في جهد يعتبر الأول من نوعه في "سورية" أنجز المؤرخ "فايز قوصرة" بالتعاون مع المهندس "وحيد ابراهيم" معرضاً توثيقياً لكنيسة "قلب لوزة"، تضمن صوراً ورسومات للكنيسة التقطت ورسمت من قبل الرحالة الأجانب الذين زاروها منذ أكثر من مئة وخمسين عاماً.

الباحث والمؤرخ "فايز قوصرة" تحدث لموقع eIdleb عن هذا الجهد بالقول: «هذا أول معرض توثيقي أقوم به وهو بداية لمشروع كبير بدأت به وهو التوثيق بالصور والرسوم القديمة جميع المواقع الأثرية الموجودة ليس فقط في محافظة "إدلب" بل في "سورية" كلها، فكانت نقطة البداية من هنا من قلب لوزة حيث عرضت لـ 15 وثيقة لرسوم وصور قديمة التقطها ورسمها الرحالة والباحثين الكثر الذين زاروا كنيسة "قلب لوزة"، فرسموها وكتبوا عنها ومنهم: الفرنسي "دو فوغيه" عام 1862 في كتابه "سورية المركزية"، والأمريكي "هـ. بطلر" عامي 1899- 1909 في كتابيه "العمارة والفنون الأخرى"، و"الكنائس الأولى في سورية" والإنكليزية "ج. بل" عام 1905 في كتابها "سورية المهجوة والمثيرة"، وعالم الآثار الفرنسي "جورج تشالينكو" عام 1945- 1950 في كتابه "القرى الأثرية في شمال سورية"، وإن الوثائق الموجودة في هذا المعرض تعطينا فكرة عن معالم زالت من جدران الكنيسة كصورة السيد المسيح في الأعلى ونصب الملكين لذلك أطلقوا عليها كنيسة "الملائكة"، حيث أزيلت هذه الصور إما بالتعدي أو بعوامل الزمن، والوثائق المعروضة تعرض أيضاً لتطور قرية "قلب لوزة" وفي أي عام امتد العمران إليها، ففي إحدى الصور التي تعود إلى عام 1925 لا نرى بجوار الكنيسة أي بناء، حيث ابتدأ العمران تقريباً منذ عام 1930 وما بعد، وقد استغرق الإعداد لهذا المعرض حوالي أسبوعين وهو يغطي وثائق تبدأ منذ القرن الخامس الميلادي وحتى القرن العشرين»

بذلت مع الأستاذ "فايز قوصرة" جهداً كبيراً بغية إعداد الوثائق التي تعب الأستاذ "فايز" كثيراً للحصول عليها من حيث إعدادها على الحاسب وتوضيحها وإخراجها فنياً وتكبيرها وطباعتها خاصة أنها وثائق قديمة تعود إلى سنوات ماضية وتعاني من عيوب عديدة، كما قمنا بحفظ نسخ عن تلك الوثائق لتبقى أرشيف يمكن الرجوع إليه في أي وقت

وعن معارضه التوثيقية الأخرى التي يعد لها يقول: «هناك مشاريع أخرى قيد الإعداد عن مواقع أخرى في محافظة "إدلب" كـ "حاس" و"البارة" و"سرجيلا" فهذه الرسوم التي تركها الرحالة الذين زاروا تلك المواقع منذ مئات السنين وثقت لنا الكثير، وبهذه المناسبة أتمنى أن يكون هناك دعم لهذا المشروع لأنه هام جداً وقد وجهت نداء إلى السيد وزير الثقافة حول هذا الموضوع بغية دعم هذه التجربة، فكم نحن بحاجة للتوثيق وكم نحن مقصرون في هذا المجال»

الباحث فايز قوصرة

وعن دوره في الإعداد لهذا المعرض يقول المهندس "وحيد ابراهيم": «بذلت مع الأستاذ "فايز قوصرة" جهداً كبيراً بغية إعداد الوثائق التي تعب الأستاذ "فايز" كثيراً للحصول عليها من حيث إعدادها على الحاسب وتوضيحها وإخراجها فنياً وتكبيرها وطباعتها خاصة أنها وثائق قديمة تعود إلى سنوات ماضية وتعاني من عيوب عديدة، كما قمنا بحفظ نسخ عن تلك الوثائق لتبقى أرشيف يمكن الرجوع إليه في أي وقت».

يشار إلى أن المعرض افتتح على هامش الإحتفال السنوي الثالث الذي أقامته مديرية السياحة في إدلب بالتعاون مع الطوائف الإسلامية والمسيحية.

المهندس وحيد ابراهيم
من لوحات المعرض