحديثات المعاصرة دون المساس بالطابع القديم».

ويتابع: «اتجهت بلدية "عناز" نحو المنطقة المرتفعة من القرية للمحافظة على الطابع الزراعي، كما عمدت لزيادة عرض الطرقات الرئيسية وزراعة جنبات هذه الطرق بأشجار الزينة لزيادة الطابع الجمالي للقرية، كما أقامت مجموعة من "المطبات" أمام المدارس وأمام المفارق الخطرة للمحافظة على أمان الطلاب وسلامة السكان».

صورة غوغل ارث

تحتاج القرية لمجموعة من الخدمات تتمثل على حد قوله: «أهم احتياجاتنا هي إنشاء شبكة من الطرقات الجديدة والمتفرعة لتغطي كامل مساحة أراضي القرية ما يساعد السكان على البناء في الأماكن المرتفعة عوضاً عن تجمعهم في منطقة معينة، كذلك تأمين البنية التحتية لهذه الشبكة الطرقية، ومد الطرقات إلى الأرضي الزراعية، وتأمين الشبكة الكهربائية لمساعدة الفلاحين عوضاً عن الاعتماد على المولدات الكهربائية الخاصة ما يزيد من إنتاجية المحاصيل، ونسعى لوجود مركز للمؤسسة العامة الاستهلاكية، و"كوة" خاصة لجباية فواتير الهاتف والكهرباء والماء لتخفيف الضغط عن مركز "الحواش"».

الجدير بالذكر أن قرية "عناز" تبعد عن مركز محافظة "حمص" 48كم وعن منطقة تلكلخ 17كم، ويبلغ عدد سكانها 2500 نسمة، ويحدها من الجنوب قرية "بساس"، ومن الغرب بلدة "الحصن"، ومن الشمال قرية "التلة"، ومن الشرق "سهل البقيعة".