هو سليل واحدة من أعرق العائلات في مدينة "إدلب"، اشتهرت برجالاتها المشتغلين بالعمل السياسي وأصحاب المستويات العلمية العالية، وقد كان لنشأته في أسرة من هذا الوزن أكبر الأثر على تكوين شخصيته القيادية حيث أمضى مسيرة زادت عن ثلاثة عقود في مجال العمل القيادي، وقد عرف عنه طوال تلك السنوات الماضية نظافة اليد والإخلاص في العمل وعدم التواني عن تقديم كل مساعدة ممكنة لكل من يقصده.

الأستاذ "محمد نذير دويدري" "أبو قتيبة" استضاف موقع eIdleb في منزله، حيث بدأ الحديث عن الجو الأسري المثقف الذي رافق ولادته ونشأته: «نشأت في عائلة محبة للثقافة، فوالدي كان مزارعاً مهتماً بالعلم وأعمامي كانوا نواباً.

أندم كثيراً على عدم اتقاني اللغة الانكليزية، مع أن الظروف كانت متاحة لي جدا فعائلتنا كانت وبفضل الله مرتاحة مادياً وكان بوسع والدي أن يرسلني إلى "انكلترا" لإتقان اللغة لكني لم أغتنم تلك الفرصة، فاللغة الانكليزية تلعب دورا كبيرا في موضوع الثقافة الشخصية، ولكونها لغة عالمية فإنها تسمح لك بالاطلاع على أمور عديدة دون وسيط

في عام 1947 انتسبت إلى المرحلة الابتدائية في مدرسة "الفتح الأهلية الخاصة" في مدينة "إدلب"، وكان صاحبها الأستاذ الفاضل الشيخ "نافع الشامي" وكان يشهد له بمواقفه الوطنية المميزة، وربما أني تأثرت كثيراً بشخصيته، وبقيت في هذه المدرسة حتى أنهيت الصف الخامس في عام 1952، ثم انتقلت إلى ثانوية "المتنبي" وأكملت المرحلتين الإعدادية والثانوية، ثم انتقلت إلى جامعة "دمشق" لدراسة الأدب العربي وذلك في عام 1962، وبعد تخرجي عملت في مدرسة خاصة ثم عينت مدرساً وذلك في عام 1971، وفي عام 1973 بدأت العمل البرلماني وبقيت حتى عام 1999».

الأستاذ محمد نذير دويدري

سنوات عمله البرلماني كانت حافة بالعمل والعطاء للبلد ولأبناء البلد وعن هذه الفترة يقول الأستاذ "أبو قتيبة": «عملنا في العديد من المواضيع الهامة بمختلف المجالات فكانت البداية مع قانون التعاون السكني حيث جهدت بقدر المستطاع لإنشاء جمعية سكنية للعاملين في مجلس الشعب وللأعضاء، إلى جانب دراسة العديد من القوانين والاهتمام بتنظيم عمران المدن والاهتمام بتقديم خدمات صحية وتعليمية وغيرها للمواطنين، إلى جانب مناقشة العديد من قوانين تنظيم مختلف النقابات المهنية، وعملنا قدر المستطاع على معالجة مشاريع قوانين التي كانت تأتي إلى مجلس الشعب وكانت كثيرة جداً في مختلف المجالات».

زار عدد كبير من دول العالم وعن ذلك يقول: «حققت من خلال تلك الزيارات فرصة نادرة للإطلاع على تجارب العديد من دول العالم في مختلف مجالات الحياة، فقد زرت معظم دول جنوب شرق آسيا وعدد كبير من دول أوربا، وكانت زيارات عبارة عن وفود برلمانية منها ما يتعلق بالحوار العربي الأوربي مثل المؤتمر الذي استضافته "بلجيكا" عام 1992 ومنها ما كانت مهمات ضمن الدول العربية ضمن نشاط الاتحاد البرلماني العربي ومنها على شكل زيارات ومناقشات، وكان لتلك الزيارات وفرص الإطلاع تنعكس بشكل كبير على حماسي في العمل وطرح حلول ومقترحات بالاستفادة من تجارب تلك الدول».

في منزل الأستاذ نذير دويدري بمدينة إدلب

وعن محصلة عمل تلك السنوات الطويلة يقول: «الحمد لله رب العالمين خلال كل تلك السنوات الماضية لم أتوانى عن خدمة أي مواطن يقصدني لا في محافظة "إدلب" ولا في المحافظات الأخرى، ولم أوفر جهدا في سبيل خدمة الناس فكنت أضع نصب عيني القصة التاريخية المشهورة "جابر عثرات الكرام" وكذلك قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "إن من أمتي رجال يفزعون إليهم في الشدائد أولئك الآمنون من عذاب النار"، بفضل الله كان بيتي محجاً للناس الضعفاء والفقراء، ولم يحدث أن طلب مني أحد مساعدة سواء في مرض أو في معاناة وظيفية أو في أمور فيها مظلوم إلا وقفت لجانبه وأنجدته بقدر ما أستطيع وقد ساعدني في ذلك علاقاتي الجيدة مع الكثير من المسؤولين، وبفضل الله لم يعرف عني أنني أسعى لمطالب خاصة، ولكن كل عملي كان ضمن إطار الخدمات العامة، وكنت أعتبر بأن هذه الخدمات واجب وطني عليّ لذلك حصلت على ثقة الناس وعلى محبتهم والحمد لله في غيابي يتحدثون عني بالخير، وحالياً أحاول أن أملأ وقتي بالمطالعة والمشاركة في العلاقات الاجتماعية».

هناك شيء وحيد يندم عليه الأستاذ "دويدري" حتى اليوم وعنه يقول: «أندم كثيراً على عدم اتقاني اللغة الانكليزية، مع أن الظروف كانت متاحة لي جدا فعائلتنا كانت وبفضل الله مرتاحة مادياً وكان بوسع والدي أن يرسلني إلى "انكلترا" لإتقان اللغة لكني لم أغتنم تلك الفرصة، فاللغة الانكليزية تلعب دورا كبيرا في موضوع الثقافة الشخصية، ولكونها لغة عالمية فإنها تسمح لك بالاطلاع على أمور عديدة دون وسيط».

يقف على يمين السيد الرئيس مع الوفد الذي التقى سيادته الشهر الماضي

الأستاذ "أيمن خطاب" تربطه معرفة قديمة بالأستاذ "نذير دويدري" يقول: «العم "أبو قتيبة" هو واحد من وجهاء محافظة "إدلب" تربطني به علاقة قديمة تعود لأكثر من 15 سنة وطوال هذه السنوات ما رأيت منه إلا خيراً، ولم أسمع أحدا تحدث عنه إلا بكل خير واحترام، وهو محبوب جدا من قبل الأهالي من النواحي الاجتماعية والأخلاقية، وهو حريص جدا على مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم، والجميع يشهد بأنه ملجأ كل من يحتاج لمساعدة فهو لا يبخل أبداً في تقديم كل مساعدة منه لكل من يقصده».

يذكر أن الأستاذ "محمد نذير دويدري" من مواليد مدينة "إدلب" عام 1940 وله خمسة أولاد.