"حور كرزي" طفلة في الثامنة من عمرها، تعاني منذ أن خرجت إلى الحياة من شلل عضوي يعرف بالشلل الدماغي التشنجي، وقد توجّهت مؤخراً مع والدها إلى مديرية الصحة في "إدلب"، والسبب هو قرار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إجراء فحوصات أخرى للتأكد من إصابتها بهذا المرض.

أيّ إنّها تتقدم للفحص الثالث حتى الآن، مع العلم أن قرار الفحص الذي أجرته للمرة الأولى كان في العام /2004/ وأُصدرت النتيجة آنذاك من لجنة خماسية بإصابة أكيدة.

لدينا ما يزيد على ألف ومئة معاق، وهؤلاء يحصلون على رواتب شهرية تتناسب مع حجم إعاقتهم، أما موضوع إعادة الفحص فهو قرار وزاري، وبموجب ذلك يتعين على المعاق إعادة التسجيل كل عامين دورياً

والد الطفلة المذكورة وهو السيد "عامر كرزي" بائع أدوات منزلية، تحدّث عما وصفه من روتين إجراء الفحوصات قائلاً: «حين توجهنا إلى المديرية لإجراء الفحص كان أمامنا عدد كبير ورتل طويل انتظرنا فيه لساعات، والأمر لم يكن ليوصف حين شاهدت أعداد المسنين وغير القادرين على المجيء لإجراء الفحص الذي تكرر للمرة الثالثة على التوالي، ولم ينته بنا الأمر خلال يوم بل تعداه إلى أيام أخرى متنقلين بين مديرية صحة "إدلب"، ومركز الشؤون التابع لوزارة الشؤون الإجتماعية والعمل، وتطلّبت العملية جلب المزيد من الأوراق الرسمية، ليس لنا فقط بل للعديد من معوقي الشلل الذين لا يستطيعون تحمّل أعباء ومشقة التنقل والسفر لإثبات مرضهم بشكل دوري، ولذلك فأنا أطالب بإعادة النظر في الأمر على الأقل حتى لا نقع ضحية فحص آخر معروفة نتائجه مسبقاً بالنسبة للمصابين الفعليين».

السيد سامر كرزي

السيد "غياث خلف" مسؤول دائرة شؤون المعاقين في مديرية شؤون "إدلب" تحدّث عن معاقي المحافظة المسجلين قائلاً: «لدينا ما يزيد على ألف ومئة معاق، وهؤلاء يحصلون على رواتب شهرية تتناسب مع حجم إعاقتهم، أما موضوع إعادة الفحص فهو قرار وزاري، وبموجب ذلك يتعين على المعاق إعادة التسجيل كل عامين دورياً».

من جهته مدير وحدة الشؤون الاجتماعية في "المعرة" السيد "محمد اليوسف" اقترح حلاً لمعاناة معاقي الشلل جراء إعادة الفحص قائلاً: «يجب على الوزارة تقريب مراكز المراجعة الخاصة بالمعاقين وتخصيص مركز واحد لكل منطقة، فلدينا في منطقة "المعرة" وحدها حوالي سبعمئة مسجّل نقوم بتوزيع المخصصات المالية عليهم في حال توافرها، ويجب أيضاً اختصار المسافة عليهم بدل السفر إلى مركز المحافظة، وجعل موضوع إعادة الفحص مرتبطاً بالمراكز الطبيّة المنتشرة في مراكز المناطق أو المشافي العامة، وهكذا نيسر موضوع إعادة الفحص، ونحققه بسهولة في الوقت ذاته».

السيد محمد اليوسف