لأنهم يتمتعون بطاقات كبيرة وأفكار لا حدود لطموحها، اعتُبر الأطفال حقولاً من الطاقة المتنقلة وهم في نفس الوقت يحتاجون دائماً لتلك اليد التي تساعدهم على الانطلاق.

وكواحدة من الأفكار التي تخدم وتساعد في تحقيق ذلك بدأ العمل "بالمدرسة الصيفية" المجانية للأشغال والفنون في منطقة "وادي النضارة" في قريتي "المزينة"، و"حب نمرة" تحت رعاية "أبرشية عكار– مطرانية مرمريتا".

أحب المشاركة في المدرسة الصيفية لأنها تشغل وقت الفراغ الممل الذي أعيشه في فصل الصيف، وأكثر ما أحبه هو درس السباحة والأشغال اليدوية التي تعلمني كيفية الاستفادة من المواد التي لا لزوم لها في المنزل أو الطبيعة لصنع أشياء فنية ومفيدة لنا نحن الأطفال كصناعة لعبة معينة أو دمية...

يتمتع المشروع بعدة أهداف، أحدها تسلية الأطفال وبداية تحدث الطفل "داني مقدسي" أحد الأطفال المشاركين عن أهمية هذا النشاط بالنسبة له ويقول: «أحب المشاركة في المدرسة الصيفية لأنها تشغل وقت الفراغ الممل الذي أعيشه في فصل الصيف، وأكثر ما أحبه هو درس السباحة والأشغال اليدوية التي تعلمني كيفية الاستفادة من المواد التي لا لزوم لها في المنزل أو الطبيعة لصنع أشياء فنية ومفيدة لنا نحن الأطفال كصناعة لعبة معينة أو دمية...».

السيدة علا اثناء مع احد الاطفال

وهو كغيره من الأطفال المشاركين والذين بمعظمهم من الأطفال النازحين الذين يحتاجون لمزيد من الدعم النفسي، وعن ذلك تحدث الكاهن "بطرس حزوري": «أهم أهداف هذه المدرسة هو تقديم الدعم النفسي والمعنوي بطريقة محببة وجميلة للأطفال الذين تركوا منازلهم وبيئتهم وأصدقاءهم نتيجة لظروف معينة، ولكي نساعدهم على مزيد من الاندماج والتأقلم في بيئتهم الجديدة يجب إشراكهم في نشاطات أقرانهم من الأطفال، إضافة لتعبئة وقت فراغهم بالمفيد والممتع».

تتضمن المدرسة الصيفية مجموعة من النشاطات التي سبق أن أظهرت فعاليتها في تعليم وامتاع الأطفال وعن ذلك تتحدث المسؤولة الإدارية عن المدرسة "علا قيلوح": «اختصت المدرسة في أغلبيتها بالوافدين من المدن نتيجة للظروف الراهنة ولإبعادهم عن أجواء الضغط النفسي، شملت المدرسة عدة نشاطات تجمع اللعب والتعلم مثل النوادي الرياضية، السباحة، الأشغال اليدوية، الاستفادة من توالف البيئة، الرسم والفنون، إضافة للزيارات الميدانية لقرى المنطقة بهدف تعريف الأطفال عليها وتعليم الأطفال محبتها والعناية بها مع وجود نشاطات جديدة مثل برنامج (learning by fun) أي دمج التعليم بالمرح، مع وجود مادة خاصة بتعليم الأطفال العادات الخاصة بالحياة اليومية كعادات "النظافة والطعام والشراب والتحية العامة..." إضافة لتعليم الأطفال الأغاني وبعض دروس الموسيقى».

اثناء احدى النشاطات

تعتبر المدرسة ترفيهية مجانية بالكامل باستثناء أجور النقل وهي تحتضن الأطفال من سن الخامسة وحتى الحادية عشرة وتضيف: «تقدم المدرسة خدماتها لكل قرى الوادي وذلك في مركزين: الأول نادي كنيسة "الشحارة" في قرية "المزينة" والآخر في كنيسة مار يوحنا في قرية "حب نمرة" وتستوعب المدرسة عدداً كبيراً من الأطفال يصل في كلا المركزين إلى ثلاثمئة وستين طفلاً ويوجد نقل خاص بكلا المركزين من خلال باص خاص لمن لا يستطيع إيصال أولاده».

وعن اختيار العمر الذي نشترطه بالمدرسة تختتم السيدة "علا": «تم تحديد العمر تبعاً لقدرة الطفل على استيعاب ما يقدم له من أفكار وأعمال تؤثر به تأثيراً إيجابياً وتساعده في بناء شخصيته وإحساسه بطفولته وقدرته على حفظ ما تعلمه والاستمرار به، ولاسيما أن المدرسة تقدم خدمات نفسية للأطفال من خلال وجود مختصين بتحليل نفسية الطفل واختصاصي إرشاد نفسي، مع التأكيد أيضاً على أهمية الكنيسة في حياة الطفل».

الرقص والغناء