رغم التغيرات التي طرأت على عادات وطقوس الأعراس في المجتمعات الحديثة، ما زالت "أريحا" محافظة على بعض هذه الطقوس التي تعبر عن الهوية التي يتميز بها المجتمع "الريحاوي" عن غيره من المجتمعات في باقي المدن والأرياف في "إدلب".

موقع eIdleb حضر أحد هذه الأعراس "الريحاوية" في 9/7/2008 ورصد بعضاً من هذه العادات والطقوس التي تزوج على إيقاعها أباؤنا وأجدادنا والتي أغنت العرس بلمسة من الجمال الذي ما زال يثبت هوية هذا المجتمع.

في الصباح يأتي أقرباء العريس إلى منزله ويخرجوا به إلى الحمام الشعبي بعراضة وبعد مرور فترة قصيرة في الحمام يعود إلى منزله بنفس العراضة التي خرج بها وتبقي الفرحة مستمرة لمدة سبعة أيام بعد العرس بتبادل العزائم بين العريس وأقربائه ويسمى "العرس" في "أريحا" يوم السبع أيام

السيد "محمد رشدي قربي" رئيس الفرقة الشعبية التي أحيت حفل العرس تحدث لنا قائلا: «قبل إعلان موعد العرس بحوالي أسبوع يجتمع والد العريس مع العائلة التي ينتمي إليها ويطرح عليهم فكرة العرس لزواج ابنه في يوم يقوم بتحديده ويجمع عليه جميع أقربائه ليكونوا مستعدين لهذا اليوم، قديما كانوا يدعون جميع أبناء حارتهم وأصدقائهم وتكون الدعوة، بخروج الشخصيات المهمة من العائلة ويرافقهم الطبل ويحملون باقة من الورد ويقدموا للبيت الذي يدعونه لحضور الحفلة وردة من هذه الباقة تكون بمثابة بطاقة دعوة لكن هذه الطريقة استبدلت اليوم ببطاقات الدعوة التي توزع على المدعوين».

وعن التقاليد المتبعة في اليوم الذي يسبق العرس قال "القربي": «في هذا اليوم يقوم أقرباء العريس بإحضار "الجهاز" الفرش إلى بيت العريس مع لباس العريس الذي كان في السابق "قمباز وجاكيت مع شالة و شماخ مركزيت" لكنها تغيرت حاليا واستبدلت بالبدلة الكحلية ويرافقهم الطبل ثم يذهب المدعون إلى بيت أهل العريس لتناول العشاء ويمضوا السهرة بممارسة بعض الألعاب والأهازيج.

وفي بيت العروس تكون هناك "حفلة للنساء حيث تقوم إحدى النساء بجبل الحناء بالماء ووضعه على أيدي العروس وأصابعها وسط أجواء من الفرح ترافقها الأغاني الخاصة بهذا اليوم الذي يسمى "ليلة الحناء أوليلة الوداع"» وتابع حديثه قائلا: «اليوم الثاني وهو"الزفة" تبدأ بدورة العروس حيث يحضر العريس وأهله في آخر النهار إلى منزل العروس التي تقوم بتجهيزها امرأة من أول النهار استعداد لوصول موكب العريس ثم تخرج من بيت أهلها وتركب على الفرس مع وجود بعض العادات التي كانت متبعة قديما لكن استبدلت هذه الطريقة بخروج العروس من بيت أهلها إلى السيارة المزينة مع العريس ووالدته ووالدتها وترافقهم مجموعة من السيارات برفقة الطبل والزمر يقومون بدورة على طريق "جبل الأربعين" ليبارك هذا العرس "الولي المدفون في مغارة جبل الأربعين" - حسب المعتقد- ثم يعود الموكب وتذهب العروس إلى الصالة والعريس إلى مكان الحفلة حيث يوجد هناك "شيخ شباب" مع مجموعة تساعده باستقبال الضيوف وتجلس كل مجموعة يرأسها "شيخ الشباب الخاص بمجموعته" في المكان الذي يليق بمقامها.

وبعد حضور جميع المدعوين تبدأ الحفلة التي تأخذ شكلين "إما طبل وزمر أو فرقة موسيقية مع مطرب شعبي يؤدي الأغاني الشعبية" وبعدها تقوم كل مجموعة من المجموعات الموجودة إلى ساحة الدبكة حسب حضورها، حيث ُيغنى لكل مجموعة أغاني خاصة بها وُيعزف لها عزف يتميز عن غيرها من المجموعات وعليها أن تؤدي مجموعة من الرقصات" أولها "الشيخاني" وبعدها يقوم المطرب الشعبي بإلقاء موال ثم تبدأ الألعاب أهمها "السيف والترس, والحكم, والنبود"، وعند ما تنتهي المجموعات من أداء دورها يقوم والد العريس بإحضار "البقجة" (وهي قطعة قماش ملفوفة بداخلها لباس العريس) يحملها ويرقص بها ثم يختار "شيخ الشباب" من كل مجموعة شاب ويذهبون إلى بيت الجيران ليلبسوا العريس لباس الزفة ثم يعود العريس إلى الحفلة ويمر على جميع المجموعات فيسلمون عليه ويقدموا له التهنئة وبعد أن ينتهي يخصص له مكان بجانب المطرب ويجلس على يمينه شاب أعزب يسمى وزير الميمنة وعلى يساره شاب أعزب يسمى وزير الميسرة.

ويختار "شيخ الشباب" من كل مجموعة شاب يقومون بالرقص حول العريس لفترة قصيرة، وبعدها تقوم كل المجموعات بالمشاركة بدورة العريس وُتردد المقطوعة "لزرع ورد وجوريات بروس العلاليات- لحمل جمل خالي من رخيص ومن غالي- ورهجيات ورهجيات- وروحي فدا الريحاويات"، وتردد هذه المقطوعة لكل مجموعة باسم بلدها

ثم يخرج العريس ممسكا به وزير الميمنة والميسرة بعراضة تتقدمه الفرقة الشعبية التي تردد بعض الأناشيد والأغاني إلى باب منزله حيث يردد هناك موال للعريس "جاء البشير مبشرا بقدومه ورأيت من قول البشير سرورا– والله لو وقع البشير بمهجتي لوهبتها له وكان عندي سرورا" ثم يعود الناس وهم في غاية السرور».

وبعد يوم الزفة أضاف السيد "محمد" «في الصباح يأتي أقرباء العريس إلى منزله ويخرجوا به إلى الحمام الشعبي بعراضة وبعد مرور فترة قصيرة في الحمام يعود إلى منزله بنفس العراضة التي خرج بها وتبقي الفرحة مستمرة لمدة سبعة أيام بعد العرس بتبادل العزائم بين العريس وأقربائه ويسمى "العرس" في "أريحا" يوم السبع أيام».