واحدٌ من أقدم العاملين في مجال الفنون الشعبية بمختلف أشكالها وألوانها، بدأ حياته مع الفنون في بداية الخمسينيات من القرن الماضي حيث انتسب إلى العديد من الفرق الشعبية كفرقة "البكار" التي كان واحداً من أعمدتها الرئيسية.

موقع eSyria التقى الفنان "عبد القادر شاباش" وسأله عن علاقته بالفنون الشعبية ورحلة البداية فأجاب قائلاً: «الفنون الشعبي هوايتي منذ الصغر حيث كنت أمارس طقوسها في المنزل والأعراس وفي موسم الحصاد وقطاف الزيتون وكنت ألقى ترحيباً وتشجيعاً من العائلة والأصدقاء الذين كانوا دوماً معجبين بأدائي، ولطالما قدموا لي النصيحة ودعوني للتخصص، وفي سن الخامسة عشرة امتثلت لرغبتهم وانضممت إلى فرقة "إدلب للفنون الشعبية" (البكار) تحت إشراف صديقي "محمد عبد الله البكار" الذي عملت معه طوال حياتي فيما بعد».

خلال مسيرتي شاركت في العديد من المهرجانات وفي مقدمتها مهرجان "بصرى" الدولي الذي شكلت مشاركتي به نقطة عبوري نحو أفق أكثر رحابة

ويضيف "شاباش": «خلال مسيرتي شاركت في العديد من المهرجانات وفي مقدمتها مهرجان "بصرى" الدولي الذي شكلت مشاركتي به نقطة عبوري نحو أفق أكثر رحابة».

مكرماً في مهرجان ادلب

ظروف صعبة مرت بها المهنة في الماضي حدثنا "شاباش" عنها بالقول: «في الماضي كانت الفنون الشعبية فقيرة من ناحية الدعم المادي وكانت تعتمد على جهود العاملين بها، حيث كنا نعمل مجاناً وندفع من جيوبنا لكي تستمر هذه المهنة ويستمر عطاؤها، أما اليوم فالظروف اختلفت أصبح هناك دعم وأموال تدفع ووزارة تهتم بالحفاظ على التراث، ومع أن هذا التراث طرأت عليه بعض الإضافات لكنه مازال محافظاً على نفس الروح».

لا شك أن العلاقة القديمة التي جمعت "شاباش" بالرقص والدبكات الشعبية أمتن من أن نفصل بينها وبين هذا الرجل، لأنه عرف من خلالها، كما كان أحد الذين حملوها رسالة قيمة لإيصالها للأجيال اللاحقة، يقول: «مازلت حتى يومنا هذا ملتصقاً بهذه المهنة رغم عدم قدرتي على مزاولتها الآن، لكني أستطيع تقديم خبراتي لمن يعملون بها، وكل من يطلب مني أية مساعدة أستقبلهم وأقدم لهم جلّ ما أعرفه وأدربهم ولا أبخل عليهم بشيء، كما أنني متابع لمعظم المهرجانات أتغذى منها وأستمتع بحضورها وأتمنى لو أني أستطيع النهوض والمشاركة لكن العمر أخذ حقه مني».

عبد القادر شاباش

مازال "عبد القادر شاباش" حتى يومنا هذا يرتدي الزي القديم لمحافظة إدلب وهو أحد الأشياء التي تجعله على ارتباط بالتراث بكل تفاصيله، يحدثنا عن علاقته بهذا اللباس بالقول: «هذا لباسي منذ أكثر من سبعين عاماً، أرتبط به ارتباط الطفل بأمه فلا أستطيع أن أغيره أو أن أستغني عن قطعة واحدة منه، فلو ملكوني الملايين لا أستطيع أن أنزع عن رأسي وأن أمشي أمام الناس، ولكن هذا لا يعني أني لا أحترم الأزياء التي يرتديها الجيل الجديد، بل أحترمه وأتقبله وأقدر أن الشباب عليهم أن يسايروا عصرهم كي لا يكونوا غرباء عن مجتمعهم».

بقي أن نذكر بأن السيد "عبد القادر شاباش" من مواليد محافظة "إدلب" في العام "1942" وهو متزوج ولديه ولدان أحدهما ينظم الشعر ويكتب أغانٍ على الطراز القديم.

لا يتخلى عن زيه التراثي