"المجدرة" طبخة شامية مشهورة في بلاد الشام والمنطقة العربية المجاورة، ففي سورية و"الأردن" يسمونها "المجدرة" وفي لبنان يسمونها "المدردرة"، أما المصريون فيدعونها "الكُشري"، وهذه الأكلة ذات أصل واحد، لكن لها في كل بلدٍ اسـم مختلف وطريقة طهو مختلفة، الكل يصنعها طبعاً على طريقته الخاصة، وفي "إدلب" تختلف بين منطقة وأخرى فيما يضاف إليها من زيوت طبيعية، وتتراوح بين السمن العادي والسمن العربي إلى زيت الزيتون وقدر من المنكهات، وتٌطبخ إما مع الأرز أو البرغل مع وجود العدس الأسمر لأنه أساس صناعة "المجدرة".

موقع eIdleb التقى الأستاذ المتقاعد "قدري الجقمرة"، ليتحدث عن المكانة الاجتماعية في محافظة "إدلب" لهذه الأكلة الشعبية، حيث قال: «هي أكلة شهيرة في محافظة "إدلب" بكثرة زيتها، فحتى تكون وجبة محترمة يجب أن يكون زيتها سخياً ومن النوع الغالي على عكس الكثير من المناطق السورية حيث يضيفون إليها منكهات من نوع آخر مثل السمن الحيواني، وأنا أذكر أننا كنا نلجأ إلى أكلة المجدرة عندما تضيق أحوالنا المادية، وتُؤكل إلى جانب لبن الغنم الذي تشتهر بعض مناطق المحافظة مثل "معرة النعمان" من جملة ما تشتهر بتجارة المشتقات الحيوانية، وهي أكلة تحتوي على مواد غذائية معروفة مُسبقاً بلحم الفقراء لكون البقوليات ومنها البرغل والعدس يُعتبران غذاءاً بديلاً من اللحم الأحمر لاحتوائهما البروتين والحديد، يُضاف إليهما زيت الزيتون وهو غني بالفوائد والفيتامينات ودواء بحد ذاته داخلي وخارجي للجسم، حيث تتنوع المادة الغذائية سواء في حال كون "المجدرة" مصنوعة من الأرز أو البرغل».

إذا استبعدنا اللبن خاصةً مع بداية فصل الشتاء كما يفعل الكثير من الناس، وانطلقنا إلى شراء عُدة السلطة التي تتألف من الخيار والبندورة والملفوف أو الخس، بالإضافة إلى الليمون والزيت نجد أن الطامة زادت فأي صحن سلطة يكلف اليوم تلك الحسبة التي لا تناسب الجيوب، وبذلك فإن مجمل تكلفة "المجدرة" مع صحن لبن أو سلطة حوالي 500 ليرة، ليصبح التفكير بهذه الطبخة مساوياً لفكرة شراء كيلو من اللحم الأحمر المشوي، ويمكن القول بوجود عدد من الطبخات البديلة اليوم مثل الأرز بالفول، والأرز بالبزيلاء، وشوربة العدس، لكن ما تزال "المجدرة" من الأكلات الشعبية "البيتوتية" التي تصنع في مطبخ المنزل حصراً، وهي الأفضل على الإطلاق من بين قائمة من الأكلات التي تعود لتراث سوري قديم وعريق

وعن سُمعة "المجدرة" في عهدنا الحالي، تحدث تاجر المشتقات الحيوانية والنباتية السيد "شحود الربيع" حيث قال: «أصبحت الآن طبخة "المجدرة" التي تدل في لفظها على بساطة الحال طبخة من النوع الثقيل على الجيب، ولنفترض أن لدينا عائلة من ثمانية أشخاص فإنه يلزمنا على أقل تقدير، كيلو ونصف برغلاً خشناً سعره ستون ليرة، كيلو عدس أسمر سعره خمسٌ وثمانون ليرة، زيت زيتون بقدر ستين ليرة تقريباً، علاوةً على كل ذلك لا بد من وجود شيء آخر يُؤكل مع "المجدرة" وهو اللبن أو سلطة الخضار، ونحن في محافظة "إدلب" نفضل وجود لبن البقر أو الغنم مع الكثير من الأطعمة وخاصة منها التي تعتمد على الأرز والبرغل، وبحساب سعر كيلو اللبن مادياً فيصل سعرالكيلو غرام منه أحياناً حوالي سبعين ليرة في منطقة من أكثر المناطق تجارةً لهذه المادة الغذائية وهي منطقة "المعرة"، فوجود اللبن أو سلطة الخضار أمر ضروري من أجل استساغة الطعام، بالإضافة إلى إجراء ضروري ومُتعارف عليه وهو رش البصل المقلي والمحمر بالزيت على وجه الصحن لتنكيه "المجدرة"».

السيد قدري الجقمرة

أضاف السيد "شحود" على كلامه قائلاً: «إذا استبعدنا اللبن خاصةً مع بداية فصل الشتاء كما يفعل الكثير من الناس، وانطلقنا إلى شراء عُدة السلطة التي تتألف من الخيار والبندورة والملفوف أو الخس، بالإضافة إلى الليمون والزيت نجد أن الطامة زادت فأي صحن سلطة يكلف اليوم تلك الحسبة التي لا تناسب الجيوب، وبذلك فإن مجمل تكلفة "المجدرة" مع صحن لبن أو سلطة حوالي 500 ليرة، ليصبح التفكير بهذه الطبخة مساوياً لفكرة شراء كيلو من اللحم الأحمر المشوي، ويمكن القول بوجود عدد من الطبخات البديلة اليوم مثل الأرز بالفول، والأرز بالبزيلاء، وشوربة العدس، لكن ما تزال "المجدرة" من الأكلات الشعبية "البيتوتية" التي تصنع في مطبخ المنزل حصراً، وهي الأفضل على الإطلاق من بين قائمة من الأكلات التي تعود لتراث سوري قديم وعريق».

السيد شحود الربيع
المجدرة مع سلطة الخضار