لايكاد يخلو منزل في قرية "برشين" من وجود زهرة "قرطاسية" تزين مدخله وتلقي عليه التحية في الصباح بألوانها البيضاء والزهرية والفوشياء، لكن يبقى اللونين الأزرق والكحلي هما ما يميزان "قرطاسية" هذه المنطقة بسبب تربتها الحامضية، والحقيقة أن الناس في هذه المناطق لايقومون بزراعة هذه الزهرة من أجل الزينة فقط بل من أجل بيعها أيضاً في الأسواق.

موقع eHoms زار "برشين" وألقى الضوء على هذه الزهرة ومراحل زراعتها وتسويقها من خلال لقاء المهندس "شيراز حداد" صاحب مشتل ومركز "حداد الزراعي" لزراعة زهرة "القرطاسية" الذي ابتدأ حديثه بالقول: «نبات "القرطاسية" هو عبارة عن نبات معمر موطنه الأصلي سيريلانكا وتم إحضاره إلى هذه المنطقة عن طريق المهاجرين.

بعد قص الزهرة نوضبها بالماء ثم نعمل على وضعها في صناديق من أجل نقلها إلى أسواق "دمشق" و"حلب" ومنها يتم توزيع الأزهار إلى كل أنحاء البلاد وهذه العملية تستمر بشكل شبه يومي من 24/6 حتى1/8، أو يتم تسويقها على شكل أحواض زهور

ويتم إكثار هذا النوع من النبات إما عن طريق العقلة الخشبية أو العقلة الغضة وهو يستخدم فقط لأغراض الزينة كأصيص مزهر في المنازل أو الحدائق أو على شكل أزهار قطف لمحلات تنسيق الزهور وبالإمكان استخدام أوراقه في مرحلة من المراحل لتنسيق بوكيهات الورود.

المهندس "شيراز حداد"

يصل ارتفاعه في كثير من الأحيان إلى أكثر من /3م/، وهو نبات يتميز بحساسية إيجابية للتربة الحامضية التي تكسبه لونه المميز وتزيد من نضارته وحساس سلبي للكلس والشمس التي تفقده هذه النضارة».

وعن المراحل التي تمر بها زراعة هذه النبتة يضيف "حداد" بالقول: «طريقة زراعة هذه النبتة سهلة وبسيطة فبعد تساقط أوراق النبتة وذلك في شهري كانون الأول والثاني يتم أخذ العقل الغضة ويتم تحضينها بحدود الثلاث أشهر وخلال هذه المرحلة تتحول إلى عقلة مجزرة، بعد ذلك نعمل على تجهيز التربة ونقل العقل المجزرة إلى أحواض صغيرة ويكون ذلك في شهري نيسان وأيار وبعد ذلك يتم نقلها من الأحواض الصغيرة إلى الكبيرة وتربيتها حتى تتكون الزهرة ويتم بيعها في حوض مزهر».

القرطاسية في المراحل الأولى

ويتابع م. "شيراز" كلامه: «وخلال مراحل نمو هذه النبتة لايتم وضع أي نوع من الأسمدة الكيميائية عدا شلات الحديد من أجل المحافظة على نضارة الزهرة، كذلك الأمر بالنسبة للمبيدات الحشرية التي لايتم استخدامها إلا في الحالات النادرة عند إصابة إحدى الشتول بمرض نتيجة خطأ في السقاية أو في خلطة التربة، وتتم سقاية هذه الأزهار باليد العاملة في الأحواض والحقيقة أن السقاية باستخدام المرشات المائية أفضل لكن في مرحلة من المراحل وهي مرحلة الإزهار إذا تم استخدام المرشات فإنها تؤثر بشكل سيئ على نضارة الزهرة وتفقدها حيويتها.

بينما النباتات المزروعة في الأرض والأمهات اللواتي نأخذ منهن العقل فيتم سقايتهم باستخدام الري بالتنقيط وتستهلك كل وردة حوالي /2ليتر/ً من المياه يومياً، وتختلف هذه الكمية بالنسبة للورود المزروعة في الأحواض حيث تحتاج كل وردة من/1-2ليتر/ يومياً حسب حجم الأحواض».

وتبلغ مساحة المشتل لدى المهندس"حداد" حوالي/4-5دونم/ وعن ذلك يقول: «إن أول كمية أنتجتها من هذه الأزهار كانت من أجل المشاركة في معرض الزهور ضمن الجناح الأردني للعام/1993م/ وكنت آنذاك لا أزال طالب في الجامعة، لكن فكرة زراعة هذه النبتة بشكل اقتصادي كان في العام/2000-2001م/ عندما أردنا أن نسوقها في الأسواق وعن صعوبات هذا الفترة يقول: لم يكن للسوق أي خبرة بهذا النوع من الأزهار لذلك عملنا على توزيعها بشكل هدايا لمحلات تنسيق الزهور من أجل التعريف بها، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن تعتبر من أكثر الأزهار تسويقاً، ويبلغ إنتاج "برشين" من أزهار القطف وبشكل تقريبي لصعوبة إحصائه حوالي/450000ألف/ زهرة قطف ولازالت الصدارة لها في بيع أحواض الزهور حيث يبلغ عدد أحواض الزهور التي تباع سنوياً حوالي /40-50ألف/ حوض زهور، ويبلغ إنتاج المشتل حالياً حوالي/ 25000ألف/أصيص جاهز للبيع».

ولكن كيف يتم تسويق المنتج، وماهي الأسواق التي يتم التوجه إليها عن ذلك يقول: «بعد قص الزهرة نوضبها بالماء ثم نعمل على وضعها في صناديق من أجل نقلها إلى أسواق "دمشق" و"حلب" ومنها يتم توزيع الأزهار إلى كل أنحاء البلاد وهذه العملية تستمر بشكل شبه يومي من 24/6 حتى1/8، أو يتم تسويقها على شكل أحواض زهور».