إقبال كبير يشهده المخيم الطبي الصيدلاني الذي يقيمه الاتحاد الوطني لطلبة سورية في قرية "ابلين" في منطقة "أريحا" في محافظة "إدلب" وذلك ضمن فعالية المخيمات الطلابية التطوعية.

فالزائر إلى المخيم يلاحظ الإقبال الكبير من قبل أهالي القرية والقرى المجاورة بمختلف أعمارهم لتلقي العلاج والدواء مجاناً في اختصاصات: الأطفال والسنية والداخلية والعظمية والجراحة والنسائية، وبمعدل يتجاوز 500 مراجع يومياً وقد عبّر المواطنون عن سعادتهم الغامرة بهذه المبادرة وهذا ما أكده السيد "عبد الغني خليل" في حديثه لموقع eIdleb بتاريخ 26/7/2010 حيث يقول: «خدمات مهمة جداً يقدمها هذا المخيم لأبناء هذه القرية والقرى القريبة منها وهي بادرة غاية في الأهمية لكون المنطقة هنا فقيرة والمواطن غير قادر على زيارة الأطباء والمشافي الخاصة وحتى معاملة الأطباء المتطوعين للمراجعين طيبة ومحترمة تراهم يقدمون خدماتهم كأنهم ينالون أجرا عليها لذلك شكر جزيل أوجهه لهم باسم أهالي هذه القرية وللجهة التي نظمت هذه المبادرة الإنسانية».

معظم الأهالي هنا أوضاعهم المادية صعبة وشيء عظيم أن تصل الخدمات الطبية والدواء مجانا إلى بيوتهم

ويضيف السيد "مصطفى العلوش": «معظم الأهالي هنا أوضاعهم المادية صعبة وشيء عظيم أن تصل الخدمات الطبية والدواء مجانا إلى بيوتهم».

الدكتور فداء جنيدي

وفي وقفة مع بعض الأطباء المتطوعين يقول الدكتور "فداء جنيدي" اختصاص طب أطفال في مشفى "الأسد" الجامعي في "اللاذقية": «نقدم خدماتنا اليوم لعدد كبير من المرضى المحتاجين لهذه المساعدة حيث نقوم بفحصهم بشكل جيد معظم الحالات التي تأتينا كانت عبارة عن التهاب أمعاء وذوات رئة وإنتانات بولية وبعض الحالات شحوب وفقر دم وهذه الحالات يتم معالجتها بالدواء نوصف له الدواء المناسب ليحصل عليه مجانا من الصيدلية المجاورة أما الحالات التي تتطلب مشفى فيتم تحويلها إلى المشفى الخيري في "كنصفرة"، وبعض الحالات أفات قلبية وضمور دماغي ومثل هاتين الحالتين يتم تحويلها إلى المشفى، وأنا سعيد جدا بالمشاركة في هذا المخيم لأن عملنا كأطباء بالأساس هو عمل إنساني».

الدكتور "علاء العنيد" اختصاص جراحة عامة من مشفى الأسد الجامعي في اللاذقية قال: «في بعض الإصابات تكون الإصابات رضية لذلك تكون مكتشفة سابقا أما في حالات الجراحة العامة والجراحة البولية فهناك حالات يتم اكتشافها هنا ولا يعلم المريض بوجودها سابقا ولوجود المخيم أهمية كبيرة جدا كونها منطقة بعيدة وفقيرة نسبيا وهي بأمس الحاجة للخدمات الطبية وخاصة المجانية ونحن في غاية السعادة بتواجدنا بينهم نقدم لهم ما نستطيع من مساعدة طبية وعلاجية علها تكون مبادرة لسد هذه الثغرة الموجودة في هذه المنطقة وإحساس جميل أن تشعر بأنك تفيد الآخرين وتخفف عنهم التعب والمرض».

الدكتورة هبة عجان

وكما أن كل عمل لا يخلو من بعض النواقص والسلبيات فهناك بعض الملاحظات التي يضعها بعض الأطباء على هذا المخيم وعن بعضها تتحدث الدكتورة "هبة عجان" اختصاص جلدية من مشفى الأسد الجامعي في اللاذقية: «بشكل عام شيء ممتاز أن تجد متطوعين شباباً راغبين بتقديم خدماتهم للمواطن المحتاج ولكن السعادة تكون أكبر عندما تكون هذه الفائدة أكبر فنحن مثلا نعاين عدداً من المرضى وعندما نكتب لهم الوصفة نفاجأ بأن بعض الأدوية غير موجودة في الصيدلية المجانية وللأسف هناك عدد لا بأس به من الأدوية غير موجود، وأبرز فكرة في هذا المخيم المجاني أن يحصل المريض على الدواء مجانا وإلا فما الاستفادة من ذلك؟ إلى جانب أن بعض الأدوية الموجودة في الصيدلية ليست نوعية، لذلك حبذا لو قام الأطباء أنفسهم بإعداد قائمة الأدوية التي تحتويها الصيدلية المجانية المرافقة للمخيم».

الآنسة "سلام عزيزي" رئيس فرع اتحاد الطلبة في "إدلب" بينت أن: «المخيم الطبي يستقبل المواطنين ضمن فترتين صباحية ومسائية وهناك إقبال كبير يتجاوز الـ 500 شخص يوميا من مختلف الأعمار وسيتم نقل الحالات التي تتطلب دخول المشفى إلى مشفى "كنصفرة" الخيري الخاص، كذلك تشمل فعاليات المخيم الطبي الصيدلاني مسحاً طبياً للمنطقة من أجل معرفة الأمراض الأكثر انتشاراً، وإجراء مسح شامل لحالات الخلع الوركي المهملة ومعالجتها، وإقامة ورشة عمل حول الإيدز ومخاطره وطرق العدوى، إلى جانب أنشطة أخرى كإقامة دورة إسعافية أولية لإداريي المدارس وأهالي منطقة "أريحا" مع توزيع حقيبة إسعافية لكل مدرسة».

صيدلية الأدوية المجانية المرافقة للمخيم

الجدير بالذكر أن المخيم الطبي الصيدلاني بدأ فعالياته بتاريخ 24/7/2010 ولمدة أربعة أيام حيث اختتمت بنهايته نشاطات المخيم الطلابي التطوعي في محافظة "إدلب".