على مقربة من نهر "العاصي" وإلى الجنوب الغربي من مدينة "سلقين" بنحو 7 كيلومتر تقع قرية "دلبيا" على سفح هضبة تزينها أشجار الزيتون وخضرة البساتين.

بتاريخ 28/10/2011 التقينا "سليمان الأحمد" أحد أبناء القرية: «قرية "دلبيا" ليست قديمة وإنما هي حديثة العهد تعود إلى أواخر العهد العثماني وقد أخذت اسمها من أشجار "الدلب" التي كانت موجود بكثرة حول نبع الماء الموجود في القرية وبعض تلك الأشجار كبيرة الحجم ومعمرة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 2000 نسمة يعملون في الزراعة وتربية الحيوانات وتشتهر القرية ببساتينها الغناء التي تغطي معظم أراضي القرية بسبب قربها من نهر "العاصي" حيث تنتشر فيها بشكل أساسي زراعة "الكاكي" أو كما يطلق عليه الأهالي "الدربزان" والرمان بنوعيه البلدي والفرنسي و"الجوز" و"الخوخ" و"الدراق"، إضافة إلى الزيتون الذي يزرع في المناطق المرتفعة والهضابية حيث ترتسم في فصل الربيع لوحة مبدعة بمشهد البساتين الخضراء التي تكاد تشبه بساتين غوطة "دمشق"».

تعد عين الماء الموجودة ضمن القرية والذي ينبع من سفح الجبل المصدر الرئيسي للأهالي في تأمين مياه الشرب حتى وقت قريب إلا أنه لم يعد كافياً للأهالي نتيجة جفافه وحالياً هناك مشروع لمد شبكة مياه الشرب إلى القرية، وكانت تحيط بالنبع أشجار "الدلب" والصفصاف وتزين ما حوله بخضرتها وجمالها وما يزيد على حاجة الناس فيجري ضمن ساقية إلى الأراضي الزراعية التي تروى بشكل رئيسي من نهر "العاصي"

أما "أحمد الأحمد" مدير مدرسة "دلبيا" فتحدث عن واقع التعليم في القرية والخدمات الموجودة بالقول: «يوجد في القرية مدرسة للتعليم الأساسي حلقة أولى وثانية فيما يذهب الطلاب إلى "سلقين" أو "عزمارين" لدراسة المرحلة الثانوية لعدم وجود ثانوية في القرية وهناك عدد من خريجي الجامعة، والقرية مخدمة بالكهرباء والهاتف ولا يوجد فيها شبكة لمياه الشرب ولا شبكة صرف صحي وطرقاتها بحاجة للتزفيت ويعتمد السكان على الزراعة بشكل أساسي حيث يوجد أكثر من موسم زراعي في العام لوجود عدة أنواع من الأشجار المزروعة في بساتينها حيث يعمل كافة أفراد الأسرة خلال الموسم، إضافة إلى اعتماد بعض الأهالي على تربية الأغنام والأبقار كمصدر دخل رئيسي».

بساتين الكاكي والرمان على ضفة العاصي

وعن عادات وتقاليد أهل القرية قال: «ما يميز أهل القرية هو حبهم لبعضهم بعضاً وتعاونهم والروابط الاجتماعية التي تجمعهم في كافة المناسبات من أحزان وأفراح ما يجعل القرية أسرة واحدة متعاونة ومتحابة، وأهم العادات التي لا يزال الأهالي يحافظون عليها هو العرس الذي يقام على مدى ثلاثة أيام بكل تقاليده وعاداته ويتعاون خلاله كافة الأهالي ويساعدون صاحب العرس ويصنع خلاله الطعام ويقدم لكل المشاركين والقادمين من القرى والمناطق المجاورة وأهم المأكولات التي تطبخ خلال العرس ما يعرف ب"الهريسة" وهي تصنع من القمح و"الفروج"».

وتحدث "سليمان الخالد" عن عين الماء حيث قال: «تعد عين الماء الموجودة ضمن القرية والذي ينبع من سفح الجبل المصدر الرئيسي للأهالي في تأمين مياه الشرب حتى وقت قريب إلا أنه لم يعد كافياً للأهالي نتيجة جفافه وحالياً هناك مشروع لمد شبكة مياه الشرب إلى القرية، وكانت تحيط بالنبع أشجار "الدلب" والصفصاف وتزين ما حوله بخضرتها وجمالها وما يزيد على حاجة الناس فيجري ضمن ساقية إلى الأراضي الزراعية التي تروى بشكل رئيسي من نهر "العاصي"».

سليمان الأحمد
موقع نبع العين