تتعدد أنواع الضيافات من حلويات وسكاكر وموالح في العيد، لكن يبقى رمز الضيافة حاضراً في كل محفل وهو القهوة العربية التي ترمز إلى كرم الضيافة وحب الضيف.

مدونة وطن eSyria بتاريخ 13/12/2008 التقت السيد "تامر أبو العج" عضو مجلس المخترة في قرية "فريكة" التابعة لمدينة "ادلب" ورئيس بلديتها فتحدث عن عادات القهوة العربية وطقوسها في المضافة وقال: «ترتبط القهوة العربية بإكرام الضيف ولها من العادات والتقاليد ما يطول الحديث عنه لكن أهمها هو طريقة صناعتها وطحنها بالمهباج الذي يملك نغماً خاصاً وهو يستخدم في الأفراح وقد ضُرب المثل بدق المهباج لما له من رنين يرقص الناس على إيقاعه، كما أن للقهوة العربية مع الضيف حكايات كثيرة، فعندما يأتي الضيف ويقدَم إليه فنجان القهوة ولا يشربه فمعنى ذلك أن له حاجةً يقضيها عند صاحب البيت ويردّ عليه صاحب البيت بكلمة "أبشر" أي أنك بلغت ضالتك، ويجب الإيفاء بالوعد مهما تطلب ذلك من صاحب البيت، وفي الأعياد هي أم الضيافات فجميع هذه الأنواع من الضيافة هي حديثة العهد لكن القهوة العربية هي أساس الضيافة ورمز الكرم العربي».

لقد حظيت القهوة العربية باحترام كبير في أوساط المجتمعات العربية البدوية والريفية والحضرية، وتكاد تكون المشروب الوحيد الذي يغني البدوي عن كل مشروب، فقد يستغني البدوي في الماضي عن طعامه وشرابه، ولكنه لا يستغني عن تعاطي القهوة المرة، فهي شرابه المفضل

ثم تابع: «لقد حظيت القهوة العربية باحترام كبير في أوساط المجتمعات العربية البدوية والريفية والحضرية، وتكاد تكون المشروب الوحيد الذي يغني البدوي عن كل مشروب، فقد يستغني البدوي في الماضي عن طعامه وشرابه، ولكنه لا يستغني عن تعاطي القهوة المرة، فهي شرابه المفضل ».

السيد "تامر أبو العج"

وأنهى حديث بالقول:« لقد وازن المجتمع القبلي بين قيمة القهوة العربية المعنوية، وقيمة الرجال المشاهير، فإذا ما توفي شيخ قبيلة ما، أو أحد وجهائها، قلبوا دلال القهوة على وجهها، وحرموا شربها فترة من الزمن، كتعبير عن تقديرهم وإخلاصهم للراحل المتوفى، وللمنزلة الكـبيرة التي تحظى بها القهوة فـي أوسـاط المجتمع الـبدوي قديماً، فإنهـم كانـوا يحافـظون علـى بـقاياها (الحثل) من أن تدوسه الأقدام، فيحفرون حفرة بعيدة عن مرور الناس، ويدفنون الحثل فيها، ولعل ذلك راجع إلى خوفهم من أن تزول هذه النعمة التي تمثل الجاه والنفوذ، نتيجة رميها على الأرض وسير الناس عليها».

السيد "محمود منون" صاحب محلات بيع للبن فقال: «لا ينحصر دور القهوة العربية في الأعياد، ولكن الطلب يزداد عليها فلا يخلو بيت من البيوت من هذه الضيافة، فهي تمثل الضيافة الأولى ولا تقدم إلا للضيف ذي المكانة العالية، وهذه العادة مرتبطةً بالتاريخ العربي حيث لا زالت بعض العادات متداولةً في مناطق العشائر والبدو».

القهوة المحمصة

وعن أنواع القهوة العربية وطرق تحضيرها أضاف: «للقهوة العربية أنواع بحسب المصدر أولها وألذ طعماً هو "اليمني" ثم "الأميركي" (نسكافيه) ثم "الإكوادوري" و"المصري" وجميعها لها طريقة تحضير واحدة في بلادنا حيث تستورد على شكل حبات كبيرة يتم تحميصها وطحنها ومن ثم صناعتها، وكلما كان اللون قاتماً كانت القهوة ذات مذاق ألذ، وتصب بكميات قليلة تسمى "الشَفّة" في فناجين خاصة، بينما في دول الخليج العربي تحمّص القهوة ليصبح لونها أصفر ثم تحضّر وتقدّم بكميات كبيرة مثل القهوة الحلوة ويقدّم بجانبها التمر أو البلح.

(*) تم تحرير المادة بتاريخ 13 /12/ 2008

السيد "محمود منون"