ولد عام /2005/ ليأوي تراث الأجداد، وليظهر التاريخ المنسي لإحدى البلدان المنسية في الشمال السوري، إنجازات بالجملة جعلت مكتب التوثيق في "أريحا" أهم المراجع التاريخية للمدينة وما حولها فيما يخص العادات والتقاليد والعائلات، وليكون أحد أهم مصادر المعلومات، والمدافع الأول عن حفظ التراث ومحاولات طمسه.

من دكانه الصغير الذي لا تتجاوز مساحته /8/ متر مربع، بدأ الأستاذ والباحث التاريخي "مصطفى سماق" مدير مكتب التوثيق حملته لجمع كل صغيرةٍ وكبيرة، ليصبح هذا المحل المتواضع المأوى لمئات المخطوطات وآلاف الوثائق التاريخية المهمة التي لم تجد لنفسها مكاناً يحتضنها بعد المحاولات الجاهدة والقرارات الكثيرة بتخصيص مكانٍ يسمى "مكتب التوثيق".

جميع الأنشطة التي يقوم بها مكتبنا تكون على نفقة الفعاليات الاقتصادية في المدينة ولم يتم تخصيص أي جزءٍ من المساعدات المادية من المجلس البلدي

ففي لقائه موقع eIdleb تحدث الأستاذ "مصطفى" قائلاً: «يتبع مكتب التوثيق إدارياً للمجلس البلدي بـ"أريحا" ما جعلنا تحت وطأته، فهو من يقرر المكان، ومع كل رئيس مجلسٍ جديدٍ للمجلس، تصدر القرارات وتبقى حبراً على ورق، رغم الأبنية الكثيرة التي تعود ملكيتها للمجلس البلدي كالمجمع الحكومي، ومقر رابطة الاتحاد النسائي والعديد من المباني، وأصدر المجلس البلدي القرار رقم /215/ لعام /2007/ بتخصيص عدد من غرف مقر رابطة الاتحاد النسائي كمكتبٍ للتوثيق ومتحف، لكن القرار كغيره لم يؤخذ به، وطلبنا من رئيس المجلس البلدي مكاناً في مطعم "السروة" (أسفل بناء المجلس البلدي) لكن الطلب قوبل بالرفض».

رئيس المجلس البلدي بأريحا

وأضاف "سماق": «جميع الأنشطة التي يقوم بها مكتبنا تكون على نفقة الفعاليات الاقتصادية في المدينة ولم يتم تخصيص أي جزءٍ من المساعدات المادية من المجلس البلدي».

وفي رده على تساؤلات مدير مكتب التوثيق تحدث الأستاذ "ماجد نجم الدين" رئيس المجلس البلدي بـ"أريحا" قائلاً: «جميع الأمكنة العائدة ملكيتها للمجلس البلدي ليست شاغرة فالمجمع الحكومي يضم دوائر القضاء، وقيادة المنطقة، والشرطة والسجن، ومديرية المالية، أما رابطة الاتحاد النسائي فاشترطت إصلاح جميع المبنى لتمنحنا المقر ليكون مكتباً للتوثيق ومتحفاً في آنٍ واحد، ومطعم "السروة" هو مستودع للمجلس البلدي ولا يمكن الاستغناء عنه، وفي حال توفّر أي مكان لن نبخل على مكتب التوثيق لما له من أهميةٍ في نقل تراث الأجداد في مدينتنا، أما الدعم المادي للمكتب فنحن نتقيد بميزانيةٍ محددةٍ تشمل الأعمال الخدمية والنظافة والدراسات، ولم تدخل ميزانية المكتب في عداد ميزانية المجلس البلدي».

وثيقة تعود إلى 110 أعوام بحوزة مكتب التوثيق

وبالنظر إلى أربعة أعوامٍ في العمل التوثيقي، فقد حقق المكتب نقلةً نوعيةً بالتعريف بمدينة "أريحا" كإحدى المدن الهامة تاريخياً منذ أن كانت مملكة "نخاشة" أو "نخّاشي" مروراً بالعهد الإسلامي والحكم العثماني بتوثيق جميع هذه الأحداث وتوثيق العادات "الريحاوية" القديمة ومنها التصوير المتلفز للعرس الشعبي في جزأين، وملتقى "الأربعين" الثقافي في دوراته الأربع، وترميم الجامع الكبير في مدينة "أريحا"، وتوثيق الأضرحة والمقامات والمهن الشعبية والخانات والأماكن الأثرية، وترميم الحمامات القديمة، ليكون المنهل الأول للمعلومات التي تستقي منها الدراسات التاريخية.