تتمدد قرية "كورين" هادئة على سفح تل أثري باتجاه الغرب، وتُحيط بها أشجار "الزيتون" وعدد من المناطق الأثرية المهمة التي تدل على قدم وعراقة هذه القرية والمنطقة، ومن أهمها القلعة إلى الغرب منها، حيث تعتبر "كورين" من أكبر القرى المحيطة بها.

موقع eIdleb زار قرية "كورين"، وكان له جولة في أرجائها حيث التقى السيد "عبد المنعم عجينة" أحد أبناء القرية: «تعتبر "كورين" من أكبر القرى الموجودة في المنطقة من حيث عدد السكان والمساحة التي تشغلها، ولا تزال تحتفظ بالعديد من العادات والتقاليد المتوارثة عن الأجداد، والتي من أهمها إكرام الضيف والتعاون بين الأبناء على السراء والضراء، ولا يزال في القرية عدد من المضافات القائمة حتى الآن، والتي تجمع عدد كبير من أبناء القرية في جميع الظروف والأوقات، ما يدل على قوة العلاقات الاجتماعية التي لا تزال سائدة في القرية حتى الوقت الراهن، كما أنها لا تزال محافظة على لباسها الشعبي التقليدي السائد وتتجه إلى التطور والانتعاش المادي والمعنوي والاقتصادي شأنها في ذلك شأن جميع القرى المجاورة».

كان لقرية "كورين" باع طويل في ثورة الشمال ومحاربة الفرنسيين في المنطقة، وكانت على صلة وثيقة بالزعيم "إبراهيم هنانو"، واعتبرت محطة واستراحة له أثناء تنقله بين مناطق محافظة "إدلب"، وكان أهل القرية يقدمون للثورة والثوار ما يستطيعون من الرجال والأموال والمؤن التي يحتاجونها، وكان ما يعرف بوادي القلعة وهو منطقة أثرية تقع إلى الغرب من القرية ملجأ لرجالات الثورة وبشكل دائم

أما مختار القرية ورئيس بلديتها السيد "نديم بهلول" فحدثنا أكثر عن قريته قائلاً: «"كورين" تعود تسميتها إلى "الآرامية"، وتعني القرى، وفي اللغة العربية تعني "الكورة"، وهي أيضاً مجموعة القرى، تقع "كورين" في منطقة استراتيجية مهمة إلى الغرب الشمالي من مدينة "أريحا"، وتبعد عنها حوالي سبعة كيلومترات، وإلى جنوب مركز المحافظة وتبعد عنها قرابة تسعة كيلومترات، وتُعتبر صلة وصل المنطقة بسهل "الغاب" من جهة الغرب، لعدم وجود طريق سوى الطريق المارة بالقرية، بلغ عدد سكانها /9/ آلاف نسمة، وهي من القرى الزراعية في المنطقة، وتشتهر أكثر بزراعة "الزيتون" وأغلب المواسم التي تجود فيها وأغلب أراضيها مزروعة بـ"الزيتون"، يعمل سكانها بالزراعة وتربية الحيوان، وعلى رأسها "الدواجن" إضافة إلى عدد من الحرف الأخرى التي دخلت في الفترة المتأخرة، وعلى رأسها أعمال البناء، حيث نالت شهرة بهذا العمل على امتداد منطقة "أريحا"، كما تكثر فيها معاصر "الزيتون" ومكابس "البلوك"، واتجه قسم من أبنائها للعمل بالتجارة».

نديم بهلول مختار ورئيس بلدية القرية

ويضيف السيد "نديم": «القرية مخدمة بجميع الخدمات، ففيها شبكة للصرف الصحي، وشبكة ماء شرب، وشبكة هاتف، ومستوصف صحي وجمعية فلاحية، وملعب لكرة القدم، وموفرة فيها الطرق الزراعية بشكل جيد، كما يوجد فيها عدد من الطرق الخدمية المهمة التي تربطها بمراكز القرى المجاورة، ويُتبع لها عدد من المزارع الصغيرة التي انشقت عنها لتصبح نواة لقرى جديدة، وأهمها مزرعة "الأسدية"، تحفها المواقع والأماكن الأثرية، فإلى الغرب منها يقع ما يعرف بوادي "القلعة" وهو موقع أثري مهم ومشهور، كما أنه عبارة عن مغارات وبيوت محفورة بالصخر، مقصود من قبل السياح والزوار بشكل دائم، والتل الأثري الذي يقع في وسط القرية من الجهة الشرقية، وبالنسبة للحركة العلمية فقد نشطت بشكل ملحوظ بالقرية في الفترة الأخيرة».

كما التقينا السيد "عبد الواحد خضر" أحد أبناء القرية ومدير المدرسة الثانوية فيها والذي يقول: «الحركة العلمية في القرية نشطة بشكل ملحوظ، ولا سيما في السنوات الأخيرة، فقد توجه معظم أبناء القرية إلى العلم وتعليم أبنائهم، لما في ذلك من فائدة مادية ومعنوية على الجميع، يوجد في القرية مدرستان للحلقة الأولى ومدرستان للحلقة الثانية ويوجد فيها مدرسة ثانوية وقد أثبتت القرية جدارتها بالنسبة لمجال التعليم واستطاعت المدرسة الثانوية أن تحقق نجاحا مهما على مستوى المحافظة حيث بلغت نسبة نجاح الفرع العلمي مئة بالمئة وكان المتفوق الأول والسادس على المحافظة في الفرع الأدبي من ثانوية القرية على الرغم من تواضع المدرسة وافتقارها لبناء يستوعب عدد التلاميذ والشعب الإدارية فيها، كما يوجد فيها عدد كبير من الشهادات الجامعية العلمية والأدبية وعلى كافة المستويات».

عبد الواحد خضر مدير مدرسة ثانوية كورين

ويقول الحاج "نديم بهلول" أحد المعمرين من أبناء القرية: «كان لقرية "كورين" باع طويل في ثورة الشمال ومحاربة الفرنسيين في المنطقة، وكانت على صلة وثيقة بالزعيم "إبراهيم هنانو"، واعتبرت محطة واستراحة له أثناء تنقله بين مناطق محافظة "إدلب"، وكان أهل القرية يقدمون للثورة والثوار ما يستطيعون من الرجال والأموال والمؤن التي يحتاجونها، وكان ما يعرف بوادي القلعة وهو منطقة أثرية تقع إلى الغرب من القرية ملجأ لرجالات الثورة وبشكل دائم».

عبد المنعم عجينة