في قرية "المغارة" إحدى قرى "جبل الزاوية" في محافظة "إدلب" وفي العام /1961/ كانت بداية مشوار حياة الطبيب والشاعر "محمد رائد الحمدو" في أسرة طالما عرف عنها عشقها للشعر والأدب ولذلك كان ولعه بالثقافة والشعر منذ صغره، فكان اهتمامه بالصحف والمجلات ودواوين الشعر وخاصة المعلقات وشعر "نزار قباني" والذي تأثر به كثيراً.

حيث أصبح شعر الغزل فيما بعد هو اهتمامه الأول إلى جانب عمله حيث استطاع الجمع بين الطب كمهنة وبين الشعر كهواية وثقافة وفي كليهما أثبت تواجداً وبراعة باعتراف الكثيرين فلديه عدد لا بأس به من المقالات الطبية وهو مشرف طبي في أحد مواقع الجامعة العربية الطبية.

إن الشعر موهبة وهو حياة الشاعر يعبر به الإنسان عن أدق مكنونات نفسه بصدق، أما الطب فهو علم واكتساب تصقله الموهبة ويمكن للأدب أن يفيد كثيراً في خدمة مهنة الطب ومنذ القدم كان هناك صراع بين الطب والشعر ولا بد من أن يحسم هذا الصراع في مرحلة من المراحل لمصلحة الشعر

وشيئاً فشيئاً أطلق العنان لمواهبه الشعرية فكتب قصيدة عن "حرب تشرين" في الصف الثامن وفي الصف الأول الثانوي كتب غزلاً ولكنه بعد أن دخل كلية الطب بجامعة "حلب" ترك الأدب جانباً إلى ما قبل التخرج الذي كان في العام /1985/ حيث عاود نشاطه الأدبي وبشكل مكثف بعد التخصص كطبيب داخلية.

نشر الدكتور "رائد الحمدو" قصائده في العديد من الصحف والمجلات كمجلة "الضاد" ومجلة "الوثائق" و"أوروبا والعرب".

هاجر إلى "السعودية" للعمل وهناك تابع نشاطه الأدبي ونشر العديد من نتاجه في الدوريات السعودية وفي العام/2005/ نشر أولى مجموعاته الشعرية في "السعودية "وكانت باسم "من ذاكرة القلب" وتضمنت مجموعة من القصائد في الغزل والرثاء والمديح والطب ومما كتب فيها قصيدة باسم "صباح الخير":

يا صباح الخير كان المبتدا/ أي لحن من شفاه أنشدا

يا صباح الخير يا حورية/ ألمح العشق بعينيها مدى

صفحة بيضاء لم يكتب بها/ من فصول العشق غير المبتدا

وفي قصيدة "زرقاء اليمامة" يقول في "دمشق":

خلي الزمان يمر ثم تمهلي/ وتوقفي في الشام ثم تأملي

سترين أن الشام جاوز حسنها/ حسن الحبيبة في اللقاء الأول

والشام أنضر أن يجف رحيقها/ فواحة كبنفسج كقرنفل

أموية عربية في نهجها/ ولسانها القرآن لم يتبدل

وقال في قصيدة إلى الشاعر الكبير" عمر أبي ريشة":

حلب لفقدك غادة تتوجع/ وتسيل من كل المحاجر أدمع

إن كنت في كل المدائن نجمها/ وهواك في كل البلاد موزع

لكنها الشهباء تبكي شمسها/ أفلت وخلاها الردى تتقطع

بكت القوافي الغر موت عريسها/ وأبو الخليل بحوره والمربع

والغيد تبكي من يداعبها فهل/ من بعد شعرك في الهوى ما يسمع؟

وفي لقاء مع موقع eIdleb بتاريخ 12/3/2009 في عيادته بمدينة "إدلب " تحدث عن بداياته مع الشعر ونشاطاته الأدبية حيث قال: «لقد أثرت البيئة الريفية التي ولدت فيها بشخصيتي وفي هواياتي لأن الشعر في هذه البيئة يغدو أمراً طبيعياً وكيف إذا ما اقترن بعامل الوراثة فوالدي يكتب الشعر وكذلك بعض أعمامي وأخوالي، وأستطيع القول إن الشعر قد ولد معي وترعرعنا سوية حتى إنني كتبت الشعر منذ المرحلة الابتدائية موزوناً مع جهلي بعلم العروض.

وبعد تمكني من الشعر شاركت في مهرجانات الجامعة الشعرية وفيما بعد في عدد من المهرجانات الأدبية المحلية وأخيراً في مهرجان تكريم الشاعر الراحل "محمود درويش" ولدي حالياً مجموعتان قيد الطباعة هما "لمسات عاشق" و"مواقف" كما أن هناك الكثير من المقالات الأدبية والقصائد المنشورة لي على الإنترنت».

وعن موقفه من قصيدة النثر يقول: «النثر شكل من أشكال الإبداع الأدبي ولكنه ليس شعراً، لذلك فأنا لا أعترف بشيء اسمه قصيدة نثر ولكن هناك مقطوعات نثرية ولكنها ليست قصائد، ولا يمكن أن ترقى لمستوى شعر التفعيلة، هذا الشعر يجب أن ندافع عنه وأن نعمل جهدنا لنحافظ عليه لأنه هو هويتنا الثقافية وإن هناك الكثير ممن يعمل لهدم هذا التراث وتشويهه والقضاء عليه من خلال ما يسمى بالحداثة الشعرية التي هي أشبه بفيروس نقل إلينا ونشر بيننا والغاية معروفة».

وعن نجاحه في الجمع بين الطب والشعر قال الدكتور "رائد": «إن الشعر موهبة وهو حياة الشاعر يعبر به الإنسان عن أدق مكنونات نفسه بصدق، أما الطب فهو علم واكتساب تصقله الموهبة ويمكن للأدب أن يفيد كثيراً في خدمة مهنة الطب ومنذ القدم كان هناك صراع بين الطب والشعر ولا بد من أن يحسم هذا الصراع في مرحلة من المراحل لمصلحة الشعر».