«أنا شاعر متفائل كالطير في الجو الفسيح لا المدح لوثني ولا الزمن القبيح تلقى على قلبي قضايا موطني وعلى جراحي رجع آهات الآذن أو نواقيس المسيح متمرد قالوا تمرّد أَدركوه فأجبتهم ما ضرني متمرد متمرد متمرد عنوان شعري صرخة الشعب الجريح».

بهذه الكلمات وصف لنا نفسه الشاعر "محمد خالد خضر" عندما التقاه موقع eIdleb بتاريخ /15/2/2009/ ليحدثنا عن مسيرته الأدبية التي اتسمت بالطابع الوطني حتى لا يكاد بيت من أبيات الشعر إلا وجد في حروفه رائحة الوطن حيث بدأ بالحديث قائلا: «منذ طفولتي اكتشف أساتذتي في المدارس أنني أملك موهبة أدبية فكنت أشارك في الاحتفالات الوطنية مرتجلا الكلمات الحماسية ثم تعتقت موهبة الشعر عندي من خلال المطالعة والقراءة في تجارب الشعراء والمثقفين وبرعاية من والدي حتى تمكنت من طبع ديواني الأول "سأعود مرفوع الجبين" قبل أن أنهي المرحلة الثانوية».

منذ طفولتي اكتشف أساتذتي في المدارس أنني أملك موهبة أدبية فكنت أشارك في الاحتفالات الوطنية مرتجلا الكلمات الحماسية ثم تعتقت موهبة الشعر عندي من خلال المطالعة والقراءة في تجارب الشعراء والمثقفين وبرعاية من والدي حتى تمكنت من طبع ديواني الأول "سأعود مرفوع الجبين" قبل أن أنهي المرحلة الثانوية

  • قرأت قبل أن تكتب ومالذي قرأته؟
  • الشاعر محمد خالد خضر في المكتب

    **أنا مولع بالأدب الجاهلي فلا أجمل من عنترة عند ما يقول /وأغض طرفي ما بدت لي جارتي/ حتى يواري جارتي مأواها/ وهذا الأدب مرتكز ثقافتي الأدبية ثم قرأت من أدباء العصر الحديث والثوريين منهم الذين لم يفاوضوا أو يساوموا فأنا كتبت وسأبقى ضد كل الذين قبلوا ولو بنظرة هادئة إلى الكيان الصهيوني فأنا أحب "أمل دنقل" و"نزار قباني".

    *هل الأدب في "إدلب" يرقى إلى مستوى الأدب الجيد؟

    ديوان ذكريات في الوادي الشرقي

    **تدخلت بعض الجهات الممولة للأدب وكانت راعية لما حدث في "إدلب" حيث تكونت ُشلّلية ثقافية بعيداً عن الموهبة وعن الحالات التي تخدم المصلحة العامة فطغى الجانب المادي وطغت النزعة الأيديولوجية بعيداً عن الجهات المشرفة وليس بمقدورنا أن نضع القاعدة الشعبية التي ولت هاربة مما لا يُعترف ولا يُقتنع به.

    "فإدلب" بلد كان منها "هنانو" و"مصطفى الحج حسين" و"عقيل الإسقاطي" فهي بلد ثائرة لا يمكن أن تتلاءم مع مسخرات الرقص الشعبي وهز الخصر والأشياء التي تبدأ بكأس وتنتهي بكأس ما لم تكن المصلحة الوطنية هي العليا في البداية والنهاية.

    *هل ما نشاهد في صفحات الأدب بالصحف والدوريات يرقى إلى مستوى الأدب؟

    ** أقول حسب ماهو موثق عندي أنه لا علاقة للجهات الراعية والمشرفة بما يجري كما أسلفت فهناك جهات باتت تمتلك القرار الاقتصادي ومتعاونة مع الكوادر الاقتصادية، وهذه الجهات أدخلت هذه الحالة على الثقافة فكثيراً من هؤلاء الكتاب كانوا يعملون بمهن لا تمت إلى الأدب بصلة وفجأة أصبحوا كُتاب وهذه الجهات سربتهم للصحف وإلى الإعلام المقروء والمرئي وبالتالي هؤلاء لا يستطيعون التمييز بين النص المقبول شعبياً والنص المُنفر وما كان لهم إلا أن يتركوا الأمر إلى ماهو عليه حتى لو استيقظ "امرؤ القيس" من قبره فهو ليس كاتب وهذا ما أضر حتى بالوجه الإعلامي فنحن نهاجم آلاف المرات وطنياً وهؤلاء لا تهتز لهم خشبة فمتى تهتز السيوف.

