إلى الشرق من محافظة "حمص" بحوالي /45/ كم تقع منطقة "المخرم الفوقاني" بمساحة تنظيمية تبلغ /350/ هكتارا، ممتدة على مساحة كبيرة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون واللوز، في طبيعة شبه صحراوية ساهمت الأشجار المزروعة في التقليل من قسوة طبيعتها.

موقع eHoms زار منطقة "المخرم الفوقاني" والتقى أحد وجهائها السيد "تامر الصالح" الذي حدثنا قائلاً: «على الرغم من قلة مصادر المياه في "المخرم الفوقاني" حالياً إلا أنها اشتهرت قديماً بكثرة ينابيعها وهو ما أعطاها اسمها الذي بقي ملازماً لها إلى اليوم، فحسب ما يقول القدامى بأنها كانت في الماضي ملأى بتخاريم المياه، ومن هنا أتى اسمها "المخرم" وأراضي هذه المنطقة كانت أميرية قبل عام /1882/ حيث كانت تتبع للحكم العثماني وكانت مأهولة بالسكان، وعلى الرغم من طبيعة المنطقة الجافة إلا أن ذلك لم يمنع أهلها من التأقلم فيها وتحسين أرضها».

على الرغم من قلة مصادر المياه في "المخرم الفوقاني" حالياً إلا أنها اشتهرت قديماً بكثرة ينابيعها وهو ما أعطاها اسمها الذي بقي ملازماً لها إلى اليوم، فحسب ما يقول القدامى بأنها كانت في الماضي ملأى بتخاريم المياه، ومن هنا أتى اسمها "المخرم" وأراضي هذه المنطقة كانت أميرية قبل عام /1882/ حيث كانت تتبع للحكم العثماني وكانت مأهولة بالسكان، وعلى الرغم من طبيعة المنطقة الجافة إلا أن ذلك لم يمنع أهلها من التأقلم فيها وتحسين أرضها

وفيما يتعلق بالجانب الإداري والخدمي التقينا المهندس "عدنان طعمة" رئيس مجلس مدينة "المخرم الفوقاني" الذي قال:

المهندس "عدنان طعمة"

«في عام /1968/ أصبحت "المخرم الفوقاني" مركز منطقة حيث سميت مدينة، ونحن كمركز منطقة تتبع لنا إدارياً كل القرى المحيطة، ولكن كمركز مدينة من حيث تنفيذ المشاريع والخدمات نعمل بشكل مستقل.

ومن حيث الخدمات الموجودة تضم المنطقة مجموعة مدارس ثانوية للذكور والإناث والفنون والزراعة والصناعة، كذلك تضم عدداً من مدارس التعليم الأساسي ورياض الأطفال الخاص والعام، وشعبة للحزب ورابطة فلاحية ومجلس مدينة ومركز ثقافي ومديرية مالية ومكتب توثيق عقاري ونادٍ رياضي ومخبز ومديرية منطقة ووحدة اقتصادية للمياه وشعبة كهرباء ومركز أعلاف واسمنت ومشفى ومستوصف عادي ومركز توليد، وهي بذلك تكون نسخة مصغرة عن محافظة "حمص" توافر جميع الخدمات التي يحتاجها المواطن.

التل الأثري

وعن عدد السكان يقول "طعمة" في آخر إحصائية للسكان لغاية 31/12/2009 بلغ فيها عدد السكان /10488/ نسمة، والمستوى الثقافي في المنطقة جيد حيث توجد شريحة كبيرة متعلمة، وتم الاحتفال العام الماضي بتحرير المنطقة من الأمية، ويغلب على السكان العمل الحكومي ثم الزراعي كزراعة اللوز والزيتون والكرمة أما بالنسبة للصناعات فتقتصر على معاصر الزيتون».

ومن ناحية الخدمات المقدمة يضيف "طعمة" المواصلات مؤمنة للمنطقة بشكل ممتاز، والخدمات جيدة كالصرف الصحي والهاتف والكهرباء، وتتم تلبية احتياجات المواطن والردود على شكاويه من خلال البلدية بحيث تتم معالجة المشكلات حسب اختصاص كل قسم وبشكل سريع.

المشفى قيد البناء

أما الجانب الصحي فيخبرنا "طعمة" بأن «مشفى "المخرم الفوقاني" كمشروع حيوي واستراتيجي في المنطقة بدء العمل به منذ عشر سنوات، وهو كإكساء شبه منتهي وكان من المتوقع تسليمه في مطلع العام القادم والمشفى كصرح حضاري جميل ولكن يلزمه الكثير من العمل، وحسب قول أحد المهندسين القائمين لن يجهز قبل خمس سنوات، وذلك بناءً على زيارة للسيد محافظ "حمص" حيث وجد إشكالية في الغرف وقرر تخصيص حمّام لكل غرفة ثم قامت الوزارة بالتعديل حيث طلبت إضافة قسم كلية للمشفى، وهو شيء إيجابي يدعم جاهزية المشفى وشموليته لمعظم الاختصاصات.

ومشروع المشفى من أهم المشاريع في المنطقة وقد تبرع بأرضه شخصين من المنطقة التي تجاوز مساحتها عدة دونمات وهو يخدّم من أبعد قرية مثل "جب الجراح" التي تبعد حوالي /70/ كم شرق المخرم بدلاً من أن يتم إسعاف المريض إلى المشفى الوطني "بحمص".

وحالياً تقوم مديرية "الخدمات الفنية" بتجهيز كشوف تقديرية لتعبيد الطرقات المؤدية إلى المشفى بالتعاون مع مجلس المدينة والشركة العامة لكهرباء "حمص"».

وعلى الصعيد الأثري يخبرنا الصحفي "محمد علي الضاهر" ابن المنطقة بأن «هناك ما يعرف بالتل الأثري في المنطقة والذي يتوسطها في مكان مأهول منذ ما يقارب /70/ عاماً والذي يقع حالياً تحت حماية مديرية آثار "حمص" ولعدم استثماره من قبل مديرية الآثار بقي على حاله مع إعاقة أي عملية بناء للسكان المحيطين بالتل، وهو ما يتطلب حلاً سريعاً من مديرية الآثار وذلك لسببين:

الأول: تنظيم وضع السكان المحيطين بالتل بخصوص البناء، والثاني: قيام المديرية باستثمار التل سياحياً، وهو ما يعود بالفائدة على أهالي المنطقة».

وعن طبيعة السكان وعاداتهم وتقاليدهم يقول "الضاهر": «بحكم مهنتي كصحفي واهتمامي بالتوثيق، أقوم برصد عادات المنطقة وأستطيع القول بأن أهالي المنطقة يتصفون بنوع من الطيبة قل نظيره على خلاف الطبيعة القاسية التي يعيشون فيها، فهم بسطاء ومتعاونين فيما بينهم وما زالوا يعتبرون الكلمة أهم من أي عقد أو سند، وما زالت في المنطقة العادات العربية القديمة منتشرة كالكرم والمروءة واستقبال الضيف بالاحترام والتقدير، إضافة إلى الوقوف بجانب بعضهم البعض في الأوقات الصعبة وأيضاً في الأفراح، وهنا تستطيع العيش دون مصاعب فالخدمات المقدمة للمنطقة تؤلف بين الناس وتجعلهم بعيدين عن الهموم».