إلى الجنوب من مدينة "إدلب" وعلى بعد 50كم تقع قرية "بسقلا" بشكل ملاصق لمدينة "كفرنبل"، وفي جنوبي القرية يقع مقام الرجل الصالح الشيخ "حبش"، والذي يعتبر المشفى لمن ليس له دواء في بعض الأمراض، وفق ما يعتقد بعض أهل المنطقة.

عن حكاية هذا المقام موقع eIdleb التقى الحاج "محمد خير العمر" من القرية ليحدثنا عن سبب ارتياد الناس لهذا المقام حيث قال: «منذ القدم يزور الناس هذا المقام والتبرك عنده، ربما لوجود مقابر الشهداء حوله والبناء الأثري الذي يوجد القبر في داخله بشكل يثير الدهشة، ولا يعرف من في داخله إلا باسم الشيخ "حبش" من أولياء الله الصالحين، ولشهرته يزوره الكثير من الناس حتى من المحافظات المجاورة».

وجود المقام والقبر في داخله ومقابر الشهداء حوله منذ القدم وضعه في موضع احترام لدى السكان، وليس له تلك الأهمية في العلاج من الأمراض، إلا لعدم وجود الأطباء في المنطقة قديماً، وأصبحت زيارته عادة لدى الناس وخصوصاً لدى الجوار

ويتابع عن الأمراض وكيفية الشفاء منها بالقول: «منها ما هو للأطفال الصغار وما هو متنوع لأمراض الرجال، وهناك نبات شوكي اسمه "العسيج" ويروي الناس أن على المصاب أن يشق هذا العود وهو في الأرض والذي يكون عادة بطول المتر تقريباً إلى قسمين ومن ثم يمر المصاب فيه سبع مرات ومن ثم يعاد ربطه بخيط كما كان، فإذا عاد العود كما كان يشفى الشخص أما إذا يبس لقسمه فإن الشخص لن يشفى من مرضه، وهناك الكثير شفي من مرضه، ففي أحد الأيام زار المقام شخص من محافظة "حماه" وقد التقيته بعد فترة وقال لي إنه شفي تماماً من مرضه».

الحاج محمد خير العمر

ويتابع قائلاً: «يقع المقام في بناء كبير مكون من طابقين قسم تحت الأرض ينزل إليه الناس ويوجد بداخله قبر بتابوت صخري مغطى بقماش أخضر في داخله القبر في غرفة منحوتة بالصخر، وبجانب القبر أماكن للجلوس أو للزائرين وبعض الناس يخشى حتى النزول إلى الأسفل، والقسم العلوي يعتبر مسجد للصلاة أيضاً هو بناء قديم فيه محراب، ويوجد في أعلاه قبة صغيرة، وأحجار المقام من النوع الكبير كتلك الموجودة في الآثار الرومانية، كما يوجد فيه بئر قديم للماء منذ وجود المقام وبجانبه بعض القبور الإسلامية، والمكان محاط بأراضي الفلاحين من كافة الجوانب، والأرض التي يقع فيها المقام تعود ملكيتها "لوزارة الأوقاف"».

أما عن قصة هذا المقام وتاريخه فيحدثنا هنا الحاج "طاهر الحسن" مختار قرية "بسقلا": «وجود المقام والقبر في داخله ومقابر الشهداء حوله منذ القدم وضعه في موضع احترام لدى السكان، وليس له تلك الأهمية في العلاج من الأمراض، إلا لعدم وجود الأطباء في المنطقة قديماً، وأصبحت زيارته عادة لدى الناس وخصوصاً لدى الجوار».

المقام من الداخل

وعن تاريخ المقام يقول: «يعود لأحد أحفاد الصحابي الجليل "بلال الحبشي" أثناء الفتوحات الإسلامية، أو أحد الأحباش القادمين مع الحملة الإسلامية في تلك الأثناء وربما حصلت معركة هنا في هذا المكان ودفن الشهداء هنا وقبورهم ما زالت موجودة إلى اليوم وهي ملك لوزارة الأوقاف، ويقع بجوار المقام بعض الآثار البيزنطية وهي أصل القرية القديمة يوجد فيها بعض الأبنية وكنيسة».

ويضيف الأستاذ "نادر الخلف" رئيس بلدية "بسقلا": «كثرة المقامات في منطقتنا ربما هو من جعل "الشيخ حبش" موضع زيارة، هناك تل "النبي أيوب" الذي يقع بجواره بحيرة يستحم منها الناس المصابين ببعض الأمراض الجلدية، ويعتقدون فيها الشفاء وفي المعرة مقام "نبي الله يوشع" الذي له مكانة هامة لدى السكان، والشيخ حبش حاله كحال هذه المقامات».

المختار طاهر الحسين

الجدير بالذكر أن المؤرخين اتفقوا على أن قبور الأنبياء ليست معروفة سوى قبر الرسول الكريم "محمد صلى الله عليه وسلم"، وأغلب هذه المقامات لا تحوي قبورهم وإنما قبور رجال صالحين.