إلى الشرق من مدينة "ادلب" وعلى بعد (7) كم منها ، وبين أشجار التين والزيتون التي تشتهر بها البلدة حيث تتداخل بيوتها المبنية من الحجارة وبطريقة بديعة إن دلت على شيء فإنما تدل على مهارة القائمين عليها تقع بلدة "سرمين".

"سرمين" التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لوقوعها في منطقة متوسطة في الشمال السوري حيث كانت ممرا لقوافل التجار والحجاج بين الشمال والجنوب والبلدة الحالية ما هي إلا بناء قديم يقبع على بقايا مدينة أثرية قديمة طمست معالمها عجلات الزمن.

أن "سرمين" ذات بساتين كثيرة وأكثر أشجارها التين والزيتون، وبها يصنع الصابون الآجري ويجلب إلى مصر والشام، ويصنع فيها الصابون المطيب الذي تغسل به الأيدي، ومن العجب أن أهلها يكرهون لفظة العشرة حتى أن مسجدها بني له تسع قباب

وتعود تسميتها إلى "سرمين بن ليفر بن سام بن نوح عليه السلام" ورد اسمها في العديد من كتب التاريخ حيث قال عنها الرحالة "ابن بطوطة": «أن "سرمين" ذات بساتين كثيرة وأكثر أشجارها التين والزيتون، وبها يصنع الصابون الآجري ويجلب إلى مصر والشام، ويصنع فيها الصابون المطيب الذي تغسل به الأيدي، ومن العجب أن أهلها يكرهون لفظة العشرة حتى أن مسجدها بني له تسع قباب».

ومن أهم معالمها الأثرية كما ذكرالباحث التاريخي الإدلبي "عبد الحميد مشلح" الصهاريج والكهوف المنقورة في الصخر حيث توجد قناة لنقل الماء لهذه الصهاريج "الخزانات الرومانية" من جبل "أريحا" وهي تقع على مسار واحد فعندما يمتلئ الأول تنتقل الماء إلى الثاني فالثالث حتى تمتلئ جميعها ومن معالمها التي ما زالت تدل على عظمة هذه البلدة "الجامع الكبير" الذي بني على أنقاض كنيسة كانت معبدا وثنيا قبل انتشار المسيحية في المنطقة وجدد بناءه في العهد الفاطمي ووجد في جداره حجران كتب على الأول، (بسم الله الرحمن الرحيم بتاريخ العشر الأول سنة سبعين وسبعمئة برز المرسوم العالي السعي فيهم أعز الله أنصاره، على يد سيف الدين البرطاسي بظاهرة منه باسم أهل "سرمين" أنه فيها أحداث عليهم مظالم منهم: ضمان الروس، ومكس الغلة، ومكس دلالة الجلود، وتحكر الخبز، فبرز المرسوم الشريف الكريم إلى الجناب العالي الناصري "محمد بن سعاد المرسي" متولي الحربيات، لتحري المظالم ونقش ذلك على باب الجامع المعمور بسرمين لتحري هذه المدينة المنورة الشريفة المعظمة والمقدرة، وجاءت في صحيف هذه الدولة الشريفة، خلد الله ملك سلطانها، وملعون ابن ملعون من يغيرها أو شيء منها).

وعلى الحجر الثانية مكتوب (لما كان تاريخ العشر الأول من ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثمانمئة أبطل المعبد).

أحمد كيالي رئيس مجلس بلدية سرمين

فتحها "أبوعبيدة عامر بن الجراح" عام /17هجرية 637م/ مع القرى المحيطة بها أثناء الفتح الإسلامي لبلاد الشام.

ما سبق كان مقدمة تاريخية لـ"سرمين" وأما لمعرفة المزيد عن وضعها الحالي موقع eIdleb التقى بتاريخ 8/10/2008/ الأستاذ "أحمد حسام كيالي" رئيس مجلس بلدة "سرمين" والذي تحدث قائلا: « "سرمين" مركز الناحية المسماة باسمها ويتبع لها العديد من القرى المجاورة ولها أهمية استراتيجة في المحافظة لموقعها المتوسط حيث يمر فيها الطريق الذي يصل مدينة "ادلب" بباقي المحافظات الأخرى"دمشق- حلب" وإلى الجنوب منها يمر طريق "حلب اللاذقية" وأرضها من أخصب الأراضي في المحافظة وتشتهر بزراعة الزيتون والتين حيث تتداخل أشجار الزيتون والتين مع البيوت في البلدة بالإضافة إلى زراعات أخرى منها القمح والشعير».

وعن واقعها الخدمي أضاف: «عدد سكان البلدة (20095)نسمة في إحصائيات عام/2007/يعمل معظمهم بالحرف والمهن المختلفة وأهمها البناء حيث يوجد فيها العديد من معامل مواد البناء "البلاط" و"الرخام" و"الحجارة الأسمنتية" إضافة إلى الأعمال الزراعية. وتحتوي على كافة أنواع الخدمات من المجلس البلدي والمركز الثقافي ومديرية الناحية ومشروع كهرباء ومقسم للهاتف وأكثر من عشر مساجد ومعمل سجاد ومعامل مواد البناء وصرف صحي».

وعن واقعها الثقافي والتعليمي التقينا السيد "أحمد طقش" مدير المركز الثقافي فيها والذي قال لنا: « بلدة "سرمين" قد تخلصت من الأمية بشكل كامل حيث يوجد فيها مدرسة ثانوية للذكور ومثلها للإناث وخمس مدارس للحلقة الأولى والثانية ويوجد فيها العديد من الشهادات الجامعية وأكثر من (25) طبيب وطبيبة والعديد من المهندسين وهناك تفاعل جيد بين أبناء البلدة والمركز الثقافي، كما يوجد فيها العديد من الأعلام الذين برعوا في العديد من المجالات الثقافية والعلمية والدينية والأدب ومنهم "أحمد بن إبراهيم السرميني الفلكي" المتوفى سنة/824/هجرية والشيخ "عبد القادر بن الشيخ إسماعيل الكيالي" المتوفى سنة/1281/هجرية وغيرهم الكثير».