مثل غيرها من الأرياف السورية تمتعت منطقة "وادي النضارة" بطراز معماري مميز سمته البساطة واستخدام المواد المتوافرة في البيئة المحلية، مع تعاون الأهالي في كل الأعمال اللازمة...

مدونة وطن "eSyria" التقت، بتاريخ 9 كانون الثاني 2014، المؤرخ "يوسف الشامي"؛ الذي تحدث عن الطراز المعماري القديم في منطقة "وادي النضارة"، وقال: «بشكل عام كانت المنازل تبنى من الحجر الأزرق البركاني وتسقف بجذوع الأشجار الكبيرة والصغيرة، التي كانت تقطع من نهر "راويل"، وبالمجمل كان الرجال الأقوياء هم من يقومون بالعمل، فكانت الحجارة تنقل على ظهر الجمال التي كانت موجودة سابقاً في المنطقة أو على أي من الدواب، وتنتقى الحجارة التي تكون على شكل مكعبات، ومعظم الجدران كانت تبنى من دون الملاط الكلسي أي بما يسمى "الشل"، حيث تكون سماكة الجدار نحو المتر تقريباً، ويغطى من الداخل بطبقة من الطين منعاً للحشرات، ولا سيما أن الطين كان يصنع من الغضار الناعم ويخلط بـ"التبن" والماء، ويطرش بعدها بطبقة من "الحوارة" تكرر كل عام، لأنها تعطي مظهراً جميلاً وتجلب البرودة للبيت في الصيف، وتعمل أيضاً على طرد الحشرات، أما الحيز السفلي من الجدران فكان يطرش بنوع من التربة تسمى "المغرة" وبارتفاع يبلغ نحو 70سم وذلك للوقاية من الاتساخ، أما السقف فكان يغطى بعرقات كبيرة على شكل جسور طويلة وسميكة تستند على أعمدة خشبية متينة تسمى "الساموك"، وفوق العرقة توضع قطع خشبية أقل سماكة تسمى "البدود" وتوضع فوقها أيضاً قطع أصغر تسمى "القصع" التي تغطى بطبقة سميكة من نبات "الشيح" ثم يوضع فوقها الطين المجبول بالماء و"التبن"، وتفرش على كامل السطح بواسطة المدحلة حتى يصبح السطح قطعة واحدة ولا يتسرب الماء عبره في الشتاء».

كان المنزل في القديم مقسماً ليخدم الحياة والمعيشة في ظل الظروف التي تخلو من التطور كوجود البرادات أو آلات التنظيف، فكانت البيوت ذات مساحة كبيرة تتسع للعائلة، وكانت أرض المنزل عبارة عن قسمين، الأول مغطى ببلاط من الحجر الأزرق المصقول، وهو ذو المساحة الأكبر ومنخفض نوعاً ما ويسمى "السيباط"، ويأتي في أول المنزل، يليه "السهلة" التي تحتل وسط المنزل وتعلو "السيباط" بنحو المتر وفي وسطها حفرة لإشعال النار للطبخ في الشتاء وللتدفئة بدل المدفأة التي لم تكن موجودة، أما الطعام فكان يحفظ إما في "قفف" أي سلال مصنوعة من القش والخيزران لتخزين الحبوب أو في حواصل من الطين المجبول بخيوط القنب، أما الفرش والأغطية فتوضع في "اليوك" حتى تبقى نظيفة

تكرر عملية فرش السطح بالتراب و"التبن" كل عام لتعويض الطبقة التي جرفها المطر في السنة السابقة، وتقوم بهذا العمل هذه المرة النساء اللواتي كن يتساعدن في كل القرية، أما عن التقسيمات الداخلية للمنزل، فتتحدث الجدة "سمون خوري" وتقول: «كان المنزل في القديم مقسماً ليخدم الحياة والمعيشة في ظل الظروف التي تخلو من التطور كوجود البرادات أو آلات التنظيف، فكانت البيوت ذات مساحة كبيرة تتسع للعائلة، وكانت أرض المنزل عبارة عن قسمين، الأول مغطى ببلاط من الحجر الأزرق المصقول، وهو ذو المساحة الأكبر ومنخفض نوعاً ما ويسمى "السيباط"، ويأتي في أول المنزل، يليه "السهلة" التي تحتل وسط المنزل وتعلو "السيباط" بنحو المتر وفي وسطها حفرة لإشعال النار للطبخ في الشتاء وللتدفئة بدل المدفأة التي لم تكن موجودة، أما الطعام فكان يحفظ إما في "قفف" أي سلال مصنوعة من القش والخيزران لتخزين الحبوب أو في حواصل من الطين المجبول بخيوط القنب، أما الفرش والأغطية فتوضع في "اليوك" حتى تبقى نظيفة».

الدكتور يوسف الشامي

وتشير إلى أن الأهالي حافظوا على مياههم نظيفة من خلال جرار الماء المصنوعة من الفخار أو النحاس المبيض للشرب، إضافة إلى وجود غرفة خاصة بمبيت الحيوانات والأعلاف الخاصة بها، أما حالياً فقد اختلف الطراز المعماري نوعاً ما مع احتفاظه ببعض من القديم كاستخدام الحجر البركاني في البناء لمميزاته العديدة كالجمالية والحماية، والبرودة في فصل الصيف.

البناء الحديث فوق المنازل القديمة
أحد المنازل القديمة