وسط مدينة "إدلب" القديمة وبين أحيائها الشعبية وسباطاتها الجميلة ترتفع مئذنة الجامع الكبير بطرازها المعماري الفريد حيث يعتبر هذا الجامع من أكبر الجوامع في "إدلب" القديمة، لعب دوراً كبيراً في تاريخ المدينة فكان منذ وجوده الأول منارة علم وداراً للإفتاء وما زال يمارس هذا الدور حتى يومنا هذا.

وعن تاريخ هذا المسجد حدثنا الباحث التاريخي "فايز قوصرة" عند ما التقاه موقع eIdleb والذي قال:

جدد بناء هذا المسجد عام /1223/ هجرية وأشرف على تجديده "عبد الرحمن الحسين" كما هو مبين في الحجر الموجودة في الواجهة الشمالية والتي نقر عليها الاسم والتاريخ، لكن هذا التجديد أزال معظم معالمه الأثرية ولم يبق فيه سوى بعض الأحجار المزخرفة برسوم ووريقات وأزهار ترقى إلى العهد المملوكي الذي بني فيه المسجد إضافة إلى منبره ومحرابه الذي يحوي على زخرفة مميزة تعود إلى عهد بنائه الأول

«يقع الجامع الكبير في الحي الشرقي لمدينة "إدلب" بين مجموعة من الأحياء القديمة التي مازالت تحافظ على شكل بنائها القديم ويعد هذا المسجد من أكبر المساجد القديمة في المدينة حيث يعود تاريخ بنائه إلى العهد المملوكي الأخير، وتبلغ مساحته أكثر من /1031/ متراً مربعاً، ويتميز هذا المسجد بمئذنته المضلعة التي تشبه مآذن تلك الفترة ومنها مئذنة جامع "الأطروش" في "حلب" لكنها ذات موقف واحد وتختلف هذه المئذنة في شكلها العلوي عن جميع مآذن "إدلب" كما يمتاز ببنائه "المصلب" القديم حيث تعلوه مجموعة من القباب يزيد عددها عن العشرة».

الباحث التاريخي فايز قوصرة

ويضيف: «جدد بناء هذا المسجد عام /1223/ هجرية وأشرف على تجديده "عبد الرحمن الحسين" كما هو مبين في الحجر الموجودة في الواجهة الشمالية والتي نقر عليها الاسم والتاريخ، لكن هذا التجديد أزال معظم معالمه الأثرية ولم يبق فيه سوى بعض الأحجار المزخرفة برسوم ووريقات وأزهار ترقى إلى العهد المملوكي الذي بني فيه المسجد إضافة إلى منبره ومحرابه الذي يحوي على زخرفة مميزة تعود إلى عهد بنائه الأول».

أما واقع المسجد الحالي فحدثنا عنه فضيلة الشيخ "مصطفى الصباغ" إمام المسجد والذي يقول: «يعتبر الجامع الكبير من أهم الجوامع في "إدلب" حيث يقع وسط المدينة القديمة وهو من المساجد الأثرية كما توالى على إمامته أهم الشخصيات الدينية في "إدلب" وهم "آل كيالي" الذين عرفوا بتقواهم وورعهم، ومن أهم خصائص هذا المسجد أنه دافئ في الشتاء وبارد في الصيف نظراً لطريقة البناء التي بني بها فجدرانه السميكة تمنع برد الشتاء وحرارة الصيف كما كان له دور في تدريس العلوم الشرعية والإسلامية قبل افتتاح الثانويات الشرعية في المحافظة ولا يزال داراً للإفتاء لجميع أبناء المحافظة من غربها إلى شرقها».

الحجر منقوش عليها تاريخ تجديد المسجد
الأستاذ مصطفى الصباغ أمام المسجد