جعل من حقوله الخاصة مخبراً للتجارب الزراعية، فأخذ ينفذ تجاربه بمجهود فردي متواضع، أساسه الخبرة العملية والملاحظة الميدانية، كانت حالات الفشل كثيرة، ولكنه تحلى بالصبر حتى وصل لهدفه، وهو ألا تكون زراعة أشجار الكرز حكراً على المناطق الباردة والأراضي الخصبة.

المزارع " سليمان قنطار" اصطحب موقع eIdleb إلى حقوله ليقدم شرحاً واقعياً لتجاربه الزراعية حيث قال: «لقد اشتهرت قريتنا بزراعة الكرز، وأصبح محصول الكرز المصدر الأساسي للدخل بالنسبة لمعظم أفراد القرية، ومن المعروف أن شجرة الكرز تعيش في المناطق التي يزيد ارتفاعها على 800 م، بمعنى أنها تنتشر بالمناطق الباردة ولا تعيش بالمناطق الحارة أو المعتدلة، وبالمقابل فإن أشجار اللوز منتشرة في جميع المناطق المعتدلة والباردة، وبالأراضي الوعرة والحراجية، فتبادر لذهني أن استفيد من خواص شجرة اللوز، بتطعيمها كرزاً، وبالتالي أحصل على صنف جديد من الكرز أكثر مقاومةً للعوامل الطبيعية من جفاف وحرارة مرتفعة والحشرات وغيرها».

لقد اشتهرت قريتنا بزراعة الكرز، وأصبح محصول الكرز المصدر الأساسي للدخل بالنسبة لمعظم أفراد القرية، ومن المعروف أن شجرة الكرز تعيش في المناطق التي يزيد ارتفاعها على 800 م، بمعنى أنها تنتشر بالمناطق الباردة ولا تعيش بالمناطق الحارة أو المعتدلة، وبالمقابل فإن أشجار اللوز منتشرة في جميع المناطق المعتدلة والباردة، وبالأراضي الوعرة والحراجية، فتبادر لذهني أن استفيد من خواص شجرة اللوز، بتطعيمها كرزاً، وبالتالي أحصل على صنف جديد من الكرز أكثر مقاومةً للعوامل الطبيعية من جفاف وحرارة مرتفعة والحشرات وغيرها

ويتابع "سليمان قنطار" حديثه عن تجاربه قائلاً: «وفي سبيل ذلك قمت بعدة تجارب لمدة 8 سنوات على الأشجار من كلا الصنفين، فقمت أولاً بتطعيم شجرة اللوز بالكرز مباشرةًً ولكن لم تنجح هذه التجربة فقد ماتت الشجرة من السنة الأولى ، فتبادر لذهني أن أعكس العملية وذلك بتطعيم شجرة الكرز باللوز، أيضاً لم تنجح العملية فانتهيت لنتيجة وهي أن اللوز لا يطعم بالكرز مباشرةًً، ولذلك لابد من غصن وسيط يجمع بين الصنفين بحيث تكون خواصه تشبه خواص الصنفين، فاكتشفت أخيراً أن الشجرة القريبة إلى الصنفين هي الجرنك وذلك بتشابه أوراقها وثمارها مع الكرز وهي كما معروف عنها تنتمي لفصيلة اللوزيات، فقمت بوضع غصن وسيط من الجرنك بين اللوز والكرز بطول 10سم، بحيث يأخذ المواد الغذائية من اللوز ويعطيها للكرز، ثم ثبتها بواسطة لاصق عادي لتمنع دخول الهواء إلى "الطعم" (الطعم هو الغصن الذي يلتقي فيه الصنفان) لكي لا يموت، وبعدما أنهيت العمل قمت بمراقبة الشجرة لمدة سنتين وفعلاً نجحت التجربة وحصلت على الكرز من اللوز بواسطة الجرنك، كما عكست التجربة فحصلت على اللوز من الكرز بواسطة الجرنك أيضاً، وأعطت السنة الماضية ثمار اللوز فكانت الثمار لها نكهة الكرز».

كرز مطعم على اللوز

المزارع "مصطفى إسماعيل" قدم لنا صورة عن طريقة تطعيم الكرز وأهمية تجربة "سليمان قنطار" فقال: «دخلت زراعة الكرز القرية منذ 50 عاماً تقريباً وهي فترة قصيرة مقارنةً مع زراعة الزيتون والكرمة وغيرها، ومع ذلك وجد من يطور ويزيد من الخبرة في طبيعة هذه الزراعة الحديثة، فنحن نقوم بغرس المحلب وبعد أن يصبح عمر الشجرة 4 إلى 5 سنوات نقوم بتطعيمها بأغصان الكرز وذلك بشهر شباط، وللتطعيم أنواع منه "القلم" وذلك بشق جذع المحلب بشكل طولي وإدخال غصن الكرز بعد "نجفه" (تسويته بالسكين) من الطرفين ثم وضع الزفت عليه لمنع دخول الهواء للجذع، وهناك طريقة أخرى وهي التطعيم عن طريق البراعم ويتم ذلك عن طريق فصل قشرة الغصن عن اللب وإدخال البرعمة ولصقها بإحكام، وما قام به السيد "سليمان" هو خطوة جديدة بالتطعيم وزراعة أشجار الكرز، فاللوز يعيش بمختلف الظروف الطبيعية ويعمر مدة أطول من المحلب والكرز، وعن طريق هذه التجربة الناجحة أصبح بالإمكان الاستفادة من المساحات الواسعة من الأراضي الوعرة والتي لا يعيش فيها الكرز وذلك عن طريق زراعتها بشجرة اللوز ثم تطعيمها لوزاً».

يشار إلى أن السيد "سليمان قنطار" من مواليد قرية "عين لاروز"عام 1966م .

مصطفى اسماعيل وهو يطعم
محلب مطعم لوز