فتيات وقعن ضحية الخداع وفقدن عذريتهن ليجدن أنفسهن خارج المجتمع أمام مصير مجهول، وليصبحن فريسة سهلة لضعاف النفوس وعلى تماس مباشر مع الجريمة أو الهروب من مجتمع لا يغفر الخطيئة ولا يجد حلا إلا القتل.

كانت هذه الدوافع وراء قيام السيد "إبراهيم عبد المولى" بتأسيس الجمعية، الذي تابع قوله لموقع eSyria: «منذ كنت شاباً وأنا أتألم لرؤية الفتيات اللواتي غرر بهن ووقعن في الخطيئة ليذبحن بوحشية دفاعاً عن الشرف، وكانت الفتاة في أغلب الأحوال تلجأ إلى شيخ الحارة أو المختار لحمايتها من القتل، ولهذا عملت على تأسيس هذه الدار تحت رعاية الدولة من أجل حماية هذه الحالات الإنسانية وتقويمها والعناية بها فهن لسن بداعرات حتى يرفضهن المجتمع».

لم أتقاض رواتبي منذ "خمسة أشهر" ولم يتم تسجيلي في التأمينات الاجتماعية لعجز الجمعية عن دفع المستحقات وأنا أقوم بعملي من واجب إنساني إلا أنه هناك حاجات ومصاريف لا يستطيع المرء التغاضي عنها

ويضيف "عبد المولى" جمعية حماية الأحداث "دار الضيافة": «في حمص تصنف على أنها جمعية خيرية ذات نفع عام بموجب المرسوم /2001/ حصلت على ترخيص من أمانة وزارة العدل عام /1953/ وافتتحت مقرها عام /1954/ وهي الوحيدة في "حمص" والفريدة من نوعها في سورية والتي تؤوي أمثال هؤلاء الفتيات وليس بحقهن أي إجراء قانوني.

"إبراهيم عبد المولى" مدير الدار

مقر الجمعية الكائن في حي الشماس "بحمص" فوق مخفر الشرطة في بناء قديم متآكل الجدران مكون من ثلاث غرف ومطبخ وحمام ودورة مياه، إحدى الغرف تستخدم كمكتب يشغله رئيس الجمعية وأمينة المستودع والغرف الأخرى لنزيلات الجمعية».

وتتمحور أهداف الجمعية كما ذكرها "عبد المولى" على النحو التالي:

خزانة مهترئة لفتيات الدار

1- حماية الفتيات الأحداث من التشرد والإجرام.

2- تقويم اعوجاج الجانحات منهن وإنقاذهن من سيل الجريمة الجارف.

غرفة نوم الفتيات

3- توفير الوسائل لمعالجة شذوذهن العقلي والنفسي.

4- العمل على رفع مستواهن الأخلاقي والاجتماعي.

5- توجيههن وتعليمهن مهنة تؤمن لهن موارد الرزق.

6- تلقينهن من العلم ما يتناسب مع سوية كل منهن.

وعن الصعوبات التي تواجه الجمعية يتحدث "عبد المولى" بأنها تتلخص «بشكل أساسي في العجز المالي الكبير الذي وقعت فيه الجمعية حيث انعدمت المساعدات من الجهات الرسمية وباتت مقتصرة على ما يقدمه أهل الخير في نطاق ضيق لا يفي باحتياجات الدار فوزارة "الشؤون الاجتماعية والعمل" كانت تقدم لنا مساعدة سنوية بقيمة /150000/ ليرة سورية ومن ثم أصبح المبلغ /25000/ ليرة سورية ومن ثم تم قطع المبلغ نهائياً.

وكذلك "مجلس مدينة حمص" كان يقدم لنا مبلغ عشرة آلاف ليرة ولكنهم توقفوا منذ سنتين عن دفع أي مبلغ».

وأضاف: «أما التبرعات التي تأتينا من أهل الخير فقد باتت قليلة وذلك لأنهم اعتادوا من الجمعيات الخيرية تقديم مساعدات عينية للأسر المحتاجة- بينما نحن نأخذ بنات شاذات ونقدمهن للمجتمع سويات- وهناك فكرة طاغية ما تزال عالقة بعقول الناس وهي التخلص من الفتاة دون النظر إلى الدوافع التي أدت إلى ارتكابها فعل ما».

وفيما يخص الطعام والاحتياجات الأخرى التي تؤمنها الدار للنزيلات قال "عبد المولى": «تقوم البلدية بتقديم الخضار والفواكه من المصادرات وبقية المواد الغذائية تقدم من أهل الخير والمطاعم.

وبالنسبة للأدوية فيوجد بعض الصيدليات التي تقدم الدواء مجاناً، وكذلك الأمر بالنسبة للطبابة حيث يقوم بعض الأطباء المحسنين بتقديم العلاج للفتيات بشكل مجاني.

ويتألف كادر العمل الموجود في الدار من مشرفة وأمينة مستودع ومرشدة نفسية من مديرية التربية وشرطية».

وقالت الآنسة "علا الحسامي" أمينة المستودع في الجمعية: «لم أتقاض رواتبي منذ "خمسة أشهر" ولم يتم تسجيلي في التأمينات الاجتماعية لعجز الجمعية عن دفع المستحقات وأنا أقوم بعملي من واجب إنساني إلا أنه هناك حاجات ومصاريف لا يستطيع المرء التغاضي عنها».

وعن مبنى الدار تقول "الحسامي": «البناء صغير جدا وهو يكاد لا يتسع للنزيلات كما أنه لدينا آلات خياطة لتعليم الفتيات ولكن لضيق المكان نضطر إلى وضع الآلات فوق الخزانة وعند استخدامها علينا تنزيلها مدة التدريب ثم إرجاعها وهو ما يقلل من وقت التدرب عليها».

وعن عدد النزيلات اللاتي استقبلتهن الدار خلال السنوات العشر الأخيرة بشكل دوري أعطانا "عبد المولى" جدولاً تفصيلياً بها وهو كالأتي:

عدد النزيلات عام عدد الذين تزوجوا منهن

803 2000 25

719 2001 30

1067 2002 27

1014 2003 78

1021 2004 42

1011 2005 46

940 2006 59

1197 2007 52

1049 2008 37

899 2009 10

الجدير ذكره أن دار الضيافة تستقبل لديها الفتيات ويتم تسليمهن لأحد المقربين المحرمين "كالخال" والذي تطوله العقوبة القانونية إذا قام بالاعتداء على الفتاة ضرباً أو غير ذلك بعد أن تطمئن إليه الفتاة وبموجب أوراق تعهد موقعة من الجهات المختصة.