تقع قرية "كفر عروق" في موقع مميز في قلب منطقة جبل "باريشا" إلى الشمال الغربي من مدينة "إدلب" بمسافة تزيد على 40 كم.

ويقول "ديب حج حسين" مختار القرية: «إن القرية الحالية تقوم على أنقاض قرية قديمة أثرية تعد من أقدم القرى في المنطقة حيث يوجد الكثير من المغاور تحت أبنية القرية إضافة إلى العديد من الآبار المحفورة بالصخر وأهل القرية لا يزالون يحافظون على الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية الموروثة عن آبائهم وأجدادهم في الخطبة والزواج وفي الأفراح والأحزان وتعاونهم في هذه المناسبات كما هو الحال في مختلف علاقاتهم فيما بينهم حيث يمتاز أهلها بحبهم لبعضهم بعضاً وقوة الروابط الاجتماعية فيما بينهم وحبهم لجيرانهم وحب إكرام الضيف وكذلك بالنسبة للزي التقليدي وخاصة عند كبار السن الذين يشكلون ذاكرة شعبية للشباب للمحافظة على هذه العادات والتقاليد المميزة».

تحوي "كفرعروق" مزيجاً من الآثار الرومانية والبيزنطية والإسلامية وهو ما يدل على قدمها وتعاقب معظم الحضارات عليها حيث يوجد فيها مدفن إلى جنوب القرية عليه كتابة يونانية وفيه بعض القبور وهناك قنطرتان في وسط القرية عليهما كتابة يونانية مؤرخة بالعام 191-192 ميلادي كما يوجد إلى الغرب من القرية بقايا جدار هيكل وثني من القرن 2-3 ميلادي مع "ناووس" يحوي عدة قبور مؤرخ بالعام 228 ميلادي

وعن موقع القرية وتسميتها تحدث "عبد الباقي حاج أحمد" رئيس مجلس القرية في لقاء مع موقع eIdleb فقال: «إن موقع القرية وسط الطريق الواصل بين "حزانو" و"قورقانيا" زاد من أهميتها التي اكتسبتها من قدمها وتعاقب الحضارات عليها حيث تعود "كفر عروق" إلى القرن الثاني الميلادي كما تشير بعض الكتابات الموجودة على بقايا الآثار القديمة فيها ويرى عدد من الباحثين أن تسميتها مأخوذة من الآرامية "كفر عروقا" أو "عروقيا" وتعني قرية الهروب أو الرحيل فيما يرى باحثون أن تسميتها مستمدة من موقعها وتعني "مزرعة العروق" باعتبار أن كلمة "كفر" تعني مزرعة و"عروق" هي وصف للمنطقة المحيطة بالقرية نتيجة وجود الكثير من الأودية التي تصب باتجاهها والتي تشكل شبكة كشبكة عروق الدم التي تتشعب في جسم الإنسان».

بقايا آثار الدير

ويضيف رئيس البلدية: «يبلغ عدد سكان "كفرعروق" حوالي 3800 نسمة ومعظمهم يعتمد في معيشته على زراعة الزيتون والتين والحبوب والتبغ وتربية الحيوانات رغم ضيق مساحة الأراضي الزراعية وعدم وجود مساحات كبيرة وتسود القرية أجواء الحياة البسيطة ولا تزال محافظة على عاداتها وتقاليدها القديمة ويعرف أهلها ببساطتهم وكرم ضيافتهم و بحبهم للعلم و اهتمامهم بالتحصيل العلمي حيث يوجد فيها ثلاث مدارس للتعليم الأساسي ومدرسة ثانوية، والقرية مخدمة بشبكات الهاتف والكهرباء والمياه وتبلغ موازنة البلدية حوالي 2,2 مليون ليرة منها حوالي 350 آلاف ليرة للاستثمارية وقد قامت البلدية بشق عدد من الشوارع والطرقات ضمن القرية وعلى أطرافها لتسهيل الحركة ورغم أن معظم بيوتها قديمة إلا أن القرية تشهد حركة عمرانية لاستيعاب الزيادة المستمرة في السكان».

وعن آثارها يقول الباحث "عبد الحميد مشلح": «تحوي "كفرعروق" مزيجاً من الآثار الرومانية والبيزنطية والإسلامية وهو ما يدل على قدمها وتعاقب معظم الحضارات عليها حيث يوجد فيها مدفن إلى جنوب القرية عليه كتابة يونانية وفيه بعض القبور وهناك قنطرتان في وسط القرية عليهما كتابة يونانية مؤرخة بالعام 191-192 ميلادي كما يوجد إلى الغرب من القرية بقايا جدار هيكل وثني من القرن 2-3 ميلادي مع "ناووس" يحوي عدة قبور مؤرخ بالعام 228 ميلادي».

كتابات ورسومات

ويضيف"مشلح": «عرفت القرية ازدهاراً اقتصادياً وعمرانياً ويدلل على ذلك بناء الكثير من الفيلات حيث أحصي في "كفر عروق" نحو 75 فيلا قديمة أما كنيسة القرية فتعود إلى العام 522 ميلادي كما تذكر ذلك إحدى الكتابات اليونانية التي عثر عليها في أحد المنازل القريبة من الجامع ويعتقد بعض الباحثين والأهالي أن موقع الكنيسة كان مكان الجامع حيث يوجد على أعمدة الرواق الصغير الشمالي للجامع تيجان مزينة بصلبان وأزهار، كما يوجد العديد من الآثار القريبة من القرية التي لا تزال قائمة منها آثار "حير الغربي" وهو على بعد 200 متر جنوب غرب القرية فوق مرتفع جبلي فيه آثار لبقايا دير من القرن السادس الميلادي ومصلى أبعاده 14،6×7،6 متر مع منسكة وعمود ومعصرة منحوتة بالصخر، وآثار "ماعز" أو "إيخينيس" الواقعة شمال القرية بنحو 3 كيلومتر وسط الطريق الواصل بين "كفر عروق" و"كفر دريان" تعود للقرن الثاني الميلادي وازدهرت في العهد البيزنطي وكانت مأهولة في النصف الثاني من القرن الخامس عشر وهي اليوم مدينة بائدة وأحصي فيها 175 فيلا وكنيستان تعودان للقرن السادس الميلادي إضافة إلى وجود أكثر من دير وبرج».

آثار بناء سكني