فنان في تسجيل الأهداف ويُعتبر من أوائل لاعبي نادي "النعمان" وأميزهم من أبناء جيله، لعب مع مركز هجوم النادي قبل خمسين عاماً وملأ الملعب وقتها حركةً ونشاطاً، امتاز بالسرعة والقوة البدنية العالية حيث كان يعرف كيف يشعل الجماهير مع تسجيل كل هدف.

إنه الحاج "عادل سراقبية" الملقب بـ "الولهة" أحد قدماء نادي "النعمان" في مدينة "المعرة" الذي لم يقتصر على ممارسة لعبة كرة القدم وحدها بل مارس عدة ألعاب وأحرز فيها الألقاب.

لم يكن لدينا في النادي من هو أشد ندية وبراعة من اللاعب "عادل"، ونحن نفتخر به اليوم لأنه أحد الأسماء اللامعة التي أعطت لعبة كرة القدم ولم تأخذ منها، وها هو اليوم يُقدم أبناءه من أجل اللعب ويعطي حبه وإخلاصه أيضاً للنادي ويراقب ويُشجع من بعيد

الحاج "عادل" يروي مشوار مسيرته الرياضية مع نادي "النعمان" لموقع eIdleb، حيث بدأ حديثه عن البدايات قائلاً: «انطلقت مع النادي في خمسينيات القرن الماضي وكان وقتها حديث العهد ويُدعى "صلاح الدين الأيوبي"، وأنا أذكر أنه لم يكن يمتلك ولا حتى قرشاً واحداً، وكنا نستأجر البيوت وندفع من جيوبنا لتكون مقرات للنادي حتى قررت البلدية إعطاءنا قطعة أرض هي مقر النادي الحالي قبل أن يتوسع، وقام اللاعبون ببناء قطعة الأرض بأيديهم، وانضويت تحت اسم النادي فترة طويلة واجهنا فيها فرقاً كبيرة مثل "الكرامة" و"جبلة" و"الاتحاد"، وفريق "الجيش" أيام مجده وكان فيه نخبة من النجوم أمثال "جورج مختار" و"أفاديس" وغيرهم، وكنت متفوقاً في مركزي كمهاجم وأنا راضٍ عما قدمته طوال الفترة التي لعبت فيها مؤدياً واجبي في أرض الملعب بكل أمانة وإخلاص، وأعتبر أن كل دقيقة قضيتها في النادي هي فترة ذهبية بحد ذاتها».

عادل سراقبية أقصى يسار الصورة

  • برأيك أي مجموعة لاعبين هي الأفضل في تاريخ النادي لعب معها "عادل سراقبية"؟
  • ** في تاريخ نادي "النعمان"، لم يبخل أحد بتقديم الدعم والمساندة من لاعبين أو فنيين، وأعتبر أن أبرز من لعب في النادي من أبناء جيلي "علي غريب"- "نعمان حديد"- "أحمد إدريس"- "راشد كسار"- "جميل غنموش"- "نعيم الكامل"- "مروان اليوسفي"- "عبد الكريم شيروط"- "أحمد حاج أحمد" و"نعيم اليوسفي" وغيرهم كُثر.

    السيد عادل في منزله

  • ما الهدف الأجمل في حياتك الرياضية؟
  • ** أعتبر أن أكثر هدف له وقع في ذاكرتي كان في لعبة مع نادي "أمية"، وكان الرهان على شطب أحد أندية المحافظة إن خسر المباراة، وحينها سجلنا فوزاً غالياً بتوقيعي ووقفت على العارضة من شدة فرحي.

    وسام قديم للنادي

  • وكيف يرى الحاج "عادل" المستوى الرياضي الذي وصل إليه "النعمان" اليوم، وما النصيحة التي توجهها للقائمين عليه اليوم؟
  • ** طبعاً ما يتوفر للاعبي اليوم من رواتب وتجهيزات وألبسة لم نكن نحلم بجزء منه مع أننا قدمنا أداء أفضل، واليوم النادي يعتمد على لاعبين من الخارج، لأن المشكلة تكمن في عدم الاهتمام بالقواعد، وهذا موضوع أُشدد عليه ليكون لدينا جيل تظهر مواهبه الرياضية وألا نعامل ذوي المواهب الرياضية باللامبالاة والتعسف، وأقدم نصيحة للاعبين هي الانضباط واحترام قرارات المدربين والإداريين ونصيحتي للإدارة أن تفرض روح الألفة والانسجام بين أعضائها ولتعلم أن النادي هو سمعة البلد ولذلك عليها أن تهتم بالقواعد فيكون لاعبو النادي يوماً ما من أبنائه، وهم من يستطيع تقديم العطاء والبذل له، وبالنسبة إلي أذكر مرة أني كنت أعمل في منطقة "الغاب"، وكان لدينا مباراة في "المعرة" فأردت السفر في الصباح، وحين لم أجد سيارة تنقلني أصريت على القدوم إلى "المعرة" جرياً، وفعلاً وصلت قبل المباراة بساعة واحدة، ولعبت في ذلك اليوم مبارتين لتكونا عنواناً على روح الحماسة الإصرار الرياضي».

  • ماذا تحدثنا عن الألعاب الأخرى التي مارستها غير كرة القدم؟
  • ** كنت ألعب الوثب الثلاثي وحققت بهذه اللعبة بطولة الجمهورية عام 1966 في "حلب"، كما أنني لعبت الملاكمة حتى أني تفوقت فيها على بطل الجمهورية آنذاك "أحمد شحادة"، وأيضاً مارست ألعاب القوى وسباحة المسافات الطويلة.

    والتقى موقع eSyria السيد "صلاح الكامل" رئيس أسبق لنادي "النعمان" عاصر فترة اللاعب "عادل سراقبية"، فقال عنه: «لم يكن لدينا في النادي من هو أشد ندية وبراعة من اللاعب "عادل"، ونحن نفتخر به اليوم لأنه أحد الأسماء اللامعة التي أعطت لعبة كرة القدم ولم تأخذ منها، وها هو اليوم يُقدم أبناءه من أجل اللعب ويعطي حبه وإخلاصه أيضاً للنادي ويراقب ويُشجع من بعيد».

    الحاج "عادل السراقبية" تولد مدينة "معرة النعمان" عام 1936، لديه خمسة أبناء ذكور، لعب أحدهم في فريق قدم الرجال سابقاً، ويلعب أصغرهم وهو "علاء" في خط هجوم الفريق في الموسم الحالي والمواسم السابقة، وعملاً بمقولة "ما أغلى من الولد إلا ولد الولد"، أورث الحاج "عادل" حفيده "عادل" لاعب شباب النعمان قوته في خط الهجوم، وأخيراً فهو يعتبر أن أهدافه الجميلة هي أوسمة غالية على صدره وضعتها الرياضة خلال ثلاثين عاماً قضاها في الملاعب الخضراء.