ينتشر في ريف "إدلب" الغربي والشمالي نوع من المعجنات يعرف باسم كعك أو خبز"الزوبعة" وهو ذو نكهة مميزة. ويقول "أحمد اليوسف" أحد سكان ريف "إدلب" لمدونة وطن eSyria بتاريخ 21/4/2013:

«كعك "الزوبعة" صنف من الأكلات أو المعجنات الشعبية التي تنتشر بشكل رئيسي في ريف "إدلب" وخاصة في منطقة "حارم" وخاصة خلال شهري "نيسان" و"أيار" وهي الفترة التي يتواجد فيها نبات "الزوبعة" البري الذي تصنع منه هذه الأكلة وتسمى باسمه وهو نبات بري يعرف عند البعض أيضاً باسم "الزعتر النابلسي" ينمو خلال شهر "نيسان" مع "الزعتر البري" ويبقى إلى مطلع "أيار" ويوجد على شكل نباتات صغيرة في المناطق الحراجية وعلى أطراف الوديان والتلال والمرتفعات الجبلية يتميز بوريقاته العريضة والصغيرة وشبه الدائرية ذات لون أخضر باهت و ملمس مخملي وله رائحة عطرية مميزة».

صناعة كعك "الزوبعة" ذات طقوس اجتماعية تجتمع فيها النسوة وتبدأ من عملية القطاف حيث كانت ولازالت تقوم النسوة والفتيات بجمع وقطاف كمية كافية من النبات من المرتفعات القريبة والبعض يقوم بشرائه من السوق ومن ثم تجتمع النساء والجارات على صنع وتحضير كعك "الزوبعة"

وعن صناعة هذا النوع من المعجنات تقول الحاجة "سعاد عبد الرحمن": «صناعة كعك "الزوبعة" ذات طقوس اجتماعية تجتمع فيها النسوة وتبدأ من عملية القطاف حيث كانت ولازالت تقوم النسوة والفتيات بجمع وقطاف كمية كافية من النبات من المرتفعات القريبة والبعض يقوم بشرائه من السوق ومن ثم تجتمع النساء والجارات على صنع وتحضير كعك "الزوبعة"».

الأقراص قبل وضعها بالفرن

وتضيف: «يتم تحضير العجين من خلال خلط ومزج الطحين مع كمية مناسبة من زيت الزيتون ثم تضاف إليه "الزوبعة" والبهارات المحمصة أو "التبلة" الخاصة بمكوناتها المميزة والتي تحوي "السمسم" و"حبة البركة" و"الشمرة" و"الزنجبيل" و"جوزة الطيب" و"الفلفل الأسود" و"الكمون" ثم تضاف كمية من "الملح" و"البصل اليابس" و"الفليفلة الحمراء" اليابسة التي يشتهر بها أهالي المنطقة والبعض يضيف إليه حبات من "البطم" حيث تعجن المحتويات مع بعضها البعض مع كمية قليلة من الماء الفاتر ومن ثم يتم تقطيع العجين إلى قطع صغيرة تحول إلى أقراص دائرية صغيرة بواسطة قوالب مدورة حيث توضع إلى جانب بعضها البعض في "صينية" تمهيداً لوضعها بالفرن الذي يكون قد جرى تحضيره لذلك.

وفي الماضي كانت تشوى الأقراص بالتنور بعد تحضير خبز الطعام وأما اليوم فيتم وضعها في فرن الكهرباء أو الغاز حيث تشوى وتقلب على الوجهين حتى تنضج وتفوح رائحتها المميزة».

أوراق الزوبعة

وأضافت: «تقدم أقراص "خبز الزوبعة" كضيافة مع الشاي في السهرات وعلى الفطور وتقوم صاحبة البيت التي قامت بصناعة كعك "الزوبعة" بتوزيع بعض الأقراص على الجيران والأقارب وعلى الغالب تقوم معظم الأسر بصناعة هذا النوع من الأكلات أكثر من مرة خلال فترة نمو وتواجد "الزوبعة" وتتباهى النسوة بجودة صناعة هذا النوع من الأكلات كما تقوم بعض الأسر بتخزين "الزوبعة" اليابسة للشتاء لصناعة الكعك، وكان سعر الكيلو غرام الواحد قبل العام 2013 يتراوح بين 50- 100 ليرة في حين وصل سعر الكيلو الواحد هذا العام إلى 250 ليرة حيث تعتمد بعض الأسر على قطاف وجمع "الزوبعة" و"الزعتر" كمصدر دخل خلال فصل الربيع الذي تنمو فيه هذه النباتات».

يذكر أن "الزوبعة" أو "الزعتر النابلسي" هو نبات يتبع جنس" الأوريغان" الفصيلة (الشفوية) ويختلف عن نبات الزعتر الأخضر الإبري المعروف وتضاف أوراق "الزوبعة" الطازجة و المجففة أيضاً إلى السلطات وفطائر الجبنة حيث تعطيها نكهة خاصة ومذاقاً مميزاً.

نبات الزوبعة