لا تكاد تخلو المنازل اليوم مما يُسمى "فضلة الفضيل"، أي ما يطلقه الناس على أقراص الحلو المتبقية بعد موسم الأعياد ومنها مثلاً "أقراص الكعك بالعجوة" وهي حلوى حديثة العهد، و نوع آخر مثل "الكعك الأصفر المُدور" الذي لا يعتبر من الحلويات و تختلف أنواعه وأشكاله حسب خلطة العجين، ونضيف إلى ذلك أنواع أخرى مثل "المعمول" و"الكرابيج" حلوى العيد المشهورة في منطقتي "إدلب" و "حلب"، إلا أن الظن الغالب على الأنواع الأخيرة أنها سرعان ما تنفذ بمجرد إقتراب العيد من نهايته.

السيد "محمد بشير الريحاني" فران وبائع حلويات ومعجنات تحدث لموقع eIdleb عن الفرق بين الكعك العادي وأقراص العجوة من الناحية الإجتماعية والرغبة الشرائية، حيث قال: «الكعك الأصفر من الحلويات قديمة العهد، والأهم من ذلك أنها رخيصة الثمن ولا تُقارن بأقراص العجوة، فالأول مصنوع من "طحينة الفرخة" والثانية من "السميد"، والكعك يدوي وسهل الصنع لذلك فإن ربات المنازل يصنعنه في بيوتهن، وأيام زمان كان بعض المقتدرين يُحلون طعمه بإضافة سكر ومنكهات أخرى، وكل من يحترف صناعته يتفنن في إضافة الزيت الذي كان مادة غذائية رخيصة الثمن ويصبح الكعك حلو العيد الأساسي رغم طعمه غير الحلو، ويقال أن الفقير كان يقع في حيرة عندما يتعلق اِلأمر بإيجاد فرن لشوي الأقراص، وإلى يومنا هذا مازال الإقبال على شراء وصناعة هذا النوع من الكعك قائماً بعد أن تطورت صناعته وتنوعت أشكاله، ودخل اليوم إلى الأفران التجارية ويباع في الأسواق خلال موسم الأعياد، حيث أن لكل نوعٍ منه ذواقه ومحبوه».

الكعك الأصفر يُحضَر من خلط العجينة بنوع من الخمائر وتسمى "الخميرة الأفرنجية" وتضاف إلى العجينة "حبة البركة" أو "السمسم" وتوابل مختلفة منها "اليانسون" و"الشمرة" ويكون ذلك حسب نوع الكعك إما محلى أو مملح، ويصنع الكعك أحياناً من نقع العجينة بماء الجبن المالح أو زيت الزيتون، أما لونه الأصفر فيأتي من إضافة مادة "الورس" صفراء اللون، حيث يوضع أخيراً في الفرن ويغلب على رائحته نوع المادة الرئيسية المضافة للعجين من المكونات

وبالنسبة لأقراص العجوة بالسمسم أضاف "الريحاني": «يمكن أن نعتبرها من المعجنات الدائمة التواجد في الأسواق، وموعد إيذان شرائها الحقيقي هو اقتراب العيد، إلا أنها غالية الثمن ويصل الكيلوغرام الواحد منها في بعض الأحيان إلى /500/ ليرة، وفي المنازل تُعرض النساء عن صناعتها لأن عملها صعب قليلاً وتحتاج عملية تركيب عجينتها وتنكيه محتواها خبرة ومهارة عالية، وتكون النتيجة تعب لا حاجة منه رغم توفرها في الأسواق، خاصة أن جميع أنواع الحلو موجودة وتصنع في الأفران الخاصة حسب الطلب، وعلى أي حال تلعب العجوة دوراً أساسياً في جذب الناس لشراء أقراص العجوة».

الفران محمد بشير الريحاني

"أم محمد الريحاني" ربة منزل شرحت عن أنواع الكعك الأصفر وأقراص العجوة وطريقة صناعة كل منهما، حيث قالت: «الكعك الأصفر يُحضَر من خلط العجينة بنوع من الخمائر وتسمى "الخميرة الأفرنجية" وتضاف إلى العجينة "حبة البركة" أو "السمسم" وتوابل مختلفة منها "اليانسون" و"الشمرة" ويكون ذلك حسب نوع الكعك إما محلى أو مملح، ويصنع الكعك أحياناً من نقع العجينة بماء الجبن المالح أو زيت الزيتون، أما لونه الأصفر فيأتي من إضافة مادة "الورس" صفراء اللون، حيث يوضع أخيراً في الفرن ويغلب على رائحته نوع المادة الرئيسية المضافة للعجين من المكونات».

وبالنسبة لصناعة أقراص العجوة أضافت السيدة "أم محمد" قائلة: «يُمزج "السميد" والسكر والحليب المجفف في وعاء كبير حتى يصبح عجينة يتم خلطها مع "حبة البركة" و"المحلب" ثم تقطع لكرات يمكن تجويفها، وفي صناعة أقراص السمسم تكون العجينة حبال طولية يتم غمسها بالسمسم، وفي الحالتين يُفرم التمر على ماكينة الفرم حتى يصبح ناعماً ثم يدعك مع "السمنة البلدية" و"القرفة"، وهنا تقطع كرة صغيرة مناسبة من التمر المجهز وتوضع في قلب العجينة وتسد أطراف كرة العجين وتدور بين راحتي اليد، وبالنسبة لأقراص العجوة العادية توضع في قوالب لتأخذ أشكالاً مختلفة أما المُسمسمة فتقطع الحبال الطولية بالسكين بعد حشيها بالتمر، وتُصف القطع في صينية وتوضع بالفرن حتى تميل إلى الإحمرار».

صناعة أقراص العجوة

لم تعد هذه الحلويات في زماننا فضلة عيد فحسب بل إنها مأكولات وحلويات متواجدة دائماً، ولا تقتصر في صناعتها على المنزل بل تمتد إلى الأفران ومحلات البيع الصغيرة، ويستطيع كل من يحلو له تذوقها في أي وقت شاء.

أقراص العجوة بالسمسم