توسعت الثورة التقنية التي شهدها العالم خلال العقدين الأخيرين ولاسيما في الجانب المعلوماتي، وكان الشباب الأكثر تأثراً بها والأكثر توجهاً نحو استخدامها، وكان الانترنت أحد أهم تلك التقنيات الحديثة التي فتحت الباب أمام الكثير من الاستخدامات العلمية والعملية إضافة إلى بعض الاستخدامات غير الصحيحة أو السلبية التي أثرت على جيل الشباب.

وكان لا بد من التوجه إلى الشباب لتعريفهم بفوائد هذه التقنية واستخداماتها الصحيحة ومخاطر استخدامها السيء حيث كانت الورشة التدريبية التي أقامها فرع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بالتعاون مع فرع شبيبة الثورة في "إدلب" بتاريخ 19/1/2011 جزءاً من ذلك النشاط وتم فيه مناقشة تلك الأمور مع الشباب المشاركين بالورشة التي تضمنت عدة من المحاور منها الانترنت والهاتف النقال والألعاب الإلكترونية وأمن المعلومات.

استفدت من هذه الدورة معرفة أهم الفوائد التي يجب أن يُستخدم الانترنت لأجلها، وأهم السلبيات التي تجعل من هذه الشبكة وسيلة للقضاء على الشباب، وإضاعة لوقتهم ومستقبلهم على حساب لا شيء، كما قد توضح لي العديد من النقاط السلبية التي كنت أقع فيها من خلال استخدام الانترنت ولم أكن على معرفة بها

المهندس "فراس شيخ كريم" رئيس فرع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في "إدلب" تحدث خلال الورشة عن الشباب والانترنت والفوائد والمحاذير حيث قال: «كثيرة هي فوائد "الانترنت" في حياة المجتمع وجوانبه الايجابية فيما لو استخدم في الطريق الصحيح، فمن نشر المعلومات والثقافة وإتاحته المعلومة بأقل وقت وتكلفة ممكنة ومجانية الحصول على البرامج وفي شتى مجالات نتاج الفكر البشري إلى الاستمتاع بالهوايات المفضلة وكذلك ميزة البريد الالكتروني التي عملت على ضغط المسافة وتقليصها بين مستخدمي الانترنت، وبالتالي عملت هذه الشبكة على حفظ ونقل وإرسال وسرعة تبادل البيانات التي يحتاجها المجتمع في عملية تطوره».

المهندس فراس شيخ كريم

ويضيف: «ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فشبكة "الانترنت" كغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة كان لها مظاهر إيجابية لا تخفى على أحد ولكن الجميع لم يستطع التنبؤ- بسهولة- بخطورة الجوانب السلبية التي يقع فيها جميع مستخدمي الشبكة، وفئة الشباب على وجه التحديد، ويمكن تقسيم هذه الأضرار إلى عقائدية، وذلك من خلال وجود عدد من المواقع التي تدعو إلى العقائد الخبيثة والباطلة الزائفة والتي تستهدف الشباب وتستطيع من خلال التكرار التأثير فيهم وبالتالي حرفهم عن العقيدة الصحيحة التي تربوا عليها، إضافة إلى الأضرار الأخلاقية والتي من أهمها المواقع الجنسية، وما تلعبه من عملية هدم للطاقات الشبابية، وتهميش للفكر الإنساني لدى فئة الشباب، وكثرة هذه المواقع جعلها في متناول العديد من الأشخاص، كما يوجد العديد من الأضرار النفسية والجسدية التي يحدثها استخدام الشبكة والتي منها الإدمان على استخدامها بشكل مفرط ولساعات متواصلة، كما أدى ذلك إلى فقدان التفاعل والتواصل الاجتماعي والتحلي بطابع الفردية والانعزالية بين فئة المستخدمين، والرهاب ايضا الذي لا يقل خطورة على الشباب من الادمان ومن ثم العمل على تفريغ العديد من القيم والعادات الاجتماعية من محتواها، ومن أهمها الصداقة وذلك من خلال تكوين عدد من الصداقات الوهمية، والأهم من ذلك هدر وضياع الوقت من غير أي فائدة تعود على حياة الشاب، فالحل الوحيد لهذه المشكلات القائمة هو التوعية والتوجيه الصحيح وخاصة من قبل الأسرة والأهل، وكل الجهات المعنية بالمجتمع، وإيجاد آلية لمنع نشر المواد المضرة وحظر المواقع الهدامة والمخلة بالآداب».

وفي لقاء لموقع /eIdleb/ مع الشباب المشاركين بالورشة تحدثت "سماح شاوي" قائلة: «إقامة ورشات كهذه لها أهمية كبيرة على حياة الشباب، فكلنا غارق بما أنتجته التكنولوجيا، وكلنا على تواصل مع الانترنت ولفترات طويلة، فهذه الورشة عملت على توضيح العديد من المفاهيم المغلوطة التي كنا نقع فيها عن قصد أو من غير قصد، فبالنسبة لفوائد الانترنت لا تحتاج لأي أحد لأن يوضحها حيث عملت هذه الشبكة وسهلت لأي شخص الوصول لأي معلومة يرغبها وبكل وقت، وكانت سبيلا للتعارف والتواصل بين عدد من الأشخاص مختلفي الثقافات ووجهات النظر، ولكن المخاطر الكامنة وراء ذلك استطعت من خلال المشاركة بهذه الورشة تحديدها وتبينها للعمل على تلافيها في المستقبل».

جانب من الورشة

أما الشاب "محمد مصري" فيقول: «استفدت من هذه الدورة معرفة أهم الفوائد التي يجب أن يُستخدم الانترنت لأجلها، وأهم السلبيات التي تجعل من هذه الشبكة وسيلة للقضاء على الشباب، وإضاعة لوقتهم ومستقبلهم على حساب لا شيء، كما قد توضح لي العديد من النقاط السلبية التي كنت أقع فيها من خلال استخدام الانترنت ولم أكن على معرفة بها».

بعض المشاركين بالورشة