"السرايا" أو "السراي" هي كلمة عامية تطلق على المبنى الحكومي الذي يتضمن المحكمة ومركز قيادة المنطقة أو البناء الذي يحتوي قديماً مكتب "قائم المقام" وهو منصب أحدثته فرنسا إبان الإحتلال لسورية في النصف الأول من القرن المنصرم، ويوجد في معظم المدن السورية مباني مشابهة يُطلق عليها دور الحكومة وهي مباني قديمة يعود بناءها إلى قرابة مئة عام أو مايزيد.

موقع esyria سلط الضوء على "سرايا" "معرة النعمان" الذي يقع وسط مدينتها وبالتحديد في الجهة الشرقية من أقدم شوارع المدينة وهو شارع "أبو العلاء المعري" الذي افتتح هو الآخر خلال حقبة الإحتلال الفرنسي، وفي هذا الإطار تحدث السيد "أحمد غريب" أمين متحف "المعرة" حيث قال: «ليس من العجيب إحتواء مدينة "المعرة" هذه الرموز الأثرية التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، وهي مدينة عاصرت التاريخ منذ مطلع فجره، وفي العودة إلى حقبة تاريخية قريبة عاشتها "المعرة" إبان الإحتلال الفرنسي، قام الفرنسيون ببناء العديد من المنشآت المعمارية في محافظة "إدلب" مثل محكمة "خان شيخون" ودار الحكومة في مدينة "إدلب" ومدرسة بنات "المعرة" وأخيراً دار الحكومة في "المعرة"، وهذه الدار تعود إلى عام 1935، وتقع إلى الشرق من دار البلدية وهي تجاور الشريحة التاريخية المؤلفة من خان "مراد باشا" و خان "أسعد العظم"، ولهذا البناء طراز معماري منفرد بمميزاته المعمارية من خلال الزخارف ونجفات النوافذ والأبواب، وقد بُنيت هذه الدار بحجارة كلسية نافرة يحيط بها من حواف المبنى إطار من الحجارة المستوية المتساوية».

يتألف مبنى دار الحكومة من طابقين، وله نوافذ مطلة على الحديقة من الجهة الجنوبية ذات أفاريز نافرة منحوتة بشكل دقيق، والمدخل باتجاه الجنوب حيث يتوسط الحديقة كتلة المبنى التي تحتوي اليوم مجموعة من المكاتب المتقابلة، وسقف هذ البناء مستوٍ منفذ، وهو سقف بيتوني حديد التسليح يتكون من مجاري نصف دائرية، وقد وُثق إسم دار الحكومة بخط الثلث فوق أعلى مدخل الدار، أما الحالة الإنشائية للبناء فهي بشكلٍ عام جيدة ومتماسكة ولم يُلحظ وجود أي تصدع فيه

وبالنسبة لتشكيل المبنى، أضاف "الغريب": «يتألف مبنى دار الحكومة من طابقين، وله نوافذ مطلة على الحديقة من الجهة الجنوبية ذات أفاريز نافرة منحوتة بشكل دقيق، والمدخل باتجاه الجنوب حيث يتوسط الحديقة كتلة المبنى التي تحتوي اليوم مجموعة من المكاتب المتقابلة، وسقف هذ البناء مستوٍ منفذ، وهو سقف بيتوني حديد التسليح يتكون من مجاري نصف دائرية، وقد وُثق إسم دار الحكومة بخط الثلث فوق أعلى مدخل الدار، أما الحالة الإنشائية للبناء فهي بشكلٍ عام جيدة ومتماسكة ولم يُلحظ وجود أي تصدع فيه».

الأستاذ أحمد غريب

شاهد من عهد الإحتلال الفرنسي حضر إفتتاح مبنى "السرايا" في "المعرة" وهو ضابط شرطة متقاعد يبلغ من العمر قرابة 85 عاماً ، إنه السيد "عبد القادر خشان"، وقد أعطى نبذة مختصرة عن تاريخ هذا المبنى، حيث قال: «حضرت تدشين مبنى "السرايا" وحينها كنت أبلغ من العمر حوالي عشرة سنوات، وأذكر أنه جاء الجنرال الفرنسي "شارل ديغول" لحضور الإفتتاح، وكان يُقيم في هذه الدار سابقاً "قائم مقام" منطقة "المعرة" ومن ثم تحول إلى مقر للعديد من دوائر الحكومة مثل محكمة صلح "المعرة" وأمانة السجل المدني والمالية ومكتب مدير المنطقة، وقبيل هذه الفترة كان مقر مكاتب الدولة في حي من الأحياء الشعبية القديمة شمال "المعرة"، وبعد أن أصبح للمحكمة بناء مستقل هو القصر العدلي في طرف المدينة الشرقي، و رحلت دائرة المالية إلى بناء آخر أصبح هذا المبنى في الوقت الحاضر يتضمن مكتب مدير المنطقة ومخفر المرور في الطابق الأرضي، ومكاتب أمانة السجل المدني في الطابق العلوي».

سرايا "معرة النعمان" الحكومي يلاصق مبنى آخر مشابه له في الصنعة والقدم هو مبنى مجلس المدينة ويقابل المبنيان حي المدينة التاريخي الذي يمتد من خان "أسعد باشا العظم" ليشكلان في الوسط ساحة من أكبر وأهم ساحات "المعرة"، ولا يقل أهميةً عن هذين المبنيين بناء مصرف التسليف الشعبي، ويُسجل التاريخ أن العديد من الشخصيات دخلت الذي دخل إليه أيضاً أهم الشخصيات التاريخية مثل الرئيس "شكري القوتلي" وغيره.

السيد عبد القادر خشان
مدخل السرايا الحكومي في المعرة