"لا تقل أصلي وفصلي أبداً.. إنما أصل الفتى ما قد حصل"، كلمات تعبر عن شخص ينتسب إلى عائلة من أعرق عائلات "المعرة"، "زاهر اليوسفي" الطبيب الذي كان له عظيم الأثر في مجال الرياضة تبعتها السياسة ملتحقاً بركب من حقق إنجازات اجتماعية وسياسية كبيرة من "آل اليوسفي" مثل "فهمي اليوسفي" السياسي الشهير في العائلة الذي شغل مناصب كبيرة في الدولة.

موقع eSyria التقى عضو مجلس الشعب وأقدم رياضيي "المعرة" الطبيب "زاهر اليوسفي" الذي يُعتبر من الشخصيات اللامعة التي تركت عظيم الأثر في ميادين عديدة وليتحدث في البداية عن نشأته قائلاً: «ولدت في عام 1955 في الحي القبلي جانب السوق، كان والدي "عثمان اليوسفي" ملاكاً للأراضي، ولديه من الأولاد ثلاثة شباب وست بنات إحداهن أكبر من والدتي، وهي الزوجة الثانية لأبي، حيث كان يكبرها بـ ستٍ وعشرين عاماً.

أعتبره ناجحاً ودقيق الحدس والتشخيص في مجال الطب، وليس من المستغرب تميزه، فهو الصديق الحميم للرياضة والرياضيين في "المعرة"، ويحاول ضمن إمكانات منصبه دعم ذلك القطاع الذي ينقصه التمويل بالدرجة الأولى، وهو لا يُقصر مع أي إنسان يقصده في خدمة

درست في مدارس "المعرة" حتى تحصلت على الثانوية العامة، أحببت الرياضيات والرسم، وتمنيت الدخول في كلية الهندسة لكن رغبة الوالدة كانت إدخالي فرع الطب، ودخلت جامعة "دمشق" لأنتقل بعدها إلى جامعة "حلب" عام 1973 وأتخرج عام 1979، وكانت علاقتي مع مدينة "حلب" علاقة ملأى بالذكريات الحية من الصداقة الممتعة وممارسة الرياضة بشكلٍ أوسع».

زاهر اليوسفي إلى جانب أحد إداريي النادي

وفي الحديث عن حياته الأكاديمية أكمل "الدكتور "زاهر"، حيث قال: «رغبة والدي لم تنته عند دراستي الطب بل وقفت تلك الرغبة عائقاً تجاه تخصصي، وكنت أقول دائماً ربحت رضا الوالدة وخسرت الاختصاص، لذلك فإني لا أعتبر مسيرتي في الطب ناجحة، وعلى الرغم من ذلك كله كان الجميع مُعجباً بقدرتي على قرن دراسة الطب بأنشطة أخرى كانت الرياضة تحتل أولها وليس آخرها، فكان المرحوم "اسماعيل اليوسفي" رئيس نادي الاتحاد الذي كنت ألعب في صفوفه يستغرب من نجاحي الدراسي، والمفارقة أني لم أحمل أي مادة في الجامعة رغم ممارسة أنشطتي في مجالي الحزب والرياضة، والضحية كانت هي أوقات فراغي ليس إلا».

حياة الدكتور "زاهر" الرياضية ملأى بالأحداث والمفاجآت، حيث قال عنها: «بدأت اللعب أواخر الستينيات في النادي القريب مع أخي "عبد القادر"، استهوتني كرة القدم في الثالث الإعدادي، فلفت نظر مدرب النادي "مصطفى ادريس" ودعاني للعب في فريق الرجال، رغم اعتراض مجموعة من اللاعبين على صغر سني، عاصرت خمسة أجيال كروية في نادي "النعمان"، والكثير من الرياضات بداية بكرة القدم إلى السلة واليد والطاولة، انتقلت في عام 76 إلى نادي "الاتحاد" خلال فترة دراستي الجامعية لألعب كأساسي ظهير أيمن، وكسبت خبرة كبيرة في الاحتكاك مع كبار الرياضيين، وحققنا آنذاك بطولة الجامعات السورية، ولعبت أيضاً في "إدلب" حاملاً شارة الكابتن، وأخيراً عدت إلى "النعمان" لأتولى رئاسة مجلس إدارة النادي فترة من الزمن، وأعتبر أن أجمل هدف حققته خلال حياتي الرياضية كان على فريق "الجزيرة" في دوري الدرجة الثانية، وأجمل مباراة كانت مع نادي "أمية" في منافسة حادة لشطب أحد الناديين وفزنا وقتها بهدفين اثنين، واليوم أتابع في هذا المجال، حيث لعبت مؤخراً مع فريق قدامى النادي، ولم أقرر الاعتزال بشكل رسمي منتظراً قرار النادي في هذا الشأن».

زاهر اليوسفي في طفولته

"زاهر اليوسفي" المواطن الطبيب يجلس في عيادته طوال أيام الأسبوع، ليس من أجل التكسب بل من أجل مجالسة أصدقائه العاديين أو قدامى الرياضيين، وليستمع إلى كل من لديه طلب أو قضية ما، وعن ذلك تحدث قائلاً: «أعتبر منصبي منصباً تكليفياً وليس منصباً توظيفياً، لهذا أميل إلى مجالسة أهالي مدينتي في العيادة حتى ألامس آلامهم العضوية والنفسية على حد سواء، ما حققته حتى الآن لا يعتبر كافياً بل أطمح إلى أمور أخرى وأبرزها إحداث مؤسسة أو شركة تشغيلية تستوعب الكثير من الشباب العاطلين عن العمل».

السيد "محمود الضبلط" صديق قديم للطبيب "زاهر" تحدث عن زميله قائلاً: «أعتبره ناجحاً ودقيق الحدس والتشخيص في مجال الطب، وليس من المستغرب تميزه، فهو الصديق الحميم للرياضة والرياضيين في "المعرة"، ويحاول ضمن إمكانات منصبه دعم ذلك القطاع الذي ينقصه التمويل بالدرجة الأولى، وهو لا يُقصر مع أي إنسان يقصده في خدمة».

السيد محمود الضبلط