التعليم النشط هو التعلم الذي يقوم على أساس المشاركة بين المتعلمين و المعلمين وعلى أساس أن تكون الاجواء نشطة آمنة وحافزة على التعلم بعيدة عن الملل و الجمود، ومن نشاطات التعلم النشط طرح الاسئلة وحل المشكلات و الاستقصاء و الاستقراء و الأداء حيث لا يكون المتعلم متلقياً.

دورات تأهيلية مختلفة حول التعليم النشط تقوم بها وزارة التربية في عدد من المحافظات السورية، ومنها محافظة "إدلب"، حيث تركز مديرية التربية في هذه المحافظة على معلمي مدارس صديقة الطفولة كما أُطلق عليها من قبل منظمة "اليونسيف" الجهة الدولية التي تبنت المشروع بالتعاون مع وزارة التربية، وبناءً على ذلك يجري تدريب مجموعة كبيرة من معلمي تلك المدارس على أداء نوع من التعليم يختلف عن التعليم التقليدي.

قمت بربط أحرف اللغة الإنكليزية بأشكال معينة من الحيوانات حتى تترسخ في أذهان الطلاب ويستطيعوا حفظها وتعلمها بسرعة، وهذه الفكرة هي وسيلة تعليمية مقتبسة من التعلم النشط وهي صحيحة

موقع esyria رصد ورشات التدريب في معهد الإعداد والتدريب في مدينة "إدلب"، وبدايةً التقى السيدة "فاديا باطوس" وهي مدربة تعليم نشط في مديرية التربية، حيث تحدثت عن ذلك الأسلوب من التعليم قائلةً: «التعليم النشط هو التعلم الذي يقوم على مشاركة الطلبة بصورة مباشرة ونشيطة في عملية التعلم ذاتها فيشاركون ويعملون ضمن مجموعات مختلفة، وله أهداف عدة أهمها تدريب الطلبة على الاسلوب العلمي في التفكير وأسلوب الحوار و المناقشة المنظمة، وأيضاً تنمية الحس البحثي و التجريبي و النقدي لدى الطلبة، وبدورنا نقوم بتعليم المعلمين حتى يستطيعوا التعليم بأساليب نفسية واجتماعية وتربوية وصحية، وأقول بأن الفكرة موجودة بالأساس وتُطبق أحياناً في الصف دون أن يدري المعلم أنه يمارس التعليم النشط».

معلمون في إحدى قاعات التدريب

السيد "مجدي السعدي" رئيس شعبة التخطيط في التربية ومدرب في التعليم النشط حدد مجموعة من المعايير التي يقوم عليها نجاح أية تجربة تعتمد التعليم النشط، تحدث عنها قائلاً: «إعتماد المدرسة صديقة الطفولة يستند إلى مجموعة من المعايير التي تعتمد على نجاح التعليم النشط في هذه المدرسة، تلك المعايير عددها عشرة ومنها مثلاً الإدارة المدرسية الفعالة ومشاركة التلاميذ وتوفير بيئة لدمج ذوي الإحتياجات الخاصة، وبناءً على المعايير العشرة يجري تدريب حوالي 4000 معلم في رزمة تدريبية على أربعة مراحل، ويكون هدفها حماية الطفل من العنف وتفعيل المجتمع المحلي و تفعيل التعليم النشط وأخيراً المنهج الصحي، والمهم أن يمتلك المعلمون هذه المعارف حتى يستطيعوا تطبيق المعايير العشرة المقررة، وفي النهاية سوف يتم تعميم تجربة التعليم النشط خارج إطار المدرسة النموذجية من خلال صناعة المعلم الخاص والنموذجي وتبادل خبرات هذا المعلم بين المدارس كافة وبالتالي زيادة القاعدة التي تستخدم التعليم النشط بمفهومه المنظم والصحيح».

التقينا السيد "عبد الجليل الأحمد" مدير تربية "إدلب" خلال جولته التفقدية لمعهد الإعداد والتدريب، مستفسرين منه عن واقع تطبيق التعليم النشط ومدى دخول هذه الفكرة حيز الممارسة في محافظة "إدلب"، فأجاب قائلاً: «فكرة التعليم النشط هي فكرة قديمة ضمن مناهج وزارة التربية، إلا أنها اليوم تُعطى بشكلٍ ممنهجٍ وصحيح، وستوضع عما قريب حيز التطبيق في مدارس لها إمكانيات معينة، وهي مشروع وزاري بالتعاون مع منظمة "اليونسيف" يقوم على تأهيل مجموعة من الكفاءات لتقديم التعليم بوجهه المفعل والنشط، وتم اختيار مجموعة من المدارس عددها سبعة في المحافظة تركز على التعليم الأساسي في مراحله الأولى وتمتد إلى المرحلة الثانوية، وتم الإتفاق على تأخير إطلاق التجربة حتى نزيد في الخبرات المؤهلة، وتأمين كل ما يحتاجه هذا التعليم من وسائل خاصة، وسيتم تجهيز المدارس السبعة عما قريب بالوسائل التعليمية المتطورة والأجهزة التقنية الخاصة، وفي هذا فإن كل تأخير هو من مصلحتنا، أما من أراد تطبيق التجربة فهو مؤهل إذاً بغض النظر عن الإمكانيات التي ستتاح فيما بعد».

السيد مجدي السعدي

"محمد الحسن" مدرس لغة إنكليزية في مدرسة "ذات النطاقين" ومتدرب شرح عن ممارسة معينة للتعليم النشط تتمثل في قوله: «قمت بربط أحرف اللغة الإنكليزية بأشكال معينة من الحيوانات حتى تترسخ في أذهان الطلاب ويستطيعوا حفظها وتعلمها بسرعة، وهذه الفكرة هي وسيلة تعليمية مقتبسة من التعلم النشط وهي صحيحة».

رأي طرحه المتدرب "علي الباشا" مدرس الثانوية لمادة جغرافيا متسائلاً عن تطبيق التعليم النشط بقوله: «هل مدارسنا مؤهلة مثلاً لخوض هذا النوع من التعليم؟، برأيي لا يمكن في الوقت الحاضر تطبيق نموذج التعليم النشط حتى تتطور بنية المدارس التحتية ونصل إلى بيئة مدرسية نموذجية على الأقل، يشارك فيها الأهل والإدارة المدرسية في تربية الطلاب، ويكون هناك تواصل فعال وحقيقي بين المدرسين والطلبة».

السيد عبد الجليل الأحمد مدير تريية إدلب