    *ماهي الأجناس الأدبية التي تطرقت إليها في كتاباتك وهل كتبت النقد؟

    **كتبت الشعر ولم يخرج الوطن من قصيدة كتبتها حيث جرى في شرايين قصائدي وكتبت إلى جانب الشعر المقالات الصحفية والنقدية حيث ملئت الصحف بمقالاتي النقدية، واعتمدت على المنهجية والثقافة الأدبية والركائز والأسس العلمية وابتعدت عن العرض والكلام الذي لا يجدي نفعاً ثم ابتعدت كلياً عن الظلم لذلك لا يمكن أن أنسى هاتف قد جاءني ذات مرة مهدد بالقتل بعد صدور مادة نقدية في الصحف وهو موقف يثير الضحك ويبقى ذاكرة مستمرة ويوثق ما تحدثت عنه في عالمنا الأدبي، وكتبت الرواية ولي رواية تحت الطبع حالياً.

  • كتبت الشعر الوطني والقومي كيف ظهرت هذه الاتجاهات عندك؟
  • **إن التربية التي تزرع في ضمير الطفل هي التي جعلتني أكتب الشعر الوطني حيث كبرت المعتقدات معي وأصبح من الصعب أن أرى حبة تراب من وطني تظلم سواء كانت في اعتداء أو رشوة أو حتى "تلطيش فتاة في الشارع فأنا أعتبرها ضد الوطن" لذالك أسقطت كل المؤامرات على أعتاب قصائدي.

    *شاعر الوطنية ألا يمكن له أن يكون شاعر رقيق يكتب الشعر "الوجداني" و"الرومانسي" و"الغزل"؟

    **نعم يمكن لشاعر الوطنية أن يكتب الغزل إلا أن الشاعر الحقيقي هو الذي يترفع على كل الأشياء عندما يرى صبية تنادي "وا معتصماه" أو رجل مستضعف أو حبة تراب مغتصبة فكيف يتمكن الشاعر من كتابة الغزل وكل العيون ترى حرمته وترى صدر حبيبته وتراقب حتى رجع صدى حذائها.

    *ما طبيعة الشعر الذي تكتبه ومار أيك بالحداثة الأدبية؟

    الشعر الموزون العمودي هو أبو الشعر ولم يترك الشعراء صورة إلا وأتوا بها. والتفعيلة هي صنف من هذا الشعر وإذا أردنا أن نطور الشعر فعلينا أن نأتي بشعر أكثر تعقيدا وأكثر قوة وأكثر وصولا إلى قلب القارئ فأنا كتبت الشعر الموزون بأنواعه ولا يمكن لي أن أقول عن أدب آخر أنه شعر ما دام بمقدور أي مثقف أن يكتب آلاف القصائد ويملؤها بالتهويم والرموز المتعبة ويدّعي أنها شعر ويَّطرُ بالنتيجة إلى الدخول في إطار الشللية لأن القاعدة الشعبية لا تصفق له بعد أن توفرت لديه القناعة أنه شاعر فلا يمكن أن يتخلى عن مغريات هذه التسمية حتى على حساب شعبه ووطنه.

    مالذي نشر للشاعر "محمد" وهل حصلت على جوائز؟

    نشر لي سبعة مجموعات شعرية

    المجموعة الأولى "سأعود مرفوع الجبين"

    والمجموعة الثانية "صرخة في زمن الصمت"

    والمجموعة الثالثة "ذكريات في الوادي الشرقي"

    والمجموعة الرابعة "عبير الياسمين"

    والمجموعة الخامسة "السقوط في مدينة مغلقة"

    والمجموعة السادسة "لعينيك كل هذا الحب"

    والمجموعة السابعة "امرأة مهددة بالسبي"

    أما الجوائز:فأنا لم أتقدم لأي جائزة لأنني لا أقتنع بأن هناك لجنة تزيل بصماتها وتحكم بموضوعية أي كان نوع هذه البصمات.

    ويشار إلى أن الشاعر "محمد خالد خضر" من مواليد عام /1964/ قرية "المغارة" في "جبل الزاوية" وهو عضو اتحاد الكتاب العرب ورئيس فرع إتحاد الكتاب العرب في "إدلب" حتى عام /2005/ ويعمل رئيس قسم الإعلام في فرع الحزب في "إدلب".