طموحُها اللا محدود في الحياة عامةً، وفي الرياضة بشكلٍ خاص، جعل منها خلال سنواتٍ قليلةٍ إحدى المدرِّبات المتألقات في لعبة الريشة الطائرة، مقدِّمةً أبطالاً واعدين للمستقبل من جيل الشباب.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 17 تشرين الثاني 2019 "هبة صبُّوح" المدرِّبة للعبة الريشة الطائرة في نادي "الكرامة" للتعرف أكثر على مسيرتها، والبداية كانت عن نشأتها ودور الرياضة فيها فقالت: «ولدت ضمن عائلةٍ للعلم والرياضة مكان مهمٌ في أولوياتها، وخاصةً أشقاء والدتي "راكان الأشلق" اللاعب والمدرِّب في كرة اليد، ومثله "خالد الأشلق" ولكن في كرة السلة، دراستي الابتدائية كانت في مدرسة "الخنساء"، تلك المدرسة التي تفتَّحت فيها مواهبي الرياضية، من خلال النادي الرياضي الصيفي الذي كانت تقيمه للطلاب حينذاك، والذي كان يشرف عليه المدرِّب "ابراهيم العمر" الذي كان صاحب فضلٍ كبيرٍ عليَّ، وفي اكتشاف العديد من المواهب الرياضية في مختلف الألعاب، كنت أهوى رياضة الجمباز ومارستها أولاً، ثم انتقلت لممارسة لعبة التنس، ونلت بطولاتٍ عدَّة فيهما على مستوى مدينة "حمص" آخرها عام 2007.

خلال أربع سنواتٍ من العمل استطاعت المدرِّبة "هبة صبوح" فعل الكثير من أجل إحياء لعبة "الريشة الطائرة" في نادي "الكرامة" بعد استدعائها بشكلٍ شخصي من الإدارة نظراً لما حققته من سمعةٍ طيبةٍ خلال تميزها في البطولات المدرسية مع فرقها، ما يميزها الشخصية القيادية التي تتمتع بها مع اللاعبين، والعطاء الفردي الذي تقدّمه بطيب خاطرٍ من أجل استمرار هذه اللعبة وإثبات جدارتها، عرفتها مذ كانت لاعبةً للتنس قبل سنواتٍ عدَّة، أثبتت فيها تميزها من خلال البطولات التي حققتها وآخرها بطولة "سفير حمص" هذا العام، لديها إصرارٌ كبير على إثبات ذاتها، وهذا دافعٌ أكبر للنجاح عندها

نلت الشهادة الثانوية عام 2010، بعدها تخصَّصت بدراسة الأدب الإنكليزي، وكان تخرُّجي من جامعة "البعث" عام 2014، حيث تابعت دراستي العليا وحصلت على شهادة الماجستير باختصاص الترجمة عام 2018».

جانب من الشهادات الدولية التي نالتها

وعن رحلتها مع لعبة "الريشة الطائرة" تقول: «بعد التخرج من الجامعة اتجهت نحو ممارسة مهنة التعليم التي أحبُّها، وهنا لعبت الصدفة دورها في رحلتي معها، فبدلاً من العمل بتخصصي كانت مشورة الموجه "موفق العمر" بأن أستفيد من مؤهلاتي الرياضية السابقة في إعطاء حصصٍ دراسية، وكان ذلك في عام 2014، بالفعل بدأت بها في مدرسة "أمامة" للتعليم الأساسي حلقة ثانية، وثانوية "حميدة الطاهر"، ممارستي الطويلة للعبة التنس، دعتني للاهتمام بلعبة الريشة الطائرة التي وجدت عند طالباتي رغبةً في ممارستها، وبعد عامٍ واحدٍ فقط ظهرت ثمار تدريباتي بإحرازهن لبطولات المدارس على مستوى المحافظة، وهذا دعاني لتطوير ذاتي في هذه اللعبة والإصرار على المضي فيها، وبناء جيلٍ جديدٍ من اللاعبين، خاصةً مع توقفها لسنواتٍ سابقة».

وعن مرحلة التدريب الاحترافي تابعت قائلةً: «بعد النجاحات التي حققتها لاعباتي في المسابقات الرياضية المدرسية، طلب مني "فيصل دربي" رئيس نادي "الكرامة" في عام 2015، بأن أتولى مهمة تنشيط اللعبة وتجديدها، وبالفعل استقدمت للنادي اللاعبات اللواتي كنت أدربهُّن في المدارس، بالإضافة لتنسيب أجيالٍ جديدةٍ من كلِّ الاعمار، وبدأت رحلة العمل الشاق والممتع في ذات الوقت، وساعدني حينها المدرِّب "نجوان الشلبي"، لكن بعد سفره توليت المهمة وحدي، وعلى الرغم من إشرافي على تدريب جميع الفئات العمرية من مرحلة الأشبال إلى الشباب والشابات، إلاَّ أن إصراري كان كبيراً على تقديم إنجازٍ للنادي، وفي العام اللاحق ظهرت تباشير ذلك العمل بالظهور من خلال فوز بعض اللاعبين ببطولة "حمص"، وتأهلهم للمشاركة في بطولة الجمهورية، وأذكر منهم "توفيق بريجاوي"، و"زيد الإخوان" والأخير حصل هذا العام على ميداليتين فضيتين في الأولمبياد السوري للناشئين في مسابقتي الفردي والزوجي، كذلك اللاعبة "فاطمة الإخوان" التي حصلت على المركز الثاني في مسابقة الزوجي المختلط، وأيضاً "كنان الحبَّال" صاحب لقب بطولة "حمص" والخامس على مستوى الجمهورية».

حضورها في دورة ماليزيا الدولية

وعن الدورات التي دعَّمت بها عملها التدريبي أضافت بقولها: «بدايتي كانت في عام 2016 مع دورة "شتل تايم" للمدرِّبين والتي جرت في مدينة "حمص" بإشراف الاتحاد الأسيوي للعبة، اكتسبت فيها بعضاً من مهارات التدريب فيها، وفي نفس العام حضرت دورة مدرَّب دولي فئة C مع المدرِّبَين "وسيم الضماد"، و"اسماعيل الأحمد"، في ذلك الحين بدأ عدد المنتسبين لممارسة اللعبة بالتزايد نتيجة ما حققه لاعبو النادي من نتائج جيدة، وهذا ما دعا الاتحاد العربي السوري للريشة الطائرة لترشيحي من أجل المشاركة في دورة (Level 1) الدولية التي أقيمت في "لبنان" عام 2017 بوجود المحاضر الدولي "SAM" من "أندونيسيا"، وهي من الدورات التي تهم أيَّ مدرّبٍ وتساعد في صقل مهاراته التدريبية، أمَّا آخرها فقد كانت دورة المستوى (Level 2)خلال العام الحالي، وأقيمت في "ماليزيا" بدعوةٍ من الاتحاد الأسيوي وجهت لي شخصياً كممثلةٍ وحيدةٍ عن "سورية"، وقد حاضر فيها أهم الشخصيات العالمية أمثال "مارتن" من "بريطانيا"، و"إيان" من "الفليبين"، وحصلت فيها على شهادة محاضر في اللعبة».

زميلها المدرِّب "سليمان حمشو" عنها يقول: «خلال أربع سنواتٍ من العمل استطاعت المدرِّبة "هبة صبوح" فعل الكثير من أجل إحياء لعبة "الريشة الطائرة" في نادي "الكرامة" بعد استدعائها بشكلٍ شخصي من الإدارة نظراً لما حققته من سمعةٍ طيبةٍ خلال تميزها في البطولات المدرسية مع فرقها، ما يميزها الشخصية القيادية التي تتمتع بها مع اللاعبين، والعطاء الفردي الذي تقدّمه بطيب خاطرٍ من أجل استمرار هذه اللعبة وإثبات جدارتها، عرفتها مذ كانت لاعبةً للتنس قبل سنواتٍ عدَّة، أثبتت فيها تميزها من خلال البطولات التي حققتها وآخرها بطولة "سفير حمص" هذا العام، لديها إصرارٌ كبير على إثبات ذاتها، وهذا دافعٌ أكبر للنجاح عندها».

مشاركتها كلاعبة مع فريق جامعة البعث في بطولة جامعات سورية عام 2017 والمركز الأول

"محمد عبيدة منيا" طالبٌ في كلِّية الهندسة الكيميائية وأحد لاعبيها يقول: «المدرِّبة "هبة صبوح" قدَّمت لنا الكثير من خلال متابعتها الدؤوبة وإشرافها مع الكابتن "سليمان حمشو"، استفدنا كثيراً كلاعبين من الملاحظات التي كانت غائبةً عنا، والتي اكتسبتها من خلال الدورات الدولية التي شاركت بها، ورغم قلة الدعم والنقص في التجهيزات اللازمة إلاَّ أنَّها واظبت على تأمينها من حسابها الخاص وبشكلٍ دائمٍ من أجل تشجيعنا على الاستمرار في ممارسة اللعبة، وهي حريصة بالوقت ذاته على دفعنا للتفوق في تحصيلنا الدراسي والعلمي، شخصياً فزت مع زميلي في النادي "زاهر عباس" بالمركز الثاني في بطولة "الجامعات" التي أقيمت في مدينة "حلب" هذا العام ضمن فريق جامعة "البعث"، وقد كان لإشرافها الدور الأكبر في نجاحنا».

يذكر أنّ "هبة صبُّوح" حائزةٌ على شهادات تدريبٍ وتحكيمٍ وإنقاذٍ أيضاً من الاتحاد العربي السوري للسباحة عام 2018، وهي مدرِّبة معتمدة في رياضات "الزومبا" و"الأيروبيك"، تعمل حالياً كمحاضرةٍ في الدعم النفسي ومهارات الحياة لدى منظمة الهلال الأحمر العربي السوري المتطوِّعة فيه، وهي من مواليد "حمص" عام 1989، طالبة دبلوم بتخصص التأهيل التربوي.