تتصدر السباحة في المسطحات المائية المصغرة كالأنهار والبحيرات وحتى الينابيع الصغيرة أول سبل الترفيه والرياضة في مجتمع الريف، وهي على الرغم من دخول المسابح المتطورة ما زالت محببة لأهالي القرى وحتى الزوار الذين يقصدون بركة الماء للتسلية.

وتشتهر هذه الرياضة في منطقة "وادي النضارة" التي تحظى بعدد لا بأس به من ينابيع الماء والنبعات وأفرع الأنهر الصغيرة

يقصد معظم أبناء القرية من الشباب والفتيان عين الماء التي تتوسط القرية وتحيط بها الأشجار المثمرة وذلك للسباحة والتنزه والتقاط الثمار البرية الموجودة كالتوت والتين والجوز وأصبحت هذه عادة محببة وقد اعتدت على ذلك منذ صغري حيث كنت أذهب مع أقاربي وأكتفي بمشاهدتهم وعندما كبرت قليلاً تعلمت السباحة في البركة وأصبحت أقصدها بشكل شبه يومي ولا سيما في الصباح حيث تكون المياه باردة ومناسبة للتخلص من حرارة الصيف

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4/9/2013 الفتى "ميلاد سلوم" من قرية القلاطية الذي يبلغ من العمر اثني عشر عاماً وهو يقصد نبعة الماء الموجودة في قريته بشكل شبه يومي ويقول:«يقصد معظم أبناء القرية من الشباب والفتيان عين الماء التي تتوسط القرية وتحيط بها الأشجار المثمرة وذلك للسباحة والتنزه والتقاط الثمار البرية الموجودة كالتوت والتين والجوز وأصبحت هذه عادة محببة وقد اعتدت على ذلك منذ صغري حيث كنت أذهب مع أقاربي وأكتفي بمشاهدتهم وعندما كبرت قليلاً تعلمت السباحة في البركة وأصبحت أقصدها بشكل شبه يومي ولا سيما في الصباح حيث تكون المياه باردة ومناسبة للتخلص من حرارة الصيف».

الطفل ميلاد سلوم

عادت هذه المسطحات المائية الصغيرة لتحتل مكانها في نزهات الأهالي والزوار بعد أن همشت لفترة من الزمن وأكثر مرتاديها من جيل الشباب وعن ذلك يتحدث الشاب "مايكل جرجس": «السباحة في الينابيع والبرك الصغيرة المنتشرة في قرانا عادة ملاصقة لأهالي المنطقة، لكونها وسيلة ترفيه مجانية ودائمة، إضافة إلى أن بعضها يتميز بمياه معدنية مفيدة جداً والاهم أنها طريقة محببة ليجتمع فيها الأصدقاء، حيث تتبع دائماً بالسهرات الجميلة وعلى الرغم من أننا نقصد المسابح الحديثة الطراز، إلا ان لهذه البرك والينابيع أوقاتها الخاصة ولاسيما في مواسم الزراعة أو الحصاد فهي تنتشر في الأراضي والبساتين».

أما قديماً فقد كانت المكان الوحيد والمتوافر للأهالي من أجل السباحة والاستحمام وحتى تنظيف الملابس وعن ذلك تحدث العم "وديع زخور" قائلاً: «كان لكل قرية تقريباً بحرتها الخاصة أو بركة متجمعة من ماء النهر القادم من راويل والقرية المحظوظة كان لديها نبعة ماء مميزة ذات مياه نقية وصالحة للشرب وعند تفرّع النبعة لتشكيل السيلان تتوضع البحرة الصغيرة التي تستقبل الكبار والصغار حيث كنت وأصدقائي نقصدها في يوم معين من الأسبوع والأغلب يوم الأحد من اجل السباحة والمنافسة فيما بيننا، إضافة إلى بقائنا حتى الليل لنسهر ونتسامر ونختتم النزهة في سباحة الليل».

الشاب مايكل جرجس

وأكثر النبعات شهرة في المنطقة هي نبع الناصرية، عين مريم، بعض أفرع نهر راويل وعن ذلك يذكر المؤرخ "يوسف الشامي": «انتشرت الأعين والبحيرات الصغيرة في اغلب قرى المنطقة وكانت مخصصة لجلب مياه الشرب والطبخ ذات المياه العذبة حيث كانت تنقل بواسطة الجرار أو على ظهر الدواب وعلى أكتاف الصبايا وبعضها كان مخصصاً للسباحة واللعب والاستحمام ومنها عين كماله، عين بيت الرفاعي، عين بركة عناز، عين التنورة، عين العجوز، وهناك بعض النبعات التي جفت وبقي بعضها موجوداً ومازال الناس يجتمعون حوله ولكن بغرض التسلية او الحصول على المياه العذبة، وانتقل الكثيرون بعد جفاف نهر راويل بقسمه الأكبر إلى سد "المزينة" والعيون البعيدة والقريبة من البساتين لكي يسبحوا فيها».

ارتبطت بعض الحكايات والقصص الشعبية المتناقلة، منها ما هو صحيح ومنها ما هو مغلوط مع برك وانهار موجودة في المنطقة وكان هدفها اخذ العبرة وتحذير الصغار من السباحة في هذه البرك ولا سيما في فصل الشتاء.

النبعة مصدر للمياه العذبة