في قرية "عين لاروز" الواقعة على بعد 15 كم شمال غرب مدينة "كفرنبل"، وفي الجهة الشمالية الغربية على بعد 900 متر من القرية، تقع العين الرومانية التي طالما اشتهرت بوجودها هذه المنطقة، حيث تتوضع في موقع جميل جداً على السفح الغربي لجبل "الزاوية" وتطل بشكل مباشر على سهل "الغاب" في مشهد يفوق الوصف لجماله وروعته، وهي العين الرومانية الوحيدة في المنطقة والتي ما تزال مياهها تتدفق منذ أكثر من ألفي عام.

موقع eIdleb زار العين الرومانية في قرية "عين لاروز" والتقى السيد "محمد قنطار" الذي يقول: «منذ وعينا ونحن نؤكد بأن مياه هذه العين جارية وبقوة، وهذه أول سنة تضعف مياهها بهذا الشكل إذ أن جريانها يكون في أوجه خلال فصل الربيع، وفي ماضي السنوات كانت العين تروي حوالي ستة قرى مجاورة لقرية "عين لاروز"، ولكن وبعد تمديد شبكات مياه الشرب الحكومية منذ حوالي خمسة عشر عاماً استغنت القرية عن مياه العين وصارت تلك المياه تذهب هدراً، وقمنا مؤخراً كدائرة لمشروع القرى الصحية في القرية بالتعاقد لتنظيف وترميم وتأهيل هذه العين واستثمارها سياحياً لصالح القرية الصحية نظراً لموقعها السياحي الجميل».

في السنوات الماضية كانت مياه العين المصدر الوحيد لشرب الأهالي وأتذكر تماما كيف كان أهل القرية يصطفون بالدور على هذه العين لتعبئة أغراضهم بالمياه من أجل الشرب واستخدامات الطبخ، وكان الدور يستمر طوال النهار حيث كان الشخص ينتظر أحياناً لمدة ساعتين حيث يأتي دوره في تعبئة أوعيته من مياه العين

مياه هذه العين كانت قبل خمسين عاماً شريان الحياة لقرية "عين لاروز" وعن أهميتها في تلك السنوات يقول الحاج "صبحي سلوم": «في السنوات الماضية كانت مياه العين المصدر الوحيد لشرب الأهالي وأتذكر تماما كيف كان أهل القرية يصطفون بالدور على هذه العين لتعبئة أغراضهم بالمياه من أجل الشرب واستخدامات الطبخ، وكان الدور يستمر طوال النهار حيث كان الشخص ينتظر أحياناً لمدة ساعتين حيث يأتي دوره في تعبئة أوعيته من مياه العين».

فتحة القناة الرئيسية للعين

وعن ذكريات أبناء القرية مع هذه العين يقول الشاب "محمد سلوم": «كلما أزور هذه العين تحملني الذاكرة إلى أيام الطفولة، حيث كنا نأتي إليها مع أولاد القرية للسباحة في بركتها والتي للأسف طمرت حالياً بالحجارة والأتربة نتيجة الإهمال وجريان المياه كونها واقعة على سفح جبل، وحتى يمكنني القول بأن جميع أهالي القرية تعلموا السباحة في هذه العين والجميع يحملون ذكريات جميلة عن هذا المكان».

ويضيف: «ونحن نطالب الجهات المختصة والتي يهمها الحفاظ على مثل هذه الأوابد الفريدة بضرورة الإسراع في النهوض بواقعها الخدمي المحزن، فمن غير المعقول أن تبقى على هذه الشاكلة نظراً لأهميتها سواء الأثرية كونها العين الرومانية الوحيدة في المحافظة التي مازلت تجري مياهها حتى الآن، وأهميته كمصدر من مصادر مياه الشرب، والعين حالياً بحاجة ماسة لطريق معبد يربطها بالقرية كون الطريق الحالي ترابي وضيق وغير صالح لمرور السيارات ولا حتى البشر كون الماشي في هذا الطريق وخاصة عند الانحدار نحو العين يتعرض للزحلقة ولا بد أن يكون حذر جداً أثناء سيره، كذلك لابد من إعادة تأهيل وترميم وتنظيف كذلك لماذا لا يتم استثمارها سياحيا فهي تتمتع بموقع فريد على مستوى سورية».

محمد قنطار

"محمد ابراهيم قنطار" من مديرية آثار "إدلب" وابن قرية "عين لاروز" أكد بأن: «تاريخ هذه العين يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد خلال الفترة الرومانية، ويعتبر تصميم هذه العين من أسرار فن العمارة الرومانية في طريقة استجرار المياه والتي تميز بها الرومان وتفردوا بها، فهي عدة أقنية تحت الأرض ترتبط بقناة رئيسية تصب في بركة شكلها مستطيل كانت سابقا عميقة عدة أمتار قبل أن ترتدم حالياً، سقف البركة يستند على ستة أقواس حجرية وهي مسقوفة بأحجار مستطيلة ضخمة، والوجه الخارجي للسقف مزود بفتحات دائرية تستخدم لإخراج المياه من البركة عن طريق الدلاء».

محمد سلوم