تحظى زراعة النباتات الطبية والعطرية باهتمام كبير من مزارعي "إدلب" لمردودها الاقتصادي وتزايد الطلب عليها ما جعلها من أهم المحاصيل التي تتم زراعتها وبمساحات متزايدة سنوياً.

المزارع "مصطفى اليوسف" يقول عن واقع هذه الزراعة لمدونة وطن eSyria بتاريخ 28/11/2012: «إن اهتمام فلاحي "إدلب" بزراعة النباتات الطبية والعطرية قديم، إلا أن المساحات التي كانت تزرع بها صغيرة وعادة تكون لأغراض الاستعمال وتأمين مؤونة البيت واحتياجات الفلاحين من هذه الأصناف ومنها "الكمون"، و"الكزبرة"، و"حبة البركة"، و"اليانسون"، وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها فيما كان البعض يقوم بزراعتها لأغراض تجارية وربحية وكان عددهم محدوداً، وأيضاً المساحة التي كانت تزرع ليست بالكبيرة وذلك لعدم وجود أسواق لتصريف الإنتاج، وتدني الأسعار، وقد بدأت المساحات المزروعة بها تزداد شيئاً فشيئاً وكذلك أعداد الفلاحين المهتمين بزراعتها مع تزايد الطلب عليها وإيجاد أسواق لتصريف المنتج وتحسن الأسعار ووجود مردود اقتصادي جيد».

مع انتشار هذه الزراعة والتوسع الكبير بإنتاج المحاصيل الطبية والعطرية باتت تجارة هذه المحاصيل تجارة رائجة ورئيسية على مستوى المحافظة بشكل عام حتى باتت صادراتها في مقدمة صادرات محافظة "إدلب" وخاصة "الكمون" و"حبة البركة"

وأضاف: «تحتاج هذه الزراعة لعمل متواصل ومتابعة من المزارع وخاصة بالنسبة لموضوع الأعشاب المختلفة والضارة التي تنتشر بينها وهذا يتطلب مصاريف دائمة وإضافية تزيد من أعباء المزارع وتجعله يتراجع عن زراعتها في السنوات التي لا يكون فيها السعر مناسباً للتكاليف، ولذلك نلاحظ أن هناك سنوات تكون فيها الزراعة بمساحات كبيرة وواسعة وسنوات تتراجع فيها إلى النصف تقريباً».

نبات حبة البركة والكمون زراعة رائجة

وعن أسباب انتشار زراعة هذه المحاصيل ومناطق زراعتها قال المزارع "عيسى العمر": «إن توافر عوامل نجاح زراعة النباتات الطبية والعطرية في محافظة "إدلب" من مناخ مناسب وتربة صالحة وتزايد الطلب على مثل هذه المحاصيل جعل اهتمام مزارعي "إدلب" بها يتزايد عاماً بعد عام حتى أصبحت من أولى المحاصيل التي تزرع في بعض المناطق ومنها "خان شيخون"، و"معرة النعمان"، و"سراقب"، والتي انتشرت فيها زراعة "الكمون" و"حبة البركة" بشكل كبير حيث لا يخلو حقل من بعض هذه الأصناف، كما أنها أصبحت مركزاً معروفاً لزراعة هذه المحاصيل».

وتابع: «مع انتشار هذه الزراعة والتوسع الكبير بإنتاج المحاصيل الطبية والعطرية باتت تجارة هذه المحاصيل تجارة رائجة ورئيسية على مستوى المحافظة بشكل عام حتى باتت صادراتها في مقدمة صادرات محافظة "إدلب" وخاصة "الكمون" و"حبة البركة"».

المهندس الزراعي "محمد نور طكو" معاون مدير الزراعة قال: «النباتات الطبية والعطرية من أقدم المجموعات النباتية التي عرفها الإنسان واستخدمها لأغراض متعددة كالتداوي والتغذية وفي صنع الأدوية، ومنذ الثمانينيات من القرن العشرين تحولت زراعتها إلى زراعة اقتصادية رائجة وانتشرت في المحافظات الداخلية ومنها "إدلب" لتوافر المناخ والتربة المناسبة لزراعتها، ومنذ ذلك التاريخ أخذت المساحات المزروعة تتزايد حتى وصلت في العام 2011 إلى نحو 12 ألف هكتار، وفي العام 2012 خصصت الخطة الزراعية أكثر من 13.7 ألف هكتار لهذه الزراعات وتشكل نحو 6% من مساحة الأراضي المزروعة بالمحافظة، ومعظم المساحات التي تزرع بهذه المحاصيل هي مساحات بعلية وتبلغ 12758 هكتاراً».

كثيرة هي الفوائد الصحية والاستعمالات الطبية لهذه المحاصيل وهو الأمر الذي جعلها في مقدمة اهتمامات الكثير من المزارعين وعن تلك الفوائد قال الحاج "عبد الله الأحمد" المهتم بطب الأعشاب: «كثيرة هي الدراسات العلمية والطبية التي أثبتت الفوائد الصحية للنباتات الطبية والعطرية وهو ما أثبتته أيضاً التجربة العملية التي يتوارثها الناس جيلاً بعد جيل، فمن المعروف أن "الشمرة" تستخدم للتقوية العامة وإفراز الحليب وتسكين آلام التشنج ومهدئة تساعد الأطفال على النوم، و"اليانسون" ينشط الهضم ويسكن المغص ويزيل نفخة البطن، ومهدئ للأعصاب ومدر للحليب، أما "حبة البركة" فتحتوي على الكثير من العناصر المفيدة للجسم وتعتبر من المضادات الحيوية للعديد من الجراثيم من خلال زيادة نشاط جهاز المناعة في جسم الإنسان وفيها أنزيمات تساعد على الهضم ومضادة للحموضة».