كلماته كانت أداته ليحكي واقعه منذ صغره. كتب الشعر في فترة مبكرة لكنه لم يكن يدر بموهبته بعد فظن أن شعره ليس إلا تعبيراً عن أفكار تختلج في صدره. وتمر السنوات ليسير في طريق الأدب فتعلم فنونه وأتقن علم العروض ليجد نفسه يكتب الشعر الموزون وشعر التفعيلة.

الشاعر "عبد الغني عون" الذي التقاه موقع eIdleb بتاريخ 16/12/2008/ في منزله ليحدثنا عن تجربته الأدبية وكتاباته النقدية التي جاءت على شكل محاكمات لمواضيع أدبية أو لشعراء قدامى أو محدثين وعن تجربته بدأ حديثه قائلا: «بدأت بكتابة الشعر في فترة مبكرة وأثناء دراستي كنت أكتب الشعر كما يقال بالسليقة لأنني لا أعلم شيئاً عن علم العروض والتقطيع وكنت أكتب بعض المقطوعات الشعرية وأعرضها على أساتذتي فتخرج جميعها شبه موزونة حيث لعبت الوراثة دورها في هذا المجال فكانت والدتي وهي شبه أميّة تقول الشعر العامي الموزون».

بدأت بكتابة الشعر في فترة مبكرة وأثناء دراستي كنت أكتب الشعر كما يقال بالسليقة لأنني لا أعلم شيئاً عن علم العروض والتقطيع وكنت أكتب بعض المقطوعات الشعرية وأعرضها على أساتذتي فتخرج جميعها شبه موزونة حيث لعبت الوراثة دورها في هذا المجال فكانت والدتي وهي شبه أميّة تقول الشعر العامي الموزون

ويضيف قائلاً: «بقيت هذه الهواجس الشعرية تلاحقني حتى شاءت الأقدار وانتسبت إلى كلية الآداب قسم "اللغة العربية"، حيث اطلعت على تجارب الشعراء من خلال قراءتي للكتب، وصقلت هذه الموهبة التي أخذت في طريقها للظهور من خلال دراستي للغة وعلم العروض والبديع فبدأتُ بالظهور في الأمسيات الأدبية التي تقيمها المراكز الثقافية وكانت أول مشاركة لي عن طريق "اتحاد شبيبة الثورة" في أحد المهرجانات.

السنون لم تمنعه من طرق أبواب الحداثة

فقد شاركت في صالة "الخنساء" في "إدلب" بقصيدة بعنوان "الشهيد" ومع مرور الوقت ونضج التجربة والدخول في واقع الحياة المعاشة من خلال مجموعة من المآسي الاجتماعية والكوارث الطبيعية تمثلت بمذهب الواقعية، حتى الحب والعشق انطلقت فيه من واقع المعاناة بعيداً عن الخيال والتحليق والعاطفة المتقدة.

هذا لا يعني أني لست رومانسياً بل على العكس فأنا أرى أن الخيال والتحليق نوع من الضياع حيث لا أومن بمقولة "المعنى في قلب الشاعر" لأنني أعتبر أن هذا الشاعر يتمثل بنوع من الغرور عندما لا تتوافق كلماته مع واقع الحال عند الإنسان البسيط والإنسان العادي فهذا يعتبر نظرة فوقية وطبقية من الشاعر فأنا أعتبر نفسي ممن يكتبون بالأبيض والأسود».

الشاعر في منزله

  • هناك مقولة تقول أن الأدب نتاج الطبيعة فهل لمست هذا في تجربتك؟
  • ** نعم الأدب هو ابن البيئة فإذا خرج الأدب عن بيئة كاتبه أصبح ضياعاً. فأنا ابن الطبقة الكادحة كتبت عن "الفلاح" عن "النجار" عن "المظلوم" عن "الطالب الفقير" عن "المعاناة الإنسانية" لأني ابن هذه البيئة ولم أكتب عن القصور والفنادق الفخمة لأني لا أعرفها، أنا إنسان بسيط أحب التسامح ولا تغريني القشور والبهرجة فهذه بيئتي وهكذا كتبت.

    الشاعر والخروج من قوقعة الماضي

  • ما رأيك بالتحديث الأدبي كما يقال الذي انتشر في الفترة الأخيرة؟
  • ** لا شك أن التحديث مطلوب في زماننا هذا ويجب على الإنسان أن يخرج من قوقعة الماضي لكن يجب على المحدث أن يكون حذراً حتى لا ينخرط في مهاوي التحديث ويبتعد عن جذوره التاريخية فبين القديم والحديث تكون الحضارة، كما أن الحداثة لا تعني الاغتراب فهي بنت البيئة مضاف إليها مجموعة المعارف والفنون التي يمتلكها الفرد.

  • ما الفنون الأدبية التي كتبت فيها؟
  • ** تنوعت كتاباتي بين الشعر والنقد وكتبت الشعر بطريقة "الأوبريت" الغنائي حيث مثلت مجموعة من القصائد في فروع الطلائع وهي ومسجلة في أرشيف "التلفزيون السوري" وهذا النوع من الشعر يعطي حيوية أكثر في الخروج من الأوزان والقوافي فهو أكثر ما يشبه النص المسرحي كما كتبت القصة القصيرة في البداية لكني لم أعد إليها لأن الشعر هو الذي أخذني حيث كان نتاجي الشعري مجموعة من المجموعات الشعرية ومنها "نبضات على جدار الزمن" و"البعد الرابع".

    أما النقد فكان من خلال مجموعة "لا اخضرار بلا جذور" حيث قمت بمحاكمة بعض الشعراء بطريقة نقدية مسرحية وتم تمثيلها في جميع المراكز الثقافية في محافظة "إدلب" وفي "دمشق".

    من الجدير بالذكر أن الشاعر "عبد الغني عون" من مواليد "معر تمصرين" عام /1949/، يحمل إجازة في الآداب قسم اللغة العربية ويعمل مدرساً في ثانوية البنات في بلدته.