كتب فأجاد، تربى على عشقه للشعر، تناول العديد من القضايا الوطنية الاجتماعية في شعره، خط قصائده بمشاعره وأحاسيسه، التي لا تنفصل عن كلماته، حتى خرجت كلماته رقيقة منسابة كقطرات الندى على برعم زهر في إحدى الصباحات الإدلبية.

الشاعر والأديب المحامي "فائق دردورة" التقاه موقع eSyria ليحدثنا عن مسيرته الشعرية، يقول عن بداياته في ميدان الأدب: «بدأت خوض غمار الأدب في سن مبكرة، فمنذ دارستي الأولى في الابتدائية والثانوية، بدأت بكتابة بعض المقاطع الشعرية، عبرت عن الحالات التي عشتها في المدرسة والبيت، ببعض الأبيات من الشعر، وما شجعني على الاستمرار في الكتابة، أنني درست اللغة العربية على يد الأستاذ "أحمد النجار" من كبار مدرسي اللغة العربية في محافطة "إدلب" وكان هو المرشد والموجه في تلك المرحلة، حيث كتبت بعض قصائد الشعر وبعض المسرحيات والخواطر والقصص».

يتميز "فائق دردورة" من غيره من شعراء محافظة "إدلب"، بأنه شاعر ملتزم بقضايا أمته، حيث يغلب على شعره الطابع الوطني، كما أن قصائده تخاطب عقل ومشاعر المتلقي، فقد شارك معي في العديد من الأمسيات والندوات الشعرية، وكنت له آذان مصغية، فعندما تسمع قصيدته تشعر بأن وجدانه وأحاسيسه قد ظهرت بين حروف كلماته التي يكتبها

ويضيف: «بعد أن حصلت على الثانوية العامة الفرع العلمي، درست في معهد زراعي، وبدأت وقتها كتابة الشعر في مواضيع تتعلق بالوطن والشعر القومي، وقد نشرت هذه القصائد في ديوان شعر، وأثناء خدمة العلم حصلت على الثانوية العامة الفرع الأدبي، ودرست بعدها في كلية الحقوق، وبعد التخرج انتسبت إلى نقابة المحامين، وبدأت العمل في مجال المحاماة، وفي هذه الفترة توقفت عن الكتابة وبعد أن استقر عملي عدت إلى الكتابة بشغف».

المحامي والشاعر فائق دردورة

  • يعتبر الشعر من أصعب الأجناس الأدبية! لماذا اخترت الشعر من بين هذه الأجناس؟.
  • ** الشعر ومض إلهامي تشترك في صياغته كافة أحاسيس الجسد، وإن كان نصيبه من الروح أكثر، ورغم أنه أضيق من الأجناس الأخرى في المساحة، وعدد الكلمات، إلا أن فضاءاته رحبة تصل إلى حدود اللانهاية، ولأن الشعر يعلق في ذاكرة المتلقي ويرسخ في ذهنه، فكم نجد أبياتا حفظت عن ظهر قلب، وكم نجد أبياتا يتداولها الناس أمثالاً، فيما لا نجد ذلك في باقي الأجناس الأدبية الأخرى، كما أن الشعر- وكما قال الأقدمون- ديوان العرب، ومرآة حاضرهم، وماضيهم، وبوصلة مستقبلهم، يوثق ويؤرخ الأزمان التي باتت في حكم الماضي، ويرشد ويوجه الأزمان القادمة.

    الأديب محمد خالد الخضر

  • كيف تختار فكرة نصك الشعري وما مصدر إلهامك؟.
  • ** أنا لا أختار فكرةً أو نصا شعريا، ولا أسعى وراء إي موضوع، وإنما الأفكار والمواضيع الشعرية هي التي تختارني، وتهز جسدي حتى درجة الانفعال والارتعاش، فأنسى ذاتي، وتتوارد الأفكار قادمة من عالم آخر إلى ذهني، كما تتوارد النسائم إلى براعم الأزهار فتجبرها أن تنشر العطر، وهكذا هي الحالة الشعرية لدي، لأن من يختار أفكاراً ومواضيع لشعره، كمن يضع نفسه في إطار محدد لا يستطيع تجاوزه، فإن قلمه سوف يكتب نظماً وليس شعراً.

  • أي نوع من الشعر تكتب وما رأيك بالشعر العمودي؟.
  • ** منذ نعومة أظفاري، وخلال خربشات الطفولة، كتبت الشعر العمودي وتابعت الكتابة فيه، وبعد أن شعرت بأن جناحي قد قويت بدأت أكتب الشعر الموزون، ولكن عمود الشعر كان دائماً يشدني إليه، فلم أستطيع أن أفلت من جاذبيته التي تأسرني، فكانت قصائد التفعيلة لا تخلو من الوزن والجرس الموسيقي، وخشيت أن أدخل مجاهل قصيدة النثر، مع أنني أحترم كل هذه الأنواع ولا أتعصب لنوع دون آخر، فقد يخدم هذا النوع فكرةً لا يستطيع الشاعر التعبير عنها بالنوع الآخر.

  • ما طبيعة الألفاظ والمعاني التي تكتبها في شعرك؟
  • ** كتبت أشعاري بأطباق بسيطة، تتناسب مع كل أذواق المجتمع، فأنا لم أكتب لطبقة معينة، وأنما توجهت بصياغة يفهمها ويحبها جميع الناس، بألفاظ جزلة، وسهلة، متداولة، لا تحمل غرابةً ولا تثير استغراباً ولا تحتاج إلى معجم لتفسيرها.

  • هل شاركت في مسابقات شعر وهل لك دواوين مطبوعة؟
  • ** شاركت في العديد من المسابقات الشعرية في محافظة "إدلب" والتي أقامتها مديرية الثقافة، واتحاد الكتاب العرب، وحزت العديد من الجوائز عن قصائد حصلت على المراكز الأولى في هذه المسابقات، ومنها مسابقة مديرية الثقافة، واتحاد الكتاب العرب، حيث كانت قصيدتي بعنوان "يا دجلة المجد"، كما كتبت الكثير من الشعر وقد طبع لي ديوانين منه، الأول يتضمن مجموعة من القصائد الوطنية، والقومية، بعنوان "في رحاب الأسد"، والثاني تضمن مجموعة من القصائد الغزلية والاجتماعية والذي جاء بعنوان "كتبت لها" وهناك ديوان في طريقه إلى النشر.

    وعن كتابات الشاعر "فائق دردورة" سألنا الشاعر "محمد خالد الخضر" عضو اتحاد الكتاب العرب والذي يقول: «يتميز "فائق دردورة" من غيره من شعراء محافظة "إدلب"، بأنه شاعر ملتزم بقضايا أمته، حيث يغلب على شعره الطابع الوطني، كما أن قصائده تخاطب عقل ومشاعر المتلقي، فقد شارك معي في العديد من الأمسيات والندوات الشعرية، وكنت له آذان مصغية، فعندما تسمع قصيدته تشعر بأن وجدانه وأحاسيسه قد ظهرت بين حروف كلماته التي يكتبها».

    يُشار إلى أن الشاعر والمحامي "فائق دردورة" من مواليد مدينة "إدلب" عام /1954/، ويعمل محاميا في "إدلب" ورئيس لجنة رابطة الحقوقيين السوريين في المحافظة